اين الجوزة من اللؤلؤة ؟
-1-
روي ان الامام الكاظم موسى بن جعفر (ع) قال لهشام بن الحكم :
{ ياهشام :
لو كان في يدك جَوْزَةٌ وقال الناس :
في يدك لؤلؤة ، ما نفعك وأنت تعلم أنها جوزة ،
ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس :
انها جوزة ، ماضرّك وأنت تعلم أنها لؤلؤة }
الفارق بين (اللؤلؤة) و(الجوزة) كبير ، وكبيرٌ جداً .
ان الجوزة بالقياس الى اللؤلؤة ما هي الاّ ” النحاس” قياساً الى الذهب ..!!
وليست هناك صعوبات حقيقية تحول بين الانسان وبين معرفة (اللؤلؤة) وتمييزها عن (الجوزة) إلاّ اذا كان يُطفأ مصابيح عقله …. ويُلغي إحساسه الذاتي بالكامل، ويلجأ الى ما يقوله هواةُ الفتنة، ممن لايهمهم من قريب ولا بعيد ، التعبير عن الحقائق بمقدار ما يهمهم الوصول الى أغراضهم الشخصية ومطامعهم الدنيئة …
-2-
والسؤال الآن :
ايها السياسيون المحترفون :
ما الذي في أيديكم ؟
هل ثمة من (لؤلؤة) ثمينة بيد أحدكم يمكن ان تجعله منتشياً بنفاستها ؟،
أم أن يده لم تصل الاّ الى “الجوزة” التي لايعبأ بها أحد ؟!
-3-
ان الانجازات التي يُقدّمها السلطويون للمواطنين هي اللئالئ الحقيقية
ولكن :
أين الأمن ، وهناك ما لايقل عن ألف مواطن عراقي يسقط في كل شهر ضحية الارهاب والعدوان ؟
أين الخدمات المطلوبة في القطاع الصحي ؟
وفي القطاع التعليمي ؟
وفي مجال القضاء على البطالة ؟
وفي توفير السكن للعوائل الفقيرة ..؟
وفي حقول الصناعة ، والزراعة ، والتنمية والاعمار ..؟
ناهيك عن مشكلتَيّ الكهرباء والماء وسائر الحاجات الضرورية الأخرى ..
-4-
وفي ظلّ الفشل الذريع والعجز عن تأمين حماية أرواح المواطنين واشباع حاجاتهم الضرورية ، ماهو معنى الاصرار على الاستمرار في الاستحواذ على مراكز القرار ؟!!
هل نحن بحاجة الى دورة جديدة من المعاناة والاضطراب ؟
أما آن ان نشهد مرحلة تغييرية حقيقية تختفي فيها قضايا الفساد المالي والاداري التي أرهقت البلاد والعباد ؟
وقديما قال الشاعر :
كل من يدّعي بما ليس فيهِ
كذّبَتْهُ شواهدُ الامتحانِ
ان تجميع الأصفار في مختلف الحقول والمجالات، يدعونا يقيناً لرفض تسويق الفاشلين والمفسدين …
أيّا كانوا ، لامن موقع الخصومة الشخصية ، بل من موقع الحب للوطن ، والحرص على الصالح العام .
-5-
انّ من أجهد نفسه لشراء الذمم ، وكسب الاصوات ، بشتى الحيل والوسائل…
عليه ان لاينسى ان اللؤلؤة الحقيقية، هي الاصابع البنفسجية الصادقة، دون سواها من الأصابع المغموسة بالأطماع، وقلة الاكتراث بمصير الوطن وأبنائه …
-6-
لقد استغل الكثيرون مواقعهم السلطوية قبل الانتخابات ، واستغل آخرون مواقعهم بعد الانتخابات، وهناك من اقتحم بعض المراكز التابعة للمفوضية المستقلة العليا خلافاً لكل القوانين والموازين .
ولم نشهد حتى الآن ردود الفعل من الجهات المختصة على ذلك !!
والسبب معلوم ..!!
-7-
نعم
إن أمامنا (جوزة) ونرفض ان يخادعنا أحد فيقول لنا انها (لؤلؤة) …
انه يستطيع ان يخدع نفسه، ولكنه لايستطيع ان يخدع العراقيين جميعاً .
-8-
وأخيراً :
فان هناك صوتاً مدويّاً يقول :
لسنا مع ” ولاية ثالثة ” لأيّ رئيسٍ لمجلس الوزراء العراقيّ ، ذلك أنها تعني الحيلولة دون التداول السلمي للسلطة ،وهذا يعود بنا الى المربع الأول.
ان الرفض هنا ليس بسبب خصومة شخصية، كما انه ليس منطلقا من حسابات خاصة …
إنّه رفضٌ بدافع وطنيّ موضوعيّ ،
واذا كانت الآراء حرّة ومحترمة ، فعلى أنصار ( الولاية الثالثة ) ان يحترموا آراء غيرهم .