9 أبريل، 2024 5:16 ص
Search
Close this search box.

الوداع الاخير للعراقية بتوقيع وزيرها مذكرة خطيرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في جميع أنحاء العالم تتجه الدول الى الاعتناء بالبيئة والمحافظة عليها وعدم السماح بأي شكل من الاشكال الى خرق القانون ان كان من الشركات أو المؤسسات الخاصة يؤدي الى تلوث البيئة . والحفاظ على البيئة يحتاج الى جهود دولة وافراد .
بل أن الحفاظ على جمالية منطقة أو حي يعتمد على رئيس البلدية في تلك المحافظة أو المدينة أو المنطقة . في أوروبا مثلا من خلال زياراتي العديدة الى بعض بلدان العالم وجدت الاهتمام بالزهور بشكل عام يطغى على كل شيء . والجميع يعرف أن رؤية الزهور والورود ( والشتلات ) والابصال على مختلف أنواعها تترك أثرا نفسيا ايجابيا على المجتمع . وخاصة الاهتمام بالمساحات المتروكة بين المناطق .
تجد حديقة متكاملة فيها أنواع الورود والاشجار وملاعب الاطفال حسب مساحة المكان تأخذ مكانها الطبيعي حتى يأخذ الاطفال وقتهم في التمتع بأوقات فراغهم .
ولكن رغم الجهود الحثيثة لأمانة بغداد في تحويل كثير من المساحات المتروكة الى حدائق عامة لاتزال هناك الكثير من ألأمكنة والمساحات تنتظر ( الفرج ) !!
وهذا ينطبق على المحافظات العراقية التي لاتزال تشكو من هذا الاهمال المتعمد .
لذا تعتبر الحدائق العامة أحد أهم مرافق الترويح عبر التاريخ . ذلك أنها الأقدم والأيسر والأقل تكلفة . وهي في الغالب الأقرب لمكان السكن . وقد تزايد الاهتمام بإنشاء الحدائق وبالتالي ارتيادها . مع التطور الحضري والانتشار العمراني والازدحام الذي أدى إلى تزايد الطلب على الأراضي للاستخدامات التجارية والصناعية والسكنية على حساب المناطق الخضراء . وقد تفاقمت هذه المشكلة مع التزايد السكاني المطرد الذي شهدته معظم مدن العالم فأضحت قضية الترويح وعدم توفر المساحات الخضراء والحدائق العامة تثير اهتمام مخططي المدن الذين باتوا يبحثون عن إيجاد أماكن ترويحية جديدة يقضي فيها المواطن بعضاً من أوقات فراغه . وبالطبع فإن المشكلة تفاقمت مع الامتداد الأفقي للمدن وارتفاع أسعار الأراضي في ضواحي المدن الذي أدى إلى تنافس غير عادل بين استخدامات الأرض على حساب الاستخدام الترويحي .
وهنا نريد أن نلفت الانظار  الى كل من يهمه الامر . أن أكثر مخططات المدن دائما مايلاحظ المواطن الابتعاد عن التشجير أو متابعة مناطقه خاصة فيما يعرف بالتجديد الخضري . لذلك أن الذي ينظر الى المدن يجد تلك المدن بعيدة عن التشجير تماما !
وغياب المرافق الترفيهية خصوصا الحدائق ويلاحظ الاهمال الواضح بالمساحات الخضراء وأن وجدت فهي ليست على المستوى المطلوب وبعيدة عن المعايير العالمية المعمول بها في أغلب دول العالم من حيث نسبة المساحات الخضراء للسكان . مما يدل على غياب التخطيط الأمثل للمدن في العراق .
واليوم هناك مشكلة كبيرة جدا اذا لم نسارع بوضع الحلول لها سوف تلعننا الاجيال . بل سوف يتحول العراق من بلد صديق للبيئة وفيه مساحات خضراء الى بلد تنتشر فيه ألاوبئة نتيجة عدم الاهتمام بتشجير المساحات الواسعة وزرع الازهار !!
وأكثر ما أستفزني تقرير خطير من منظمة ( غرينبيس العالم العربي ) Greenpeace Arab World  التي عبرت عن قلقها الشديد من مذكرة التفاهم بين وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية والاتحاد الأوروبي . والتي سيجري بموجبها بناء مكب نفايات نووية مشعة على أرض العراق . حسب ما جاء على صفحات المنظمة البيئية في مواقع التواصل الاجتماعي الأحد . وسيمنح الاتحاد الأوروبي بموجب المذكرة كذلك العراق 2.6 مليون دولار لتصميم وتجهيز المكب . كما ذُكر في بيان صحفي للوزارة العراقية . وأبدت ( غرينبيس العالم العربي ) دهشتها من هذا الاتفاق . وقلقها الكبير من آثار دفن النفايات النووية في العراق . ونقلت المنظمة عن صفاء الجيوسي منسقة حملات الطاقة والمناخ لغرينبيس في الأردن قوله إنه لا توجد طرق آمنة لدفن هذا النوع من النفايات أو طريقة مضمونة لعزلها عن البيئة المحيطة حيث تحتاج إلى مئات آلاف السنين لتصبح آمنة . فضلا عن إن كمية النفايات التي تنتج بكل خطوة من دورة الوقود النووي سواء كانت من استخراج اليورانيوم إلى تخصيبه ومن ثم تشغيل المفاعلات النووية هائلة وتأثيرها السام يستمر للأجيال القادمة . وطالبت غرينبيس الحكومة العراقية بإلغاء الاتفاقية حرصا على سلامة الشعب العراقي وأجياله القادمة . وذكرت أن أضرار هذا المكب لا تُحصى مشددة على أن الأولوية يجب ان تكون لسلامة الإنسان والأرض دائما !!
ولاندري كيف وافق الدكتور عبد الكريم السامرائي على مثل هذه المذكرة ؟
واذا عزينا انحراف القائمة العراقية عن مسارها الوطني فهذا يعني أن عبد الكريم السامرائي ترك الباب مفتوحا لخراب البلد بأعتباره من القائمة العراقية وهو من قيادات الاخوان المسلمون . وقد يكون سبب هذه المذكرة السوداء هو التفاف على العملية السياسية  وبتوجيه من دول محور الشر . وهو يمثل ادانة واضحة وجريمة مع سبق الاصرار يجب محاكمة السامرائي عليها في المحكمة الاتحادية .
والا تعالوا واسألوا معي ماهو السبب الرئيسي الذي دفع السامرائي على توقيع هذه المذكرة المشؤومة ؟ ومن يقف خلفه ولماذا ؟  وهل هذا الوداع الاخير للقائمة العراقية في تركها بصمات سيئة سوف يلعنها التأريخ الى يوم القيامة ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب