18 ديسمبر، 2024 7:57 م

ربما التأريخ يعيد نفسه في بعض الظروف , وليس غريبا ذلك في تأريخ الشعوب الحية ولنا في ثورة الحسين وثورة جيفارا او انتفاضة١٩٩١ او ثورة السودان في السبعينيات او ثورة تموز ١٩٥٨ وما حدث في كومونة باريس والثورة الاسبانية حيث التقت عناصر التشوية للمد الجماهيري الذي كان يراد له ان يقوض حركة الشعوب.
ان ما جرى لحركة اكتوبر منذ بدايتها من نجاح ورفض لما في العراق منذ ٢٠٠٣ من عملية كبرى لسرقة وبيع العراق لاجندات ودول وكيانات واحزاب مزقت النسيج المجتمعي واحالت البلد الى ركام تحت بوابات الرجعية والعمالة والفساد
ومما يحسب لشعبنا الابي هو درجة صبره على سياسة القوى الحاكمة واعطاء ها فرصة كبيرة لتحسين اداءها واصلاح حالها لكن ذلك لم يخرج للوجود وبقي الشعب يعاني وتتراجع فيه كل مقومات الحياة.
وبعد موافقة الشعب على الدستور ورضاه عن العملية السياسية واشتراكه بانتخابات متعددة تلبية لايمانه بان هولاء الحكام ربما تأتيهم صحوة ضمير او يقظةتنتشل واقع البؤس والتراجع وكذلك تلبية لاوامر وتوجية المرجعية الدينية الا ان تلك الارادات ضاعت ادراج الريح حيث ان الساسة لم يراعون محبة الشعب للامان والسلام والحفاظ على مكتسبات الشعب سيما القضاء على الفاشية
وحيث ان الكساد والتراجع وضياع الوطن كان سببا في انتفاضة الشعب، فحدث ان ثار الشعب بوثبة جبارة كانت ردة فعل طبيعية للمطالبة بالتغيير الجذري للعملية السياسة بعد نفاذ الصبر ووصول الاوضاع لحالة لا يمكن الوقوف امامها موقف المتفرج.
وازاء ذلك اندلعت الانتفاضة بروح سلمية وثابة نحو اهدافها الضاغطة على الحكومة من اجل التغيير في العديد من قواعد اللعبة ومنها اصدار قوانيين للعدالة المجتمعية.
وحين ازداد هذا الضغط توجهت الحكومة وبعض الجهات من مجابهة الشعب بالموت والرصاص والاغتيالات والخطف والارهاب مما ادى الى سقوط المئات شهداء وجرحى وظلت الدولة تتفرج على ما يجري .
وفي الوقت الذي اقترب الشعب من انتصاره اخذت بعض الجهات تدخل من الابواب المظلمة تشوه المجرى العام للثورة حتى وجهت بعض ادعياء السياسة والاقلام المأجورة لتشوية حقيقة الثورة ،
والان شحذت بعض الاقلام من همتها مستغلة ما جرى في الوثبة من عملية قتل الشاب دون بيان الحقيقة لما جرى ومن يقف حولها وفي الوقت الذي ندين فيها مثل هذه الافعال المروعة نرجو الحيطة والحذر وعدم انسياق شعبنا وراءها تاركين الامر للقوى الامنية والقضائية ان تاخذ دورهابغية حقن المزيد من الدم.
ومن حقنا ان نسأل حين ارتوت ارضنا بالضحايا تحت وابل الرصاص في البصرة وميسان والناصرية والنجف والمحافظات الاخرى اضافة لعمليات الاغتيالات والخطف واختفاء العشرات لماذ لم تنبس هذه النكرات وتلك الاقلام عن ابداء موقفها.
ان الدولة التي تملك اكبر العلاقات مع اميركا وايران ودول اخرى وتتعاون معها شتى انواع التعاون اضافة لوجود الجيش والشرطة والامن الم يكن بامكانها تثبيت الجهات التي قتلت اكثر من ٤٠٠ شهيد وجرح اكثر من عشرين الف
الجواب على ذلك لن يطول ،على هذه الجهات ان تعلم ان صدام بجبروته وفاشيته تستر على الاف الضحايا والمقابر الجماعية لكنها برمشة عين قد كشفت ووقف هو وازلامه اذلاء في اقفاص حقيرة خلقت للوحوش الكاسرة الى ان اخذ جزاءه العادل ان قوادم الايام ستكون نذير شؤم على الغربان التي
للشعب الهلاك .
شعبنا الابي الذي مرت به الويلات حتما ينتصر وحتما ترتفع اصوات الاحرار مهما طال الظلام