9 أبريل، 2024 6:33 ص
Search
Close this search box.

الوثيقة.. العجلة الأولى على سكة الإصلاح!

Facebook
Twitter
LinkedIn

البحث في جوهر المشكلة، يعطي تصورا حقيقيا، عن الأسباب التي أدت، إلى هذا الفشل العميق، بعيدا عن كل ما يحجبنا، عن أصل المسببات، قد لا يعلم من يسير وراء الخطابات الرنانة، والنبرة العاطفية والطائفية، التي يبرع به كثير من السياسيين، حيث ينجر ورائهم جمهور ليس بالقليل، كما تفعله “حرباء بابل”.إن الخلل الحقيقي؛ يقع في البنية الأساسية للنظام السياسي، وما سّنه الحاكم المدني للعراق(بول بريمر) السّنة السيئة؛ التي أتت بالمحاصصة والطائفية، وشرعتها ورسختها في النظام السياسي الجديد، على مدى ثلاثة عشر سنة، من الدماء والأرواح ونار الطائفية، أحرقت سنين الوطن، الآن أيقن الساسة، أن الحل هو في أصلاح النظام، وليس تهديمه؟! ومن يريد ألإصلاح، يجب أن يبدأ بالمنظومة العامة التي أنشأت عليها هذه الحكومات المتعاقبة.إن أهم فقرات الوثيقة الموقعة، هو تشريع قوانين رئيسية، وأساسية في إصلاح النظام السياسي، وخاصة “قانون المحكمة الاتحادية، وقانون الخدمة الاتحادي، النفط والغاز، العفو العام، ومراجعة قانون من أين لك هذا”وهناك قانون لم يذكر، ولكنه يعتبر أيضا من جوهر الإصلاح، ألا وهو قانون الانتخابات، أذا لم يفعل؛ فالعملية الإصلاحية ستكون عرجاء وغير مكتملة، وما سيترتب عليه من إرجاع نفس الوجوه الكالحة، التي لم تجلب خير لهذا البلد، على حد قول المرجعية الرشيدة.العقلاء يدركون؛ إن الخلل لا يكمن بالكابينة الوزارية الحالية، وما طرحه رئيس الوزراء من عملية تغيير وزاري، إنما هو لإسكات الغضب الجماهيري، وسحب التمثيل ألاستحقاقي للكتل، الذي يفرضه النظام البرلماني الذي يعمل به في العالم، أي تسويف عملية الإصلاح.. تدارك هذه الأزمة الخانقة، بوثيقة إصلاح شاملة، تمس جوهر الخلل، داخل المنظومة السياسية، ولكنها غير كافية، ويجب أن يتبعها محاسبة السارق ومعاقبة الفاسد، ومشاهدة رؤوس كبيرة خلف القضبان، يسترد من خلالها المواطن، بعض حقوقه المسلوبة وأمواله المنهوبة.لا يتوهم احد إنها ستمر دون عقبات، أو تسقيط إعلامي كبير، من قبل الفاسدين، وما سيعمله أزلام السابقون، وأيتام البعث الجديد، لأنها ستسحب البساط، من تحت أقدام 4000 مدير عام، تابع لجهة و30 هيئة مستقلة، وستشمل عدد كبير من الدعاة، الذين عشعشوا في مؤسسات الدولة، وباتوا يتحكمون بمقدراتها، الآن تحرك قطار الحكومة، على السكة الصحيحة، وهو بحاجة إلى دعم المواطن لهذه الخطوة،وإسناد الوطن الذي انحرف كثيراً عن مساره، لذا يتوجب على الجميع أن يقف وقفة مسئولة، لتسهيل العقبات كي يصل بالبلد إلى الأمان والاستقرار، بتكاتف الجميع، بعيدا عن الشعارات الجوفاء، والكلمات المعسولة، والخطاب الطائفي والقومي والمناطقي.العراق يسع الجميع، وخيراته تكفي ليعيش أبناءه بحرية ورفاه، ويحقق طفرة نوعية بجميع المجالات، الخدمية والصحيحة والمعيشية، يلزمنا أمر هام، هو الابتعاد عن الأبواق الإعلامية، وحذف جميع القنوات الإخبارية الكاذبة، ومحاسبة الصفحات التواصل الاجتماعي، التي تفبرك الكلام وتبث الأخبار العارية عن الصحة، وتخلق نوع من الإرباك والتشويش، لإبقاء الفاسد والسارق، وجر البلد إلى فوضى تحرق الأخضر واليابس.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب