20 مايو، 2024 1:26 م
Search
Close this search box.

الهوية العربية الغائبة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من قسوة التعبيرعن الضياع واليأس وفقدان القيمة والدور , أصبح الكلام عن الهوية العربية أشبه بالنكتة أو السخرية , ذلك أن الإنسان العربي قد تم العمل على برمجته ليكون عدوا لذاته وموضوعه , وهذا ما تترجمه الأحداث والتطورات الحاصلة في الأرض العربية.
فالعربي ما عاد يفخر بعروبته وأمته , ويحسب ذلك سُبة ولعنة , وصفة مشينة عليه أن يتجرد منها أو يتحرر من أصفادها وينكرها , ولذلك تجده يعمل جاهدا على ضياع لسانه العربي , والإبتعاد عن لغته ويتبنى لغات أجنبية , حتى لتجد نفسك اليوم في عدد من الدول العربية لا تحتاج للكلام بالعربية!!
بينما دول العالم كلها تهتم وتعتز بهويتها , فالألماني بهويته الألمانية , والصيني بهويته الصينية , والهندي بهويته الهندية , والإيراني بهويته الإيرانية , والتركي بهويته التركية , والأمريكي بهويته الأمريكية وهكذا دواليك , إلا العربي الذي يسعى نحو ما يؤذيه , في زمن معفر بالنكبات والإنكسارات والإذعانات والتورطات والإنزلاقات المهينة المشينة , التي جعلت العربي يقانل العربي وينقض على وجوده وكأنه الوحش الكاسر الشرس الفتاك.
والأمم التي تعتز بهويتها وتعلي قيمتها ودورها الإنساني والحضاري , لا تمتلك ما عند العرب من المفردات الضامة الجامعة المشتركة , المتداخلة المتشابكة إلى حد التسابك والتمازج المطلق.
لكن العرب يعملون وفقا لإرادة الفاعل فيهم وبهم , وما تعلموا كيف يفعلون ويكونون الفاعل المرفوع وليس المفعول به المنصوب , أو الإسم المجرور بألف حرف جرٍ وحرف!!
فالعلة الحقيقية في العرب أشخاص وجماعات وفئات وأحزاب وأنظمة حكم , فلا بقاء إلاّ لمن يؤمّن ويخدم المصالح الأخرى ويتنكر لمصالح العرب في جميع أوطانهم.
وما يتحقق في هذا الزمن الدنيئ , أن العرب يعملون بإخلاص لتأكيد مصالح الطامعين بهم , والذين يؤكدون مصالح الآخرين من حولهم.
ولهذا تجدنا نقرأ كتابات ضد العروبة والعرب , وتمحق أي دلالة عربية , وتريد العرب أن يكتسبوا مواصفات خطيرة ومروعة , ذات مسميات ودلالات تسوّغ الفتك بهم وببعضهم البعض , وبإستعمالهم كأدوات لتنفيذ المشاريع الإتلافية التدميرية الخلاقة , كما هو واضح ومبين في الدول التي تخرّبت عن بكرة أبيها وأمها وإخوانها وأخواتها , والحبل على الجرار يا “عرب”!!
فقل لي بربك :”إلى أين المسير في ظلمة الدرب الطويل”؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب