22 ديسمبر، 2024 11:05 م

الواقع.. نحن نصنعه

الواقع.. نحن نصنعه

أعاني كثيرا حينما نطرح على النخبة أفكارنا في التغيير.. وأتألم كثيرا حينما أرى بعض السياسيين والاعلاميين الشباب يردد مصطلحات الطائفية والمحاصصة.. ويقسم الأشياء وفق معايير الأحزاب التي حكمت العراق طيلة 15 عاما وهي تقسم العراق الى سنة وشيعة وكورد ليصنعوا من هذا التقسيم السياسي قصورا لهم ترتكب فيها كل المفاسد والمؤامرات ..
العذر الذي طالما أسمعه منهم أنهم واقعيون.. وأن الواقع الذي يعيشه العراق اليوم يفرض عليهم ان تكون اراءهم مبنية على أساسه.. وهو واقع التقسيم الطائفي والقومي والمذهبي وحينما اجادلهم بأن هذا واقع مصطنع وهو أقرب الى الوهم منه الى الواقع يولون القهقرى ويحاولون لي الحديث واصطناع العقلانية..
أحبتي الواقع هو مانصنعه نحن فما نحن فيه من وهم التقسيم هو في الحقيقة مرض يصيب ادمغتنا لكي لاتحسن التفكير.. وهو في الحقيقة جرثومة معدية جعلت كل تصوراتنا ومبادئنا وأحلامنا وطموحاتنا أدراج الرياح..
أتحدث يوميا الى الشباب المجتمعي وهؤلاء تماما يختلفون عن نخبة الشباب الذين انخرطوا في السياسة والاعلام وخاصة أولئك الذين ارتموا في احضان احزاب السلطة.. نعم هناك اختلاف كبير بينهما.. والمقارنة بينهما واضحة للعيان فالشباب المجتمعي وهم (( قسم كبير من المتظاهرين وقسم اخر من شرائح الشباب الأخرى)) هؤلاء أشجع بكثير من أولئك الذين آثروا السير في ركاب أحزاب الفساد ويرددون كلماتهم وأفكارهم ..
وانني لأخشى أن نفقد قوة التغيير بسبب هذا النفر الذي ماعاد ينفع فيه الحديث بل هم يدافعون عن هذه الحقبة السوداء من تاريخ العراق ويريدون أن يوهمونا بأن واقعنا مفروض علينا ..
أوجه كلامي لكم أيها الشباب الواعي الذين لم تتلطخ أفكاركم بأوهامهم وفسادهم وأقول لكم أنتم ستصنعون واقعكم و وحاضركم ومستقبلكم.. ولايستغفلنكم أحد بأنه واقع مفروض علينا.. فلا أحزاب السلطة الفاسدة ولا أمريكا ولا إيران ولا السعودية ولاتركيا ولا غيرهم من البلدان يصنعون واقعك..
انتم فقط قادرون على ذلك وقادرون على أن تمرغوا وهمهم وفسادهم في التراب.. وإن الموعد لقريب.