23 ديسمبر، 2024 2:08 م

الواحدون في الانتخابات البرلمانية العراقية !!!

الواحدون في الانتخابات البرلمانية العراقية !!!

كثر الحديث عن (الواحدون) .. فبغداد والمحافظات تعج بالدعايات الانتخابية ذات أرقام الكيانات مرّة ، ومرّة أرقام المرشحين . والحالة هذه ؛ ونحن (الناخبون) لم ندرك بعدُ ؛ ما مغزى تلكم الأرقام الانتخابية .. هل هو شأن خاص بالمفوضية المستقلة للانتخابات ، أم هنالك تدخل من قبل الكيانات في عمل المفوضية .. هل للأرقام معنى ، أم إنها عفوية وعشوائية ، ولا نظنها هكذا !!!؟

إذن ؛ لنتعرف على الرقم (1) ماذا يعني في لغتنا العربية !!! …

وقال أَبو إِسحق النحوي: الأَحَد أَن الأَحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، وأَحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإِثبات. يقال: ما أَتاني منهم أَحد، فمعناه لا واحد أَتاني ولا اثنان؛ وإِذا قلت جاءني منهم واحد فمعناه أَنه لم يأْتني منهم اثنان، فهذا حدُّ الأَحَد ما لم يضف، فإِذا أُضيف قرب من معنى الواحد، وذلك أَنك تقول: قال أَحد الثلاثة كذا وكذا وأَنت تريد واحداً من الثلاثة؛ والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل، والوحِيدُ بني على الوَحْدة والانفراد عن الأَصحاب من طريق بَيْنُونته عنهم. وقولهم: لست في هذا الأَمر بأَوْحَد أَي لست بعادم فيه مثلاً أَو عِدْلاً. الأَصمعي: تقول العرب: ما جاءَني من أَحد ولا تقول قد جاءَني من أَحد، ولا يقال إِذا قيل لك ما يقول ذلك أَحد: بَلى يقول ذلك أَحد. قال: ويقال: ما في الدّار عَريبٌ، ولا يقال: بلى فيها عريب. الفراء قال: أَحد يكون للجمع والواحد في النفي؛ ومنه قول الله عز وجل: فما منكم من أَحد عنه حاجزين؛ جُعِل أَحد في موضع جمع؛ وكذلك قوله: لا نفرّق بين أَحد من رسله؛ فهذا جمع لأَن بين لا تقع إِلا على اثنين فما زاد. قال: والعرب تقول: أَنتم حَيّ واحد وحي واحِدون، قال: ومعنى واحدين واحد. الجوهري: العرب تقول: أَنتم حيّ واحد وحيّ واحدون كما يقال شِرْذِمةٌ قليلون؛ وأَنشد للكميت: فَضَمَّ قَواصِيَ الأَحْياءِ منهم، فَقَدْ رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدينا ويقال: وحَّدَه وأَحَّدَه كما يقال ثَنَّاه وثَلَّثه. ابن سيده: ورجل أَحَدٌ ووَحَدٌ ووَحِدٌ ووَحْدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ، والأُنثى وَحِدةٌ؛ حكاه أَبو علي في التذكرة، وأَنشد: كالبَيْدانةِ الوَحِدهْ الأَزهري: وكذلك فَريدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ. ورجل وحِيدٌ: لا أَحَدَ معه يُؤنِسُه؛ وقد وَحِدَ يَوْحَدُ وَحادةً ووَحْدةً وَوَحْداً. وتقول: بقيت وَحيداً فَريداً حَريداً بمعنى واحد. ولا يقال: بقيت أَوْحَدَ وأَنت تريد فَرْداً، وكلام العرب يجيء على ما بني عليه وأُخذ عنهم، ولا يُعَدّى به موضعُه ولا يجوز أَن يتكلم فيه غير أَهل المعرفة الراسخين فيه الذين أَخذوه عن العرب أَو عمن أَخذ عنهم من ذوي التمييز والثقة.(*)

ويبقى الرقم (واحد) .. رقماً (أوحدا) بين الأرقام .. لغزاً محيّراً لدى كافة الأوساط والحقول المعرفية .. المنطق .. الميتافيزيقيا .. السياسة .. المال .. الإدارة …

هذه الفلسفة اللغزية للرقم (1) تجعل المتصفح للقوائم الانتخابية متحيّراً !!!؟ فهي انتخاباتٌ ديمقراطية .. تتساوى عندها القامات والهامات والكيانات والائتلافات والفئات ، ولمّا كانت الحالة هكذا ؛ فهل من الموجب والملزم أن ترتقيَ شخصية مرشّحة لخوض الانتخابات رقماً محدداً ، فالنتائج الانتخابية لم تمارسْ بعدُ ، ولم يَضعْ ناخبٌ أيّة ورقة انتخاب في أيّ صندوق من صناديق الاقتراع ، ولم يأت يوم 30 نيسان2014 بعدُ أيضا ، فكيف ارتقى اللاعبون منصة الفوز الأولى ،

وكيف أرتقت لاعبة ٌ منصّة الرقم (2) ، وكيف ارتقى فلانٌ منصّة السباق بالرقم (3) وأربعة وخمسة الخ !!!؟ والمارثون البرلماني لم يصل خط شروعه ، ولم تسمع أذناه طلقة مسدس الانطلاق !!!؟

لكنْ ؛ يبدو أنَّ نظرية (الزعيم الأوحد) مازالت نافذة ، وأنَّ نظرية (القائد الضرورة) مازالت نافذة !!!

يذكر الدكتور عبد الفتاح ماضي في بحثه ( مفهوم الانتخابات الديمقراطية) ما نصّه :

(يرتبط معيار “نزاهة” الانتخابات بعنصر الحياد “impartiality” الذي يجب أن تتسم به الجهة المشرفة على الانتخابات في تعاملها مع كل أطراف العملية الانتخابية من مرشحين وناخبين ومشرفين ومراقبين، وفي جميع مراحلها بدءاً من حق الاقتراع، ومروراً بكيفية تحويل أصوات الناخبين إلى مقاعد نيابية، وكيفية ممارسة هذا الحق، وانتهاءً بكل ما يتصل بالإشراف على الانتخابات وفرز الأصوات وإعلان النتائج. وترتبط نزاهة العملية الانتخابية أيضاً بمبدأ الدورية “periodical” والانتظام “regularity”. ويعني الحياد المقصود هنا حياد القوانين والقواعد والأنظمة المنظمة لعملية الانتخابات، وكذا حياد الهيئة أو الإدارة المشرفة في تنفيذها لتلك القوانين والقواعد. ولعل من أبرز معايير نزاهة الانتخابات الديمقراطية حياد القائمين على إدارتها في جميع مراحلها بدءاً من الإشراف على عملية تسجيل الناخبين والمرشحين، ومروراً بإدارة يوم الانتخابات، وانتهاءً بعملية فرز الأصوات وإعلان نتائجها النهائية، والإشراف على حق الناخبين والمرشحين في الشكوى والتظلم أو الطعن).(1)

هذا الفهم ؛ يقودنا إلى مراعاة عدم أحقية وقف الأرقام على نتائج لم تعرف لحد اللحظة ، ففي هندسة البرمجيات الرقمية DIGITAL يعتمد في العادة تصفير العمليات الرقمية RESET، بحيث يمكن اعتبار مستويات كافة المرشحين بمستو ٍ واحد ، فلا نستطيع أن نمنح هذا المرشح تسلسل(1) NO.1 بينما نمنح مرشحاً آخرَ تسلسل (48) NO.48،ومن هذا الفهم أيضاً ؛ ونحن مقبلون على عملية انتخابية إلكترونية ـ بنفسجية .. تتساوى فيها البطاقات الإلكترونية ، تماماً ؛ مثلما تتساوى فيها صبغة سبابات الناخبين . المختلف الوحيد في العملية الانتخابية هو الصوت الذي سيدلي به المواطن العراقي يوم 30نيسان المقبل .. لمن يمنح صوته ؟!!! هل سيمنحه لمن لا يستحق رقم (1) أم سوف لا يمنحه لمن يستحق رقم (48) ، أم سيتحفظ ؛ كي يمنحه غداً لمن يستحق من العراقيين خارج إطار العملية الانتخابية الآن !!!؟

(*) لسان العرب
(1) (( مفهوم الانتخابات الديمقراطية ـ عبد الفتاح ماضي / م.دمشق للدراسات والحقوق المدنية النظرية))