11 أبريل، 2024 1:59 م
Search
Close this search box.

الواقع الفكري للعرب والمسلمين عند وبعد ظهور الاسلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

عند ظهور الاسلام في الجزيرة العربية كان الوضع الفكري للعرب داخل الجزيرة وللاقوام المجاورة لهم يتصف ببعض الوقائع اسوقها هنا بقصد الوصف وليس النقد وحسب ما اعتقد وعلى شكل فقرات لتركيز الافكار وتسهيل طرحها وهو رأي قابل للنقاش والنقد والاعتراض ويمكن لأي شخص لديه معلومات افضل ان يدلو بدلوه.

كانت الشعوب في الجزيرة العربية والعرب تحديدا (و المسلمون الاوائل فيما بعد ) واقعيين(براغماتيين) جدا.

-لاتوجد لديهم اي ايديولوجية عدا الافكار الدينية وكانوا اناسا (خام)من الناحية الفكرية لاتشغلهم سوى امور الحياة الدنيا عدا القلة وهو سلوك طبيعي في مجتمع صحراوي قاسي وهم يدينون بافكاردينية مختلفة مسلمون يهود مسيحيون موحدون مجوس صابئة وثنيون .والاهم لا توجد فلسفة او نظريات علمية تشغلهم.

-كانت العلاقات بينهم كقبائل او بينهم وبين الاقوام الاخرى المجاورة تنظمها اتفاقيات قائمة على الاعراف والمصالح وليس اتفاقيات سياسية او ايديولوجية والتحالفات قائمة على الاقتصاد والمصلحة وليس السياسة او الفكر او الدين.

-العرب امة تجارة ورعي وليست زراعة (الا القليل) او صناعة عدا الصناعات اليدوية البسيطة وكانت الصناعة والزراعة بين قبائل العرب مهن غير محترمة (يسمى العاملون فيها اكراء او مكاريه) يعني اجراء لانهم يعتبرون التجارة (المال والسفر)والغزو(السيف) هي الوسائل الشريفة والرفيعة لكسب العيش .وكانت المناطق المحاددة لجزيرة العرب كالعراق والشام ومصر واليمن مناطق زراعة لتوفر الماء والارض الصالحة للزراعة ولكونها حضارات قديمة استوطن الانسان فيها واستقر واعتمد على الزراعة والصناعة في كسب عيشه واعتاد العربعلى المتاجرة معهم لجلب الطعام والاحتياجات الاخرى.

-عندما جاء الاسلام بقي السلوك الجماعي السائد قائم على المصالح والاعراف التي تنظم العلاقات بين القبائل والاقوام المجاورة لحفظ الارواح والاموال ودخل الدين كعامل اخر ولم يدخل كأيديولوجية وبقيت العلاقات باهل الكتاب بحيث يمكنهم البقاء ودفع الجزية .

-لم يُحدِث الاسلام اي تغيير في المجتمع على المستوى الطبقي او الاعراف او التقاليد الا مايتعارض مع تعاليم الدين الجديد وبقي الوجهاء وشيوخ القبائل في زعاماتهم .

-حرر الاسلام العبيد على اساس فردي وليس على اساس جماعي ولم يصدر تشريع بتحريرالعبيد لكونه ممارسة شائعة على المستوى العالمي ولايمكن الغائها في ذلك الزمان ولكن حث وشجع على تحرير العبيد بشكل فردي من خلال بعض الاحكام.

-براغماتية العرب والمسلمين الاوائل تجعلهم قليلي التفلسف بالمصطلح الحالي وبسيطي التعامل مع الاخرين.

-كانت الديانات في المجتمعات الاخرى المجاورة , المسيحية(الرومان واليونان في دولهم والسريان في العراق والشام والاقباط في مصر) واليهودية(الشام والعراق) والمجوسية(فارس)والهندوسية(الهند) قد بدأت عصرالتفلسف والنظريات والتبصر بالكون وبدأت الصراعات بين الطوائف المسيحية تاخد شكل النزاعات الدموية.

-ظهور الدين الاسلامي في مجتمع لايزال خام (فكريا) ساعد على انتشاره بسرعة.كما ساعده على عدم الدخول في جدالات فكرية في موطنه الاصلي (الجزيرة العربية) وحتى بعد الفتوح الاسلاميه وتحديدا في القرن الاول , لم تكن هناك الكثير من المساجلات الفكرية تجاه الاسلام كفكر ديني جديد ولكنها بدأت بعد ذلك في القرنين الثاني والثالث الهجري.

-الشعوب المجاورة والتي كانت دخلت عصر التفلسف (لان التفلسف والافكار الجديدة تنمو في المجتمعات المستقرة والمدنية)لم تستطع ان تقاوم الاسلام فكريا في بدايته لان الفتوحات كانت قائمة على السيف ولكنها بعد ان دخلت في الدين الجديد بدأت تقاوم من الداخل من خلال المساجلات الفكرية والجدالات الدينية ومن المعتاد بالنسبة للشعوب الجديدة على هذه الافكار ان لاتقاومها لانها خام (اي العرب والمسلمين)من الناحية الفكرية ولا تملك القدرة على المواجهة. لذا نرى ان اغلب المفكرين والعلماء في عصور الاسلام الاولى من الشعوب الاخرى (من غير العرب ) من الفرس او السريان.

اكثر ما حدث من تيارات فكرية اوسياسية معارضة كانت بتأثير المفكرين والفلاسفة من غير العرب وبتأثير الاقوام المجاورة والذين دخلوا الاسلام وبدأت افكارهم وفلسفاتهم وموروثهم الديني والاجتماعي والحضاري بالتأثير في الدين الاسلامي الذي يمتلك منظومة دينية ولا يمتلك منظومة فلسفية ولم يدخل بعد في مرحلة التفلسف والتأمل الفكري التي بدأت فيما بعد .

-اغلب المتصوفة والعارفين المسلمين من غير العرب .لان التصوف هو من التيارات الفكرية الفلسفية.ولايمكن للانسان ان يتجه نحو التصوف اذا لم يكن له رؤية فكرية محددة تجاه الناس والحياة.

-اتسم العصر الاموي بالتعصب القومي العربي وسيادة العنصر العربي ,اما العصر العباسي فاتسم بالتداخل بين القوميات ولم يعد العنصر العربي هو السيد بل بالعكس رأينا سيادة الفرس والترك في قصور الخلفاء العباسيين وتسلطهم وتدخلهم في شؤون الحكم وتنصيب وخلع الخلفاء.

-لم يتعصب الدين الاسلامي على صعيد قومي او مناطقي , وفيما عدا اليهودية كونها ديانة مغلقة فطبيعة الديانات المسيحية والاسلام هي عالميتها وتبشيريتها تجاه الاقوام والبلدان الاخرى.

-ما لدينا الآن من موروث فكري هو نتاج التمازج الفكري بين الدين الاسلامي والموروث الحضاري للشعوب المجاورة لجزيرة العرب بما فيها موروثاتهم الدينية .

-احدثت حركة الترجمة في القرنين الثاني والثالث الهجري ثورة في طرق التفكير لان العرب بدينهم الاسلامي وامتزاجهم مع الحضارات المحيطة بهم جعلتهم بوتقة التفاعلات الفكرية بين جميع الاقوام المجاورة فامتزجت الافكار الدينية والفلسفية والاجتماعية لتحدث تيارات وفلسفات وافكار جديدة كما تتفاعل المواد الكيمياوية لتنتج مركبات جديدة ذات خواص اخرى.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب