ان التاريخ اثبت ان واشنطن ليست موضع ثقة بالنسبة للدول الاخرى ولا تؤمن بالمواثيق ، ولا توجد صداقة حقيقية لديها ، وتمارس الظلم ضد الشعوب المتطلعة للحرية والتي تعتبر مقارعة امريكا فخر لها وستبقى في ذاكراتهم حرب فيتنام وما تمارسه من شيطنة نحو الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم إلا نموذج لتلك الممارسات القذرة .
ان سلوك واشنطن الخاطئة تجاه الإتفاق النووي ليس جديدا، ولم تكن واقعية فمنذ اللحظة الاولى لبدء تنفيذ الإتفاق النووي، لم تعتمد سلوكا مسؤولا لا في الادارة السابقة ولا الحالية، وما تم الاتفاق عليه خطة عمل مشتركة شاملة لدول عديدة ، وإنجازاً هاماً جداً من أجل توطيد نظام عدم الانتشار النووي وتعزيز السلم والأمن العالميين، وهي ليست إتفاقية ثنائية بين ايران واميركا، بل وثيقة دولية دعمتها قرارات لمجلس الأمن الدولي بهذا الصدد. وقد وقفت هذه الدول الموقعة مثل روسيا وفرنسا وانكلترا والمانيا والصين بكل وضوح والمنظمات العالمية ضد الموقف الأميركي من الاتفاق النووي واصبحت واشنطن تبدو الان أكثر انعزالية”.ولايمكن لتلك الدول من ان تفرط بمصالحها بعد ان وقعت المزيد من الاتفاقات الثنائية بمختلف المجالات من اجل اشباع رغبات قائد البيت الابيض الغير المتوازنة .والمتورط بمقولاته ومراهناته لم يتم تنفيذ العديد منها والتي نادى بها قبل الانتخابات .
وقد خلقت التوجهات غير المسؤولة لإدارة ترامب، أوضاعاً قلقة عند البعض حول الاتفاق .ولم يكن ذلك مورد اهتمام القيادة السياسية للجمهورية الاسلامية الايرانية ابداً لعلمها بأن ما يجري لا يتجاوز سوى فقاعات اعلامية واستفزازات لا قيمة لها و لم تتوقف تصريحات الرئيس الامريكي منذ 20 يناير الماضي، وقد واصل خطابته الهجومية ضد إيران منذ توليه السلطة وبمناسبات مختلفة ومن ، أبرزمقولاته : “إيران تلعب بالنار.. إنهم لم يقدّروا كرم أوباما معهم، لكنني لست أوباما”، في إشارة إلى أن سياسته ستكون أكثر شدة. ولم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معجباً يوماً بالاتفاق النووي. منذ البداية، تراءت له نهاية “أحد أسوأ الاتفاقات التي تم التفاوض عليها على الإطلاق”كما بات يكررها دائماً وفي كل خطاباته. ان رد فعل إيران وبموقف ثابت رافضةً الخضوع لكل التهديدات الامريكية المتكررة على لسان الرئيس ترامب، لعلمها ان الرئيس الأمريكى يفتقد الخبرة وعليه التعلم من الرئيس السابق أوباما، كما تؤكد على أن إيران لا تحتاج إلى إذن من أى دولة للدفاع عن نفسها كما اكدت عدة مرات بأنها لن تتفاوض في مسألة إمكاناتها الصاروخية أو تتوقف عن تجاربها الصاروخية، لكن فيما يتعلق بقضايا المنطقة فلا مشكلة عندها من التفاوض بشكل عقلاني للوصول إلى نوع من الحلول العملية”.وقد صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في اكثر من مرة بإن أي مفاوضات جديدة مع أمريكا بخصوص اي شرط من شروط الاتِّفاق النووي مرفوضة، وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد صرح في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرتها سابقاً ، أن الولايات المتحدة لا تعتزم عرقلة صفقات الشركات الأوروبية مع إيران. وجاءت تلك المقابلة بعد أسبوع على سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي تاركا مصيره بيد الكونجرس الأمريكي وقال تيلرسون إن ترامب قرر عدم التصديق على أن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي، لكنه أشار إلى أن إعلان ترامب “لا يعني انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي” وقال . إنه سيطمئن الحلفاء الأوروبيين القلقين إزاء صفقات الشركات.واضاف بان الرئيس كان واضحا بأنه لا يعتزم التدخل في الصفقات التجارية التي قد يكون الأوروبيون يناقشونها مع إيران او تم الاتفاق بشأنها. وبلغ حجم تجارة الاتحاد الاوروبي مع إيران في 2016 حوالى 16 مليار دولار رغم ان بعض المصارف الأوروبية الكبيرة تتردد في الاستثمار خشية غرامات أمريكية ضخمة أو حرمانها من السوق الامريكي.
إن سياسة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” المتخبطة تجاه إيران أكسبته أصدقاء في العالم العربي،يتميزون بالطائفية والحقد والجهل وغير مهتمين بعواقب الامور والذين يشعرون بالرضا من ترامب وتحمل هذه العلاقة خطرًا كبيرًا في اسنزاف قدراتهم الاقتصادية وارعابهم من قدرات ايران ولاسبيل لهم الا الخضوع و الولاء والطاعة لرب البيت الابيض وقالت واشنطن ولمرات انها تعمل في الدفاع عن حكام المملكة السعودية والكنيست الاسرائيلي وستعمل من اجل تنشيط العمل السياحي وانهاء حالة الكساد والخسارة المالية التي اصابتها .
ولكن لايتوقع المراقبون ان تصل حدة التهديدات الى الغاء الاتفاق النووي حتى من جانب واحد لان الاتفاق هوتحت اشراف الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومجموعة 1+5 التي تعلن دائماًعن الالتزام ببنودها مادامت ايران ملتزمة بتلك البنود كما هي المنظمة الدول للطاقة الذرية في بياناتها المتعددة في التزام ايران بالاتفاق كما ان اندلاع مواجهة عسكرية بينهما امر محال بعدما أصبحت الجمهورية الاسلامية الايرانية في أوج قوتها العسكرية منذ تأسيسها قبل 40 عامًا. ولا حاجة باعترف أحد بذلك، لأن الواقع هو الذي يشهد بقوتها وذكاء قادتها وصلابة رجالها.. وقد صرح لاري كورب كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي ومساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، فقال إن “ترامب لا يريد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وأعتقد أن هذا التهديد هدفه إجبارها على التفاوض في أمور أخرى تشكل مصدر قلق لإدارة ترمب والكونغرس، كتجربة الصواريخ البالستية، ودور إيران في دعم “حزب الله والحوثيين وسورية في حربها ضد الارهاب والمليشيات الشيعية في العراق”.. على كل حال انا اعتقد ان واشنطن لا تنجر في حرب اقليمية جديدة رغم وجود مخاوف عند البعض وشعور المسؤولين الامريكيين بقلق خاص من جهود ايران الجارية لدعم دول المنطقة والوقوف معها لمواجهة المجموعات الارهابية التي اوشكت على نهايتها بفعل المساعدات التي قدمتها لهذه الدول وتمتد من طهران إلى العراق وسوريا ولبنان ودول اخرى تحاربة هذه العصابات المجرمة .