18 ديسمبر، 2024 11:19 م

الوثائق البريطانية السرية وخبث عرضها

الوثائق البريطانية السرية وخبث عرضها

الاعتراف بالخطا فضيلة ولكن متى يكون الاعتراف بعد الكارثة ام قبل وقوعها؟ ، هذا من جانب ومن جانب اخر من هم الذين دفعوا ثمن الخطا ؟

وانا اتصفح كتاب مارك كورتيس ـ  كاتب ومستشار وباحث انكليزي ـ بعنوان التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الاصوليين ، ترجمة كمال السيد

هذا الكتاب في عنوانه ليس بغريب حتى على ابسط مواطن عربي اومسلم فالسمة الغالبة على بريطانيا وامريكا في هذا العصر هو التامر والخبث في المنطقة ، ولكن عندما تكون مصادر هذا الكتاب هي الوثائق السرية التي تكشف عنها بريطانيا بعد ثلاثين سنة ، فاخذ الكاتب فقط الوثائق السرية للمخابرات والخارجية البريطانية .

ولرب سائل يسال الا يمكن ادانتهم اذا اعترفوا بجرائمهم ؟ واجيب على هذا السؤال بامرين ، الاول ان هذه الوثائق التي تعرضها بريطانيا تدل على قمة في الخبث عند عرضها وليس خشيتها من ان يدينها من تضرر من سياستها وسياتيك الحديث لماذا ؟ ولكن عرضها للوثائق تجعل الثقة مهزوزة برموز كنا نعتقدهم وطنيين ، وهنا التوقف عند هذه النقطة ، فالخبث البريطاني لا يتورع من الكذب فالرموز قد يكونوا حقا وطنيين ولكن عندما تصدر وثيقة على اعتبارها سرية فانها تثير الشك بهذه الرموز اكثر مما تثير اليقين بالخبث البريطاني ، ومن جانب اخر قد ظهر للعرب ان هنالك عرب خونة باعوا ضميرهم وشرفهم قبل ارضهم . فالخبث البريطاني من عرض الوثائق السرية هي زرع الشك بالقادة سياسيين او رجال دين .

وهنالك كتاب صدر في المكتبات قبل مدة يسلط الضوء على شيوخ العشائر الذين تعاونوا مع الانكليز ايام الحرب العالمية الاولى ، وهذا الكتاب ان كان صحيحا فليتعظ حكام اليوم من خبثهم وعدم الثقة بهم وان كان كاذبا فالغاية النيل من شيوخ العشائر والعشائر نفسها .

الامر الاخر لايمكن ادانة الانكليز بهذه الوثائق وذلك اولا : لانتشار الاستهتار العالمي وتسلط قوى الشر على مبادئ العالم وعجز الاحرار من النيل منهم ويتحمل الوزر الاكبر هم دول الخليج والوزر الاقل مصر والاردن ، ثانيا اغلب هذه الوثائق لا تدين الانكليز مثلا عندما تطلب من السعودية دعم طالبان ضد السوفيت وبالفعل قام ال سعود بذلك ومن ثم قاموا بضرب طالبان فلو قلت لهم الم تساندوا طالبان ليقولون لك السعودية هي من ساندتهم ، وهو  الحال بعينه عندما اعترفت كلنتون بانهم هم من اسسوا القاعدة وداعش ، كيف اسسوها ، سمحوا للسعوديين بتمويلهم والمتاسلمين في بلدانهم بالتطوع معهم ، بينما موقف حكومي في مساندة الارهاب لايوجد ، كل هذا والبركة بالخليج ، وهم باموال الخليج حطموا الجيش العراقي في حرب 1991 وساندوا الشيعة على الثورة وهم حسب الاعتراف في هذا الكتاب ساندوا الطاغية في ابادة الشيعة وهم نصبوا الشاه سنة 1957 وقضوا على ثورة مصدق وهم رفضوا لجوء الشاه اليهم وهم ساندوا الثورة الايرانية قبل نجاحها حتى يقال عن الثورة انها جاءت بدعم الانكليز وامريكا وحالما وطات قدم السيد الخميني طهران حدث ما لم يكن في حساباتهم ومنها سفارة الصهاينة تحولت الى سفارة فلسطين ، فما كان منهم الا دعم الطاغية وباموال الخليج لشن الحرب ، في الوثائق يعنرفون بذلك ولكن من هو المدان ؟

في الوثائق هم من دعموا حيدر علييف الشيوعي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي ومن رؤوساء الكي بي جي السوفيتية في ابادة معارضيه المسلمين بوحشية ومن ثم تامروا مع الامريكان في ابادة الشيوعيين من قبل ملا عمر . فمن تدين من هذه الوحشية ؟

وفي الوثائق وثائق تؤيد دعم الانكليز للاخوان المسلمين بواسطة السعودية ضد جمال عبد الناصر ، وايضا تملق ودعم تاتشرلال سعود وللدكتاتور ضياء الحق في باكستان والشاه في ايران ، وعند وفاة الشاه بعثت امريكا وفرنسا وزراء وسفراء على مستوى عال لتشييع جنازته اما بريطانيا فانها ارسلت اصغر موظف مغمور في سفارتها في القاهرة ، فهل هذه سرية يمكن ادانة الانكليز عليها .

فكل ما قامت به من خبث واجرام وتامر قامت به بعقل اما المنفذ فهم المتاسلمين ودائما تؤكد وثائقهم على هذه الزمرة الخبيثة في تنفيذ مخططاتهم والممول فهم حكام الخليج .

واثمر هذا الاسلوب الخبيث لعرض الوثائق السرية انه اي حركة وطنية تحررية تجعل الراي العام ينسبها للانكليز والامريكان

من كل هذا هل يتعظ الحكام اليوم من هذه السياسة الرعناء ؟ وبالنسبة للعلمانيين المتبجحين بسياسات هذه الدول ماذا يقولون عن هذه الاساليب الخبيثة هل هي حرية وتعددية واحترام لحقوق الانسان ؟