23 ديسمبر، 2024 4:33 ص

الوجود الامريكي في العراق اهدافهم واهدافنا

الوجود الامريكي في العراق اهدافهم واهدافنا

الاحتال : حسب القانون الدولي يتحقق بوجود قوات عسكرية اجنبية على ارض دولة اخرى رغما عنها

في 20-3-2003 بدأت القوات الامريكية غزو العراق تحت عنوان” تحرير العراق”، في 1-5-2003 ، اعلن بوش انتهاء ما يسمى بتحرير العراق وانطلاق ” الحرب على الارهاب”.

في 22-5-2003 صدر قرار مجلس الامن رقم 1483 الذي حول القوات المحررة الى قوات محتلة، بعد سنة تقريبا صدر قرار مجلس الامن رقم 1546 في 8-6-2004 الذي غير المسمى الى قوات الاحتلال متعددة الجنسيات والتي تعمل في العراق بطلب من حكومته وبتجديد سنوي استمر حتى 28-12-2007 عندما اصدر مجلس الامن قراره رقم 1790 الذي جدد لها حتى 31-12-2008 بناء على طلب الحكومة العراقية.

مقاومة الشعب العراقي التي كبدت قوات الاحتلال بمختلف جنسياتها وخصوصا الامريكية منها الخسائر الجسيمة بالأرواح والمعدات، هي السبب الرئيسي والحقيقي لخروج القوات الامريكية وتوابعها من قوات الدول الاخرى من العراق.

استمرار الهيمنة …

ولان امريكا تريد استمرار هيمنتها على العراق فرضت على الحكومة العراقية نوع من الاتفاق سمي “اعلان المبادئ” الذي وقعه رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي وجورج بوش في عام 2007، وهو الاساس الذي بني عليه ” الاتفاق الاستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية ” المتكون من احدى عشر قسما؛ الاهم فيه بالنسبة لأمريكا القسم الثالث والذي حدد التعامل العسكري مع العراق وفق الاتفاقية الامنية SOFA والتي تنص في المادة الاولى ” المجال والغرض” :-” يحدد هذا الاتفاق الاحكام والمتطلبات الرئيسية التي تنظم الوجود المؤقت لقوات الولايات المتحدة في العراق وانشطتها فيه وانسحابها من العراق”.

ردع المخاطر الامنية …

عنوان المادة السابعة والعشرون من الاتفاقية الامنية والتي الزمت في الفقرة الاولى منها امريكا باتخاذ الاجراءات المناسبة التي تشمل الاجراءات الدبلوماسية او الاقتصادية او العسكرية او اي اجراء اخر لردع اي تهديد خارجي او داخلي يتعرض له العراق او وقوع عدون ما عليه.

وهذا مالم تفعله امريكا عندما استولت داعش بتخطيطها ودعمها على عدة محافظات ووصلت الى اطراف العاصمة بغداد، بل انها غدرت بالحكومة العراقية ومن وثق بها من الشخصيات والكتل السياسية التي كانت تراهن عليها.

بينما الفقرة الثانية من هذه المادة والخاصة بما يسمى التعاون في تدريب وتجهيز وتسليح قوات الامن العراقية، فقد ركزت عليها لأنها الخطوة الاولى التي انطلقت منها لإبقاء قواتها في العراق واقامة قواعد عسكرية قتالية تمددت بعد عام 2014 لتشمل اغلب محافظات العراق.

سيناريو هوليوودي…

من حسنات ترامب ان كانت له حسنات انه كشف المتبقي من حقيقة صناعة داعش عندما قال في 10-8-2016 ان داعش صناعة امريكية وبتأسيس اوباما وشراكة هيلاري كلينتون.

في 10-6-2014 وبسيناريو هوليوودي ادُخلت داعش الى العراق وسلمت لها الموصل وصلاح الدين واجزاء من ديالى حتى وصلت الى حدود العاصمة الشمالية، عندها طلبت العراق تطبيق بنود الاتفاقية الامنية وتحديدا المادة السابعة والعشرون، الا ان الامريكان رفضوا ذلك وقالوا للحكومة العراقية لن نتدخل الا بقرار من مجلس الامن الدولي وتحت الفصل السابع.

في 15-8-2014 اصدر مجلس الامن القرار رقم 2170 تحت الفصل السابع والذي اعادة قوات الاحتلال الامريكي للعراق مع انشاء ما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة داعش ( قوات متعددة الجنسيات ) بمعنى العودة الى القرار رقم 1546 في 8-6-2004.

الاهـــــــــداف :-

احتلال الثاني …

منذ 10-6-2014 بدأت القوات الامريكية تنفيذ مخطط الاحتلال الثاني للعراق من خلال ادخال قواتها الى بغداد واربيل، وخلال فترة محاربة العراقيين لداعش، القوات الامريكية احتلت اراضي عراقية وتوسعت فيها، فهي اليوم تمتلك (31) قاعدة ومعسكر ومحطة ثابتة ومتحركة وما لا يقل عن (34000) عنصر مقاتل، عدد القواعد التي تحتوي على مطارات سبعة هي قاعدة عين الاسد-الحبانية-المطار-التاجي-بلد-القيارة وحرير، الاباتشي والشينوك هي الطائرات المتواجدة في هذه القواعد، العدد الاكبر من القوات الامريكية في قلب بغداد وتحديدا في التاجي – المطار- المنطقة الخضراء ومحيط بغداد ، كافة انواع الصنوف القتالية متواجدة واخطرها القوات الخاصة الامريكية (المجوقلة)، وابرز مهام هذه القوات هي تطويق المدن وتأمين الانقلاب على النظام السياسي المستهدف، هذا فضلا عن القوات الاسترالية والفرنسية وباقي قوات ما يسمى بالتحالف الدولي وقوات الناتو، واقعا كل هذه القوات وعلى رأسها الامريكية هي قوات احتلال لها اهدافها التي تعمل لتحقيقها.

الاعتداء على دول الجوار…

تصريحات ترامب في قاعدة عين الاسد بتاريخ 26-12-2018 ، وفي تصريحات اخرى له لشبكة سي بي اس بتاريخ 2-2-2019 حدد الهدف من وجود هذه القوات بالاعتداء على سوريا والتجسس على ايران‘ هذه مهامها الخارجية والتي تتقاطع مع الدستور العراقي وتحديدا المادة السابعة ثانيا، والمادة ثامنا منه، والهدف الرئيسي للاعتداء والتجسس على دول الجوار العراقي هو حماية الكيان الاسرائيلي.

داعش والمرتزقة…

لجنة الامن والدفاع البرلمانية السابقة والحالية مع اغلب القيادات الامنية تؤكد ان القوات الامريكية تنقل وتدرب وتسلح وتدعم الدواعش في سورية والعراق، وهي الان تعمل بخط ثاني موازي وهو تجنيد مرتزقة يحملون الجنسية العراقية وتدريبهم وتسلحهم بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وفي وقت لاحق سيكون الانتقال الى المرحلة القادمة المبنية على تحقيق هدفين لقوات الاحتلال، الاول استهداف المدن واستقرارها بالدواعش، والتصادم مع القوات الامنية وخصوصا الحشد الشعبي بواسطة المرتزقة.

برلمان شجاع وحكومة قوية …

المخطط الامريكي متعدد السيناريوهات للمنطقة عموما وللعراق خصوصا اصبح واضحا جدا ومفتاح خريطة تطبيقه اشد وضوحا منه، لذلك العراق يحتاج ان يكون برلمانه على مستوى مواجهة هذا المخطط وبشجاعة المقاومين الذين يشكلون جزء كبير ومهم من مجلس النواب، واحدى وجوه هذه الشجاعة الذهاب بقوة وبحزم لإصدار قانون اخراج القوات الاجنبية وعلى رأسها القوات الامريكية، بسقف زمني ملزم للحكومة التي يجب عليها ان تكون حازمة وقوية بتنفيذ ارادة الشعب العراقي بالتوجه اولا وفق الاطر الدبلوماسية للقوات الاجنبية بقرار الطرد، وحتما ان القوات الامريكية سوف لن تقبله او تنفذه وعندها لكل حادث حديث.

شعب واعي حشد باقي عراق مستقل …

الفتنة (بكل انواعها) اهم سلاح تستخدمه امريكا لتنفيذ مخططاتها في اي مكان في العالم ومنه العراق، الا ان مرحلة مقاومة الاحتلال الامريكي والانتصار عليه في 2011، ومرحلة محاربة داعش والانتصار العسكري عليه في 2017، وكل التجارب التي مرت على الشعب العراقي قبلهما او فيهما او مما سيأتي بعدهما، اعطت الدروس الكبيرة في الوعي، وظهرت فيها مصاديق كثيرة للوطنية والانتماء للأرض والتضحية من اجل العراقيين، كل هذه التجارب وغيرها خلقت لدى العراقيين وعي مبني على اسس وطنية صحيحة هو اساس التعامل مع المتغيرات في كافة الاصعدة ، والحفاظ على ما تم انجازه وعدم جعل التضحيات الكبيرة التي قدموها تذهب سدى خصوصا في بقاء العراق دولة واحدة قوية مستقلة.