23 ديسمبر، 2024 11:26 ص

الهوية العربية العراقية وانتصارها في الانتخابات المقبلة

الهوية العربية العراقية وانتصارها في الانتخابات المقبلة

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية  تزداد  الازمات “المصطنعة” وكأنه كتب علينا التنقل  من أزمة إلى أزمة بسبب تداعيات الاحتلال والعملية السياسية الفاشلة  وصراع المالكي من اجل الولاية الثالثة . واستمراره في مشروع تفكيك هوية الامة العراقية هو سر بقائه وائتلافه في السلطة . وهنا لابد ان نذكر بأمرين رئيسيين هما ، السلم الأهلي، والتحول الديموقراطي. اذ لا يمكننا في أي حديث حول تفعيل المشاركة الشعبية في الانتخابات  المقبلة أن نغفل هذين الأمرين، فالحديث عن المشاركة مع تضخم الهويات الفرعية يعني تحويلها إلى انتخابات طائفية وأثنية وهذا ما تلعب عليه حكومة المالكي  وبعض احزاب السلطة وما جاءت به العملية السياسية ،ولكي نحافظ على الغاية الانتخابية ومن اجل التغيير  المنشود يستدعي وجود قاسم مشترك بين المواطنين، لا يلغي هوياتهم الفرعية، لكنه يقدم الرابطة التي تحفظ التماسك الاجتماعي وتعزز الوحدة الوطنية وتؤكد على أنهم ينتمون إلى جماعة واحدة (تعزيز الانتماء الوطني)، ومن خلال تعزيز الوحدة والتضامن الاجتماعي يمكن الولوج إلى عملية ديموقراطية سليمة، يحصل فيها تنافس بين مشاريع سياسية على تمثيل مصالح هذه الجماعة السياسية الموحدة (الشعب)، ولا يتحول هذا التنافس إلى احتراب أهلي وصراع طائفي بارد داخل المؤسسات أو ساخن في الشارع.القول إن حسم مسألة “هوية الامة العراقية” ضرورة للسلم الأهلي وللتحول الديموقراطي ولا يعني اشتراط حسم الهوية وفرضها بالقوة أولاً قبل المناداة بأي مطلب ديموقراطي، بل يعني أخذ مسألة الهوية بجدية كبيرة ضمن مطالب التحول الديموقراطي، والحديث عن الهوية الجامعة «بالتوازي» مع الحديث عن التحول الديموقراطي والتأكيد على أهمية حسمها عبر الحوار والجدل العمومي بين الأطياف المختلفة، وفهم مأزق وجود صناديق انتخابية في ظل انقسامات طائفية ومناطقية وغياب هوية جامعة، لذلك لابد من العمل على إيجاد أرضية “الهوية العراقية” كأسبقية أولى وبالتالي  يحصل على أساسها التنافس  الايجابي بين المشاريع السياسية للمكونات المشاركة في العملية الانتخابية من اجل “خدمة الشعب والوطن”  لا الصراع بين جماعات ذات هويات متناقضة تتنازع على السيادة.ان ( دولة الأمة العراقية ) هي التي يجب  ان تتقدم في عمليات البناء العمودي والافقي وان الهوية الوطنية لا تنتهي  ابدا وإنما يعاد إنتاجها باستمرار.  فالحملة ضد الهوية القومية والحضارية للامة العراقية بعد الاحتلال هي حملة  على العروبة والإسلام وهي جزء  من استراتيجية  “الشرق أوسطية”.ونفي الهوية العربية بمحاولة إظهار الوجود العربي  في العراق خارج نطاق اوطانهم الاصلية .وهو خلطٌ وتهويمٌ يتراوح ما بين الجهل الفاضح، والتوجيه المشبوه سياسياً والمخترق ثقافياً، لأنه يتجاهل الروابط التاريخية والحضارية  والمصيرية المشتركة للهوية العربية “الامة العراقية” وبين “الهويات الداخلة” بعد احتلال العراق.  ونقول ان العروبة لا يخل بها احتلالٌ عابر، ولو طال به الأمد.  ومهما كانت قدرة ايران والولايات  المتحدة وأدواتهم  في الداخل  على  محاولة اجتثاث العروبة سيفشلون . لان البناء القومي للعراق قويا ومتماسكا  بل حتى الأوائل من العرب العراقيين  كانوا يعرفون أن مسيحيي العراق، أبناء عمومتهم  بالنسب وان لم يدخلوا الاسلام ،  وان التركمان والاكراد وكل الوان الطيف العراقي  الجميل سيؤيدونهم على أساس “قومي عربي”، لانه حساب إستراتيجي واثق، لا عمل مغامر، يقوم على شعور غريزي بوحدة الأرض والثقافة . والمواطن العربي العراقي في وعائه الجغرافي الطبيعي لا يميز بين” البصرة ، ودهوك، والانبار، والنجف،والموصل ، وديالى ، وتلعفر ، وطوز خورماتو” لان العروبة  هي التي هيأت لانتشار الإسلام نفسه كحركة وحدة وتحرير ونهضة للأمة العربية وعززت الروح الوطنية والقومية معا.  إِذًا من الواجب ونحن نقترب من موعد الانتخابات  البرلمانية لابد علينا ان نتصر لهويتنا العربية العراقية لانها تمثل هوية “الامة العراقية” بكل ابعادها  والوانها دون تمييز من خلال التصويت لها (أنتخب العراق) وتجسيدا لحديث رسولنا الكريم “اذا ذلت العرب ..ذل الاسلام”.وحمى الله العراق.