التاريخ يُعيد نفسه …..
لماذا يُحاصر متظاهرو التك تك البنك المركزي العراقي؟
لماذا عبر متظاهرو التك تك، الوجه الثاني، الأسود والتخريبي، من تظاهرات العراق، البيضاء، الشبابية والسلمية، جسر الأحرار في غفلة من القوات الأمنية ليهاجموا البنك المركزي العراقي ثم تتصدى لهم القوات الأمنية فتطاردهم فيتم تشتيتهم هم وتكتكاتهم فيتجمعوا على مبعدة من المصرف يتربصون الفرصة المناسبة، كما تتربص الذئاب بالفريسة، لمعاودة الهجوم وتراقب القوات الأمنية تحركاتهم. ويصبح الموقف كر وفر بين الطرفين …..؟ رجعت بذاكرتي إلى الخلف، في اليوم الثالث أو الرابع لسقوط بغداد في نيسان 2003. كنت هناك ضحى ذلك اليوم أقف أمام البنك المركزي العراقي في شارع الرشيد أشاهد ما يجري، وكنت خرجت صباحا من داري لأتجول في بغداد وأشاهد ما الذي تركت أحداث الأمس وما الذي يحدث في ذلك اليوم. شاهدت، كما يوم أمس في شارع الرشيد، مجموعة من الناس قد هاجمت المصرف المفتوحة أبوابه، لا أدري كيف، كسرها هؤلاء الناس أم تُركت مفتوحة بالأمس في خضم الفوضى التي عمت بغداد بدخول القوات الأمريكية وانهيار السلطة برموزها، الجيش والشرطة والأمن والمخابرات والمؤسسات والوزارات ……. كانوا، أولئك الناس، في ذلك اليوم، يدخلون ويخرجون، وكان يبدو أنهم مجاميع منفصلة عن بعضها البعض، وعرفت ذلك عندما راحوا يتعاركون ويتصايحون فيما بينهم. وكان يقف على مبعدة منهم، على رصيف (جامع مرجان،) شخص يبدو أنه يقود عملية الدخول والخروج إلى المصرف ويقود الناس ويشرف عليهم، يلبس دشداشه سوداء وقد أطلق لحيته وأمسك سبحة سوداء بين يديه . ورأيت احدهم يسرع إليه، عابرا الشارع، صارخا:
سيد، سيد، تعاركو بيت (فلان) وبيت (فلان.) كل واحد يريده إله!!
والبيت هنا يعني العشيرة، ولا استطرد في الكلام مخافة أن اشتط ….!!
ما أشبه اليوم بالبارحة!!
وكما يقول المثل الشعبي: إلّي خَلَّفْ ما مات!!