23 ديسمبر، 2024 12:41 م

الوجه الآخر لداعش

الوجه الآخر لداعش

تابعت خلال الأيام الماضية الحملة الإعلامية التي تشنها قناة الشرقية على السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى ، ولأجل إعطاء صورة موضوعية لا تحتكم للعواطف والأغراض المسبقة ، سنحاول خلال هذه الكلمات فحص الأسس والوسائل التي تعتمدها هذه الحملة وصولا الى الهدف منها :

وسائل الحملة :

– تخصيص حصاد الأخبار الذي يبث في العاشرة مساء لهذا الغرض بعيدا عن اي معيار يمكن ان ينظم ترتيب نشرة الأخبار .

– الاستعانة ببعض النواب أمثال عبد الرحمن اللويزي وبعض أعضاء مجلس محافظة نينوى أمثال خلف الحديدي ، والمتابعون يعرفون تماما عدائية هؤلاء ضد النجيفي لأسباب شخصية .

– الاعتماد على ( السبتايتل ) والأخبار السريعة ، والصاق جمل وعبارات بالمتحدثين للشرقية هي غير ما تحدثوا عنه ، فالتحريف قائم على قدم وساق .

– اختلاق اخبار دون مصدر ودون دليل واثارة زوبعة من خلالها بهدف ارباك المشاهد وجعله يعتقد ان الشرقية تتحدث عن وقائع حقيقية .

ما هي مفردات الحملة التي حاولت الشرقية الاعتماد عليها عبر الوسائل السابقة :

– ان السيد اثيل النجيفي يتحمل مسؤولية سقوط الموصل .

– انه متفرد في قراراته .

– انشأ معسكر تحرير نينوى دون الرجوع الى مجلس المحافظة .

– كتائب الموصل التي تحارب داعش داخل الموصل ، لا حقيقة لها وهم عبارة عن مجموعات مرتبطة بالنجيفي.

– لم يحل السيد اثيل مشاكل النازحين .

– لا يجوز ان يجتمع السيد رئيس الوزراء بالسيد اثيل !

هذه اهم المفردات التي اعتمد عليها خصوم النجيفي في هجومهم عليه بدعم وتوجيه من السيد سعد البزاز ، بل ان بيانات كتلة النهضة التي يرأسها السيد اثيل كتبت بخط اليد من قبل محرر في الشرقية وتم بثها على انها بيان مضاد النجيفي من الكتلة التي يرأسها !

لنعود الى أصل المفردات ، فمن المعروف ان اثيل النجيفي كان اخر مسؤول غادر الموصل وهناك صور وأشرطة فيديو تثبت ان النجيفي يحمل بندقيته مع أفراد حمايته ويتجوّلون في شوارع الموصل في حين هرب عنها كل القادة العسكريين وأعضاء مجلس المحافظة وكل المتباكين اليوم على الموصل .

ومن المعروف ان المحافظ هو المسؤول التنفيذي اما مجلس المحافظة فهو مجلس تشريعي رقابي ، فكيف تحول بعض أعضاء المجلس الى مراسلين سياسيين لقناة الشرقية وكيف تحولت الشرقية الى محطة خاصة للهجوم على محافظ نينوى !

اما معسكر تحرير نينوى فهو شرف للنجيفي ، اما منتقدوه فهم مجرد بوق لداعش ، والاولى بكل مخلص ان يدعم المعسكر ويدعم اي جهد مضاد لداعش لا ان ينتقده .

وكذا الامر بالنسبة لكتائب الموصل ، انهم فتية حملوا ارواحهم على اكفهم في حين ان منتقدي النجيفي نزلاء فنادق فخمة مدفوعة الأجر من قبل من استخدمهم مراسلين له . وأي ارتباط لهم بالنجيفي فهو شرف لا يدانيه شرف ، ويبدو للأسف الشديد ان بديهيات الشرف غائبة عن المشاركين في الحملة .

ويبقى موضوع الاجتماع بالسيد رئيس الوزراء ، أليس من الغريب تماما ان يكون موضع انتقاد ، والمفروض ان يجري العمل ليل نهار من اجل الاستعداد لتحرير نينوى ، وكيف تتحرر اذا كان منتقدو النجيفي يرفضون مجرد الاجتماع بالعبادي .

اما كارثة النازحين فإنها اكبر وأعمق من قدرة اثيل النجيفي على حلها ، انها مسؤولية الدولة فكيف نطلب من محافظ خارج ارضه حل أزمة او كارثة ينوء بحملها البلد بإمكانياته كافة !؟

مما تقدم تكون النتيجة واضحة ، ولكي لا نتهم احدا نقول ان النتيجة قد تكون حاصلة دون وعي اطرافها اذا ما افترضنا حسن النية ، والارجح انها ليست كذلك فالنتيجة هي الوقوف مع داعش وعرقلة اي جهد لتحرير نينوى ، ويبقى امر اخير وهو غاية في الأهمية وساطرحه كتساؤل على أمل الرجوع الى مفرداته في مقال لاحق :

كل خصوم ومنتقدي اثيل النجيفي هم ممن كانوا يرتبطون بعلاقات وثيقة مع السيد المالكي ، بل ان أطرافا عديدة كانت تسميهم سنة المالكي ، فكيف تحول هؤلاء الى متباكين على الموصل ؟ ومن يمول حملتهم ؟!

وللحديث صلة ..