لا أحد يختلف بتوصيف الأمريكان بأنهم يمثلون العنوان الكبير للشر بهذا العالم ، فأمريكا منذ تفردها بالسيطرة على العالم نهاية ثمانينات القرن الماضي ، حّولت العالم الى شريعة الغاب وجعلت القوة والغطرسة بديلا عن القانون الدولي الذي يحكم هذا العالم ، وما فعلته هي بأحتلالهاالعراق بالقوة! ، رغم أنف المجتمع الدولي ، وما تفعله صنيعتها أسرائيل في غزة من حرب أبادة ، وفي لبنان هو خير دليل على ذلك الأستهتار والغطرسة وعدم أحترام للعالم كله! ، فأمريكا تتعامل بطريقة البلطجة والأستهتاروالأبتزار مع غالبية دول العالم وحتى مع أصدقائهم!؟ ، بشعارها المعروف أن لم تكن معي فانت ضدي! . وتبعا لذلك وما يعيشه العالم من فوضى وأضطراب كبير بسبب نوايا أمريكا وبريطانيا وأسرائيل لخلق عالم جديد ، تحاول الكثير من دول العالم أتباع مبدأ التقية!! ، لتكف شر أمريكا وأسرائيل ومن معهم عن أوطانها وشعوبها، وتلك هي الحقيقة! ، فحتى الصين تتكفى شر أمريكا!! ، ولا تريد الصدام المباشر معها بل تحاول اللعب بعيدا عنها ، ونفس الشيء يقال عن روسيا المتورطة في حربها مع أوكرانيا المدعومة من أمريكا ، تتكفى هي الأخرى شر أمريكا ، بل تسعى لمن يخلصها من ورطتها في حربها مع أوكرانيا ، حيث أستنفذت تلك الحرب الكثير من مواردها وأنهكتهاوأربكت الكثير من خططها! ، وحتى جمهورية أيران الأسلامية ، برغم كونها دولة أقليمية قوية يحسب لها ألف حساب ، بما تمتلكه من أسلحة صاروخية وما أحدثته من تطور كبير في بقية الصناعات العسكرية ، ورغم عدائها المعروف والتقليدي مع أمريكا وأسرائيل منذ أنبثاق ثورتها قبل أكثر من 40 عاما ، ألا أنها غّيرت الكثير من سياستها تجاه أمريكا أخيرا!! ، وتحاول تجنبها جهد الأمكان ،وخففت الكثير من خطابها الأعلامي معها وخاصة في ظل رئاسة الرئيس بزشكيان ذوو العقل السديد! وفي الحقيقة أن تجنب أمريكا وأسرائيل المسعورتين! هو ليس خوفا وجبنا أبدا!! ، بل هو زينة العقل للقادة الذين يديرون بلدانهم في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم والمنطقة العربية تحديدا ، حيث يقف العالم أجمع أمام منزلق خطير، ولا يستبعد أن ينجر الى حرب عالمية ثالثة بسبب السعار الأمريكي والأسرائيلي ! . أن أمريكا ومنذ أحتلالها العراق في 2003 وأنشائها أكبر سفارة بالعالم في العراق ، تلك كانت رسالة قوية الى العالم كله وليس للعراقيين فحسب ،بأنها أحتلت العراق من أجل أن تبقى فيه ! ، ولن ترحل منهالى يوم تقوم الساعة!؟. ولأمعان سيطرتها على العراقوجعله منقادا لها! جعلت أمريكا أقتصاد العراق بيدها! ،نعم وتلك الحقيقة التي يغفل ويتغافل عنها الكثيرون ومنهم فصائل المقاومة نفسها! ، فالأقتصاد العراقي وكل موارد العراق المالية مسجلة برقم في البنك الفدرالي الأمريكي تحت مسمى ( واردات العراق)!! ، وعلى العراق أن يقدم طلباته فيما يريد من مشتريات غذائية أو غير ذلك لتتم الموافقة على الصرف!! ، وتلك هي الحقيقة المرة التي يعرفها كل السياسيين وقادة الأحزاب السياسية!! ، ثم أن أمريكا تهدد العراق دائما وتذكّره بأنها في حال رفعت يدها عن أقتصاده ، فسيتقدم المئات بل اللألاف من الأشخاص والمئات من الشركات للمطالبة بديونهم المسجلة على العراق والتي أستدانها أثناء فترة الحصار! ، ولك أن تتصور ماذا يحدث وكيف يكون وضع أقتصادنا المهلهل والمخترق والذي ينخره الفساد طولا وعرضا! . كما أن أمريكا عملت على أضعاف العراق في كل النواحي وخاصة الجانب العسكري!! ، بحيث جعلته يعتمد عليها في حال تعرضه الى أية مخاطر خارجية! ، وعلينا أن لا ننسى موضوع داعش أحد أسلحة أمريكا التي تحارب به العالم ، وتهدد بهالعراق تحديدا أن ( (حاص وفاص)! كما يقال . رغمالمفاوضات والأتفاق الذي جرى أخيرا بين الطرف العراقي والأمريكي نهاية شهر أيلول الجاري بأن الأنسحابالأمريكي من العراق سيكون في شهر أيلول من عام 2025!؟ ، ألا أنني أتفق مع ماذهب اليه النائب (عمران كركوش) عضو أئتلاف دولة القانون والذي يتوقع المراوغة والمماطلة من قبل الأمريكان في موضوع الأنسحاب! ، لا سيما وان الأمريكان طالبوا ببقاء جزء من قواتهم في أربيل بعد تطبيق الأتفاق!!؟ ، وهنا لا بد من الأشارة والتذكير بأن البرلمان العراقي منذ سنة 2020 صوت بالأجماع على ضرورة خروج القوات الأمريكية بالعراق بعد حادثة أغتيال (قاسمي سليماني ، وأبو مهدي المهندس) ، ولكن هل خرجوا وأنسحبوا من العراق ؟ الجواب كلا؟؟ . نقول : من الطبيعي أن كل عراقي يريد للعراق أن يعيش حرا مستقلا وذات سيادة على أرضه ومياهه وسماءه وعلى كل ذرة تراب فيه ، ويتمتع بالجاه والقوة ، ويرفض وجود أي موطيء قدم لأيمحتل أجنبي على أرضه أيا كان! ، ولكن ما حيلتنا ونحن بلد نهشه الفساد من الداخل ، والتدخل في كل شؤونه من الخارج!؟ ، فمشاكل العراق وأزماته وأنفلاته الأمني وضعف القانون أمام لغة العشائر وتفكك نسيجه الأجتماعيوالديني والمذهبي والقومي ، وأقتصاده المترنح الأحاديالمورد الذي يعتمد على واردات النفط ، والمهدد بأرتفاعوأنخفاض أسعاره في السوق النفطية العالمية!! ، ناهيك عن كثرة التدخلات في شؤونه الداخلية ، كما أن العالم يعرف بأن العراق فيه أكثر من دولة داخل الدولة وفيه أكثر من علم!! ، كل هذه الأمور وغيرها الكثير، جعلت من العراقبلدا ضعيفا . فأذا ترى الفصائل المقاومة ، بأن وجود القوات الأمريكية في العراق يسبب المشاكل والأزمات ويثير الفتن ، فلربما خروجهم سيسبب مشاكل أكثر للعراق ويعيد العراق الى مربع الحصار والديون ويفتح على العراق أبواب جهنم !! فأمريكا شر لا بد منه والعاقل يعرف أهون الشرين! . فنحن الان لسنا بصدد التصدي لها ومحاربتها والوقوف ضدها والعمل على أخراجها من العراق! ، ذلك تصرف خاطيء ولربما سيجلب الكثير من المصائب على العراق! ، وأرى ومن وجهة نظري أن علينا أن نقتدي بأيرانالجارة الأقرب لنا فكريا وعقائديا وسياسيا ، في كيفية تعاملها مع أمريكا وتهدأتها للمواقف! . أخيرا نقول : علينا أحتواء أمريكا في الوقت الحاظر وتحمل أستهتارهاوغطرستها لا ضعفا ولكن تقية!! على أقل تقدير في الوقت الحاظر ، وأنتظار المتغيرات الدولية والعالمية التي ستحدث حتما ، وعندها لكل حادث حديث!؟ . والله من وراء القصد.