8 أبريل، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

الواقع التربوي على الشريط الاخباري

Facebook
Twitter
LinkedIn

ثلاثة اخبار قصيرة مرت مرور الكرام على الشريط الاخباري لإحدى القنوات الفضائية يمكن من خلالها تفهم الواقع التدريسي بدون الحاجة الى مراجعات قد تطول والنتيجة صفر على اليسار وهي مع الاسف البليغ تدعو للاحباط الشديد مما وصل اليه واقع التربية والتعليم من مستوى عقيم بمعايير لا تمت باي صلة مع مستوى التحديث والتطوير الذي وصلت اليه الدول التي تعني بهذا القطاع كمنهج وبرنامج اساسي في واقعها السياسي والمعاشي وتعطي له الاولوية الاولى على القطاعات الاخرى لما لها من تجربة طويلة وثقافة عميقة وفكر متجدد ووعي متجرد من مخلفات تدور في حلقات التجهيل والتخريف ليعبر بذلك من مجرد تعليم يعنى بالتلقين والتحفيظ الى بعد اخر يعني بالتعليم التفاعلي ويهيئ الى مستقبل واعد يحافظ على البنية التكوينية للمجتمع ويؤسس الى منهاج تعبوي جمعي علمي وتطبيقي يخدم المسار التطويري ليحقق الاهداف على مختلف القطاعات الاقتصادية والانتاجية والانمائية ويحافظ على الهوية الفكرية والثقافية للفرد والمجتمع .
الخبر الاول الذي تصدر الشريط الاخباري ” رئيس الجمهورية فؤاد معصوم يدعو لوضع مناهج مدرسية تُعزز قيم المواطنة والوحدة الوطنية ” وهي كما تعودنا مرارا وتكرارا مجرد دعوة عامة غير متخصصة لا فرق بينها وبين الدعوات التي صدرت من قبلها خالية من المحتوى لا تعتمد رؤية واضحة ولا تؤسس الى ورشة عمل فكرية مهنية لتبدأ فعلا بتاسيس البرامج التي تنقل الخطاب الكلامي الى واقع تطبيقي يُحدث تغييرا ولو بنسبة طفيفة على الواقع الراهن فالدعوة لم تكن موجهة الى مؤسسة تربوية تعني بالتطوير والتحديث ولم تؤشر الى ماهية المناهج الدراسية التي يمكن ان تتفاعل مع الدعوة لتعزيز المواطنة وفي اي مرحلة وهل يمكن ربط الوحدة الوطنية في درس الاحياء او التاريخ او الكيمياء او اللغة العربية او التربية الاسلامية او يمكن استحداث درس جديد يضاف الى كل المراحل وبكل مدارس القطر وبدون استثناء , هل نأمل أن تلاقي الدعوة استجابة خاصة على عكس الدعوات التي من قبلها التي بقيت في محتوى الخطابة والتنظير واللقاءات الاستعراضية وتكون رئاسة الجمهورية هي الحاضنة الوطنية للوحدة العراقية كما هي الحاضنة والراعية للدستور العراقي الذي من فقراته هي مجانية التعليم وتوفير السكن وغيرها من الحقوق الواجبة التي لا نرى دعوات لها الا في الانتخابات , فهل هذة هي القيم التي علينا ان نُعلّمها الى الجيل القادم ومن سيكون عرابها ونموذجها الذي نقتدي به ليكون نموذجا للايثار الروحي في التأسيس لتلك القيم , اليس عجيبا اننا لازلنا نبحث عمن يعلمنا كيف نحب الوطن وقيم المواطنة ونحن نرى الواقع السياسي وقد غطّ الفساد والخراب الذي يكتنفه كل معاني الارادة الوطنية بالسواد وافرغها من محتواها وقد كان ذلك علينا منهجا مقصودا أو غير مقصود والله عليم بذات الصدور .
الخبر الثاني الذي اعقب الاول ” لجنة التربية النيابية – سنضع حدا لتأخر وزارة التربية في توزيع الكتب المدرسية ” وهذا اقرار بالدليل القاطع على مدى الاستهانة بالواقع الدراسي وهو يؤكد ان هناك تقصيرا واضحا في طبع وتوزيع الكتب المدرسية وهذا ما نتوقعه من حرف السين الذي يسبق جميع الدعوات والاعمال التي لاتنجز لكونها مسبوقة بسين الاستدلال على المستقبل الذي اصبح الدالة الاكيدة على التسويف والخداع الاعلامي بعيدا عن المنظور الذي يربطنا في الحاضر , فماذا كان عمل لجنة التربية خلال العطلة المدرسية ولماذا لم تطلب من وزارة التربية باعداد برنامج ثابت لطباعة الكتب والتوزيع حتى قبل ايام من بداية العام الدراسي وما هو عمل تلك اللجنة خلال الاعوام السابقة وما هي الية المتابعة للمستوى الدراسي وما هي المقاييس والمؤشرات والنتائج وهل وضعت خططا ستراتيجية يمكن من خلالها تدارس ومعالجة الاخفاق الكبير في المستويات الدراسية والتربوية وهل يمكن ان تُختزل كل تلك الاخفاقات بتأخر توزيع الكتب , اين المختبرات واين الدروس التطبيقية واين دروس الفنية والرياضة واين المسابقات العلمية والمهرجانات الثقافية والخطابية وبالمختصر المفيد الذي أجزم بانه سوف لن يفيد , اين نحن من العالم وفي اي عصر نعيش وهل نزداد علما وفكرا ام نقبع في جهل شديد ؟
الخبر الاخير الذي لا ادري ما مدى صحته والعهدة على القناة التي نشرته هو الخبر الذي كان ابلغ تاثيرا وافصح تعبيرا عما وصلنا اليه وكيف يمكن لنا ان نستوعب الثقب الاسود الذي وضعونا فيه في غفلة من الزمن فاختلط الدجل والجهل والظلم لينتج لنا وهما كبيرا لا تجري نتائجه الا على العامة من الشعب الذي استكان ولا زال يستكين ولا ادري الى متى سيبقى مستكين فاين العدالة الاجتماعية واين القيم الوطنية واين العمل الذي سيراه الله ورسوله والمؤمنون , وأين هيهات منا الذلة واين قيادات الاصلاح وزعمائه واين المجتمع الدولي من الانسان وحقوقه كلها ضاعت ولكن كيف ضاعت نحن ندري والف الف مرة ندري , وساترك المتلقي الكريم ليحكم ويدرك بعقله وبوجدانه الى اي حافة من الهلاك نحن اليها سائرون , الخبر يقول وكما نُشر بالحرف الواحد وبدون اي تصرف أو تاويل أو رتوش ” طالبة في السادس الاعدادي تنتحر شنقاً لعدم مقدرة عائلتها شراء مستلزماتها الدراسية بكركوك ” بأي ذنب انتحرت ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب