19 أبريل، 2024 6:57 م
Search
Close this search box.

الواقع العراقي بعد زوال داعش هل سيكون افضل

Facebook
Twitter
LinkedIn

سؤال اطرح على نفسي كل يوم كيف سيكون الواقع العراقي بعد زوال داعش
وللوهلة الاولى يراه القراء سؤالا عاديا يمكن الاجاب عليه ببساطة (سيكون الواقع افضل)
لكن من يركز في السؤال يفهم ان الاجابة على مثل هذا السؤال تحتاج الى تأني وطول تفكير وتأمل
صحيح اننا في هذه الايام نعيش فرحة الانتصارات في الفلوجة وننتظر انتصارات اخرى تتحقق قريبة في الشركاط والموصل واصبحت احلام الانتصارات حقيقة تتجسد امام عيننا بعد ان كانت ضربا من الخيال
لكني اريد ان ارجعكم بالذاكرة الى الوراء قليلاً , الم نعش هذا الشعور في 2007 و2008 بعد ان هزمت القاعدة من خلال تضحيات ومعارك مريرة
لا اريد الاسهاب كثيرا بهذا الامر لكن ما اريد ان اقوله ان صناع القرار والشعب العراقي اذا لم ينتبه لهذه الجزئية ويفكر بطريقة مختلفة عن ما مضى فإن فرحة الانتصارات لن تدوم طويلا
ان اسباب انتشار التطرف والارهاب في اي مجتمع معروفة ونحن العراقيين نرفها اكثر من غيرنا
هناك من يقول مؤامرة واخر يقول تدخلات ودعم من دول لا تريد الخير للعراق واخر يقول فتاوى تكفيرية ووووو كل هذا صحيح المهم كل هذه الاسباب لا تزال موجود بمعنى ان هناك امكانية ظهور حركات متطرفة جديدة فما هو الحل
اقول ان من الطبيعي ان يتعرض الانسان متمثلا بذاه او اسرته او مجتمعه او بلده لمؤامرة ولعوامل خارجية تحاول ايذائه حتى الجراثيم والبكتريا الضارة هي تدخلات خارجية لكن استجابة جسم الانسان من شخص الى اخر تختلف فالجسد الصحيح تكون استجابته للاشياء المضرة التي تاتي من الخارج اقل من الجسم المريض وهذا مربط الفرس كما يقولو المثل الدارج
ان العراقيين بعد ان ينتصروا على الارهاب لديهم معركة اكثر اهمية يجب ان يحققوا الانتصار فيها يجب على الساسة وصناع القرار والشعب ان ينتصروا على ذواتهم يجب ان تكسر قواعد اللعبة الفاشلة التي اوصلت البلد الى هذا الحال
سأطرح اسئلة اريد ان تجيبوا عليها في سركم
هل سنسمع كلاما طائفيا تحت اي عذر او مسمى او من اي طرف , وهل سنستمر بالتكتل والتحزب على هذا الاساس.
هل ستستمر الحكومة بالسكوت عن هذا والقصاص من ذاك هل سنستقوي على بعضنىا مستعينين بجاهات خارجية بعد الان.
هل سنصوت في الانتخابات القادمة على اساس الانتماء الى الطائفة او الحزب او القومي
هل سنميز في علاقاتنا الدولية بين دولة واخرى , هل سنفضل مصالح خارجية على مصالح شعبنا هل سيستمر القضاء العراقي بالرقص على حبال السياسة هل سيستمر مسلسل نهب المال العام
كل هذه الاسئلة واكثر يجب ان تجد اجابات ولا فرحة الانتصارات لن تدوم طويلا
لا اريد ان اكون متشائما ولكن الاسباب التي انتجت تنظيم القاعدة وداعش قادرة على انتاج شكل اخر من الارهاب والفوضى
والحلول الامنية التي اتخذت بعد نهاية القاعدة لم تحل الامر بل زادته تعقيدا وانجبت شكلا متطورا من اشكال الارهاب تفوق على الذي سبقه بقوة التدمير والتخريب والاجرام
واختم كلامي بالحكمة التي تقول ( العاقل من اتعض بغيره والجاهل من اتعض بنفسه ) 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب