12 أبريل، 2024 1:05 ص
Search
Close this search box.

الهمجية … سلوك منبوذ !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ترد كلمة (( الهمج )) كثيراً كمفردة وتدل على تأخر وانحطاط وضعة عند حاملها أو عند الموسوم بها فيقال الهمجي عن الشخص الشرير أو القاتل أو من يسفك الدماء وتقال عن الذي يأتي بسلوك أقل تحضراً من سواه ويقال الهَمَج عن القوم الرعاع الذين لا يراعون حرمة ولا ديناً ولا أخلاقاً (( مقتبس )).

 

خلق الله الانسان واكرمه في هيئته وشكله ولونه فجعل الناس شعوبًا وقبائل لحكمة لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى وانزل بعد ذلك بزمن الشرائع والكتب والاديان السماوية لتقويم سلوكه ولتنظيم شؤون حباته حتى يحيا حياة طيبة سليمة غير آبه (( سبحانه)) باعتراض ومخاوف الملائكة ع من انه سيفسد في الحياة الدنيا ويسفك الدماء.

 

ان كل انسان له الحق الطبيعي في ان يفخر بعرقه ولونه ودينه وطائفته ومذهبه ورموزه حقًا بالفطرة لا بالمنة ولا بالاكتساب، وبما ان قدر الانسان في هذه الحياة هو الصراع من اجل البقاء فلقد نشبت الصراعات وقامت الحروب وحصلت عمليات الابادة الجماعية لبني البشر بعضهم ضد البعض الاخر لاسباب دينية وعرقية واقتصادية والتي لم تجر سوى الويلات والمتاعب والهلاك للبشرية جمعاء وحتى العصر الحديث عندما بدأ صوت العقل والحكمة واحترام الرأي والرأي الاخر وجهود الفلاسفة والمفكرين والمثقفين التنويريين ياخذ الحيز الاكبر في عملية ادارة الحكام والحكومات لشعوبها وفي العلاقات الدولية بين البلدان وبدت تسود قناعات جديدة لدى البشرية مفادها ان الانسان قيمة عليا وهو حر في توجهه ومعتقده وفكره ولكن على ان تنظم هذه الحرية بقانون يتسع للجميع ويجعل من الجميع فخور بدينه وعرقه ولونه تحت ظله وفي كنف الوطن الواحد فلا عنصرية ولا سباب ولا تهجم على الاخر المختلف.

 

للاسف الشديد ما زلنا نعاني كثيرًا من هذه الهمجية في عراقنا الحالي ولم نتعلم من دروس الماضي القريب فما زال الكثير منا يحاول ويعمل جاهدًا على التصرف بهمجية ويسلك سلوكًا همجيًا في تعامله مع الاخرين من اقرانه من ابناء الوطن والمختلفين معه في الدين والعرق والمذهب ظنًا منه انه الاقوى او انه فوق القانون.

 

انك عندما تخالف القانون وتسرق المال العام وحقوق ابناء بلدك وترتشي فانت (( همجي )) .. وانت حينما تقتل ابناء شعبك لانه سني او شيعي او مسلم او مسيحي او كردي او يزيدي فانت همجي، او تقتل المتظاهرين لمطالبتهم بحقوقهم فانت همجي، وعندما تسب وتشتم وتعتدي وتهين الاخر ورموزه فانت همجي، وعندما تصنع الازمات وتوقض الاحن والفتن بين ابناء الوطن الواحد فانت همجي، وعندما تقلل من شأن الاخرين وتسيء الادب في تعاملك معهم فانت همجي … الخ الخ الخ من التصرفات الهمجية.

 

 

هذه دعوة صادقة من القلب الى النهوض بالمجتمع العراقي والى نشر مبادئ التحلي بالذوق العام والرقي وسلك السلوك القويم في تعاملنا اليومي ولنترك الخلافات الدينية التاريخية فهي لا تنفعنا في شيء سوى اثارة الفتن ولنحيا ونرسخ بين اجيالنا الحالية والقادمة مبدأ احترام القانون ونشر ثقافة السلام والمحبة والتعايش الامن المشترك واحترام الاخر المختلف معي في الدين والعرق والطائفة فذلك مصدر قوة للعراق وللعراقيين اجمع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب