11 أبريل، 2024 11:01 ص
Search
Close this search box.

الواجب مركب الحقوق

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تتخلف النخب يصبح طلب الرقي بالأماني وتذمر يدعو للغثيان
المعنى الانطباعي
لعلنا حين نذكر كلمة الواجب يقفز للذهن المهام التي ينبغي أن يؤديها الفرد ضمن عمل ما أو وظيفة أو خدمة من الخدمات بما يتعلق بالحياة المدنيـــة، لا شك أن هذا جانب صحيح من جوانب المعنى الكبير بتأثيره في مدلول كلمة الواجب.
جرت العادة أن يكون هنالك من يحدد هذا الواجب، هنالك جهة عليا تقوم بهذا وسن القوانين وتطبيقها ولوائحها هو واجب وظيفي من موظف يتلقى راتبا من الدولة لكنه أمام قوانين تطبقها دوائر أخرى هو مواطن، يرفض أن يستقبل أي فكرة للتبسيط في الإجراءات عنده لكنه يقترح هذه الأفكار عندما يأخذ موقعه كمواطن في تلك الدوائر ويرفض الإصغاء له كما يفعل هو تماما.
انعكاسات هذا الانطباع:
التكيف، بهذه الكلمة ممكن أن نختصر وضع المواطن ودوره مع مجموعة القوانين واللوائح التي تصدر من الدولة أي دولة، وربما يصل الحال أن المواطن يفكر بكيفية الالتفاف على القانون وهو يقرأ في النشرة الإخبارية، أكثر من التفكير بتطبيقاته.
لا أحدٌ يفكر أن يطلب عرض القوانين على الجمهور قبل إقرارها، الحالة البرلمانية في الدول المتخلفة لا تمثل حالة شعبية تشريعية بقدر توافقات بين مصالح مجموعات أو تكتلات سياسية، فهذا لا يغير من كون القوانين مشابهة من حيث الفاعلية لقوانين تصدر من جهة سيادية بلا مراجعات.
معنى الواجب الفاعل:
الواجب أن يكون المواطن حريصا على تطوير الأداء وخصوصا النخب المثقفة، لا تكون مفعولا في المجتمع وإنما فاعلا، لكن هذا ليس الموجود فعلا عند نخب تكنوقراط مثلا تعودت أن تكون أدوات تنفيدية ولا تقترح إلا ما يراه رب العمل (من وجهة نظرها) أو ما تستقرئ انه يرضيه، وهذه من الخسائر التي تؤدي إلى انحدار المجتمع وتخلفه، وبعد الإصلاح، خصوصا أن هذه الناس السلبية هي نفسها ستبدي تذمرها من وطأة سلبيات الواقع عليها، وبتخلف النخب يصبح طلب التطور المدني بالأماني وكان الرقي ينزل من السماء لوحده وينسب إليهم فعله.
معرقلات التغيير
عندما تريد أن تقترح شيئا لمدير عام مثلا أو وزير أو أي مسؤول، فحتما ستقدمه إلى من يوصل المقترح له، وستجد حتما سؤالا عفويا منه وهو يستلم مقترحك، أهو طلب منك هذ؟ يعني هل المدير أو أي كان اتصل بك وطلب منك مقترحا لتحسين أداءه، ستقول حتما لا، عندها فوصول المقترح أصلا يعتبر معجزة…. لأنه سيفكر بأمور لم ولا يفكر بها المبدع للفكرة.
ماذا يريد؟ هل سيؤثر على مكاني؟ هل سينزعج الأعلى منه من المقترح؟ ما فائدة هذا المقترح وعوائده عليّ؟
الحقيقة أن ما في عقل المبدع هو التطوير، ولا يمكن أن يحصل تغيير على صورتك وأنت تراها في المرآة، لكن هذا ما اعتادت عليه الناس والأجهزة الإدارية لذا تبقى جامدة لا تتطور إلا بقدر رؤية الإدارة العليا التي قد تكون بنفسية تستقبل التجديد أو لا تريد إلا ما تراه مفيدا لها.
مخرجات هذا الحال:
المواطن يضعف انتماءه لأنه لا يشارك عمليا في القرار، هوية الأمة تتآكل، الإحساس بالغبن سيقود للفساد، فان كان هنالك فساد في الإدارات، فنظرة المواطن تكون إلى الفرصة، لذا ستتوجه الإدارات الدنيا إلى ما تعتبره فائدة استحصال حقوق مفترضة لها، هذا سيفقد المعية القدوة وتتعامل بذات الطريقة أو تصبح غريبة في مجتمعها وهكذا ينتقل الخلل إلى الدائرة الاجتماعية الأوسع فالأوسع فتتآكل الهوية بتآكل القيم وتصبح ثقافة مشوهة وهي الادعاء بالقيم والتطبيق عكسها، وهذا خطر جدا لأنه لا يعيق طريق الإصلاح وإنما يسقط ويشوه آلياته وطرقه
فالواجب إذن
الواجب هنا لابد أن ينظر إليه كحق للامة ككل ومطالب الفرد به كما يطالب الفرد حقوقا من المجموع، والثقافة الإصلاحية المستسقاة من هذا المقال ضرورية، بان يسمع للمثقف والمفكر والمصلح وتستحدث أدوات النهضة، ولابد أن يبحث عن المستجد في تطوير الأدوات والنظم الإدارية والإصلاحية، لان انحدار المجتمعات يجعلها نكرة بلا هوية مهزوزة قابلة للذوبان أو متمردة برد فعل مشوه، أو أنها حواضن لكل أنواع التخلف والفساد.
إن الواجب الذي يؤدي إلى الحقوق ولابد أن يسبق هذا نهضة بعد تخلف، فعالم الأفكار عندما يتغير تتغير الأشياء لان الأفكار من يصنع الأشياء، ولا يمكنك أن تكون في عالم الأفكار صنع أشياء تمتلكها لمجرد أنك تمتلكها وتستخدمها، لكن بنهضة حضارة الفكر ممكن أن تنتج أشياء لم تنتج.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب