17 نوفمبر، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

الوجودية الثقافية … والوعي التاريخي

الوجودية الثقافية … والوعي التاريخي

إن ما يمنعنا من القفز فوق الظل باعتباره الرؤية الأسطورية لحياة ما بعد الموت هو التشبث بالأنا باعتبارها واقع عيني معاش,وفي محاولة البقاء هذه يسعى الإنسان إلى خلق مفهوم مؤسطر للخلود, لكن الخلود الحقيقي هو في الواقع مقاومة الإنسان للموت بوصفه النهاية الطبيعية للانا,ويبدو الإنسان حين يقترب من هذه النهاية يلجا وبتعابير سامية يؤطرها بالكثير من الاحترام والتقديس كي تتناغم مع المأمول وأحيانا ترتدي ثوب الفلسفة, لان منطلقه هو الذات التي ترى العالم في صور يوتوبيات خارج النظام الكوني مما يثير في الروح أقصى درجات النشوة والألم معا.إذ أننا في تشاؤمنا أو في تفاؤلنا نجد أن الزمن يأخذ في أعقابنا وفعل التاريخ لا فكاك منه والسؤال الأزلي لا يزال عالقا في الذهن وما يدور في عالمنا هو صراع حول الأحقية التاريخية في بقاء وديمومة الحضارة الإنسانية وقد يتخذ هذا الصراع أقنعة لا يستطيع الإنسان إلا التعبير عنها بأساليب قد تبدو للوهلة الاولى أنها طبيعية لكن منطلقها الحقيقي هو حاجات غريزية ومنظمة فسيولوجيا لا يستطيع إلا الوعي المتقدم إنسانيا أن يكبح جماحها ويساهم بالسيطرة على أداء المنظومة الفكرية للمجموعات البشرية من ناحية المعنى والتقييم والفعالية .وان كانت هناك منظومات فكرية لا تستجيب إلى خصوصيات الحضارة بسمتها الإنسانية فمن الواجب تجاوزها لان المستقبل وإرهاصاته الحاضرة يؤطر الكائن الحي وجوديا لتجاوز عدمية الحياة التي يجب أن تعاش بكل تفاعلاتها وجذوتها ولو هذه ستكون نسبية إلا أنها ستساهم بصنع غد أفضل للأجيال اللاحقة, وهنا لابد من الأخذ بلعين الاعتبار الرؤيا المنطلقة من جدل الواقع العيني الذي هو بما يمثله من كيانات هو المستفيد وهو الحكم من مجمل الأداء التطبيقي ففي عالم الرأسمال والرأسمال الرمزي هناك تحالفات تحافظ على تراتبيات الهرم الطبقي ونجد أن المجمل العام من الشرائح الاجتماعية هي تحت خط الفقر وهذا ما يثير النزاعات بمختلف مسمياتها من طائفية وعرقية رغم أن الإنسان من ناحية النوع هو واحد لكن ما يربك النوع هو حركة راس المال وبوضع آلية عينية لثقفي الحقائق ووضع الحلول يجب علينا أن نصل إلى مرحلة متقدمة من وعي الأزمة لان المسحوق إما أن ينتفض أو يستسلم وان استسلم يخرج من وعي التاريخ ويكون سوطا بيد الجلاد وهو الضحية, لذا علينا أن نستنفر كل الحواس من اجل موازنة المعادلة والتي تبدو صعبة التحقيق لكن اليأس هو راية الهزيمة ,ونحن نعلم أن معالجة الداء يجب أن لا تقابل بخسائر في الوعي باعتبارنا الحديقة الخلفية لإمبراطوريات المال والثقافة المتعجرفة.

أحدث المقالات