20 مايو، 2024 12:46 م
Search
Close this search box.

الهلال الشيعي وغيوم الوهابية

Facebook
Twitter
LinkedIn

رغم ولعي وعشقي للرياضيات منذ طفولتي الّا اني اعترف بضعفي بل وفشلي في لعبة الدومينو التي تعتمد بشكل او بآخر على الحساب , الامر الذي جعل من ابن اخي المولع بهذه اللعبة ان يتحداني بشكل سافر عندما كنا شبابا فيعطيني ثمانية قطع ويحمل بقية الاحجار ثم يراهنني في اغلب المرات بأنه يستطيع التغلب عليَّ بأن يقتل الدوبارة او الدوبيش في يدي على سبيل المثال رغم انه يفتح كل احجاره امامي قائلاً : راح العب وياك عَ المكشوف , اكتشفت بعدها ان من يحمل جميع احجار الدومينو كرها او طواعية يمكنه اللعب على المكشوف لأن احجاره معروفة وان تركها مغلقة او حاول اخفاءها , وكذا على ما يبدو حال كل من يحمل الاحقاد  فأنه يلعب تجاه خصمه على المكشوف , هذا ما اصبح واضحا وجليا في تصرفات الوهابية في مهلكة آل سعود بعد ان حملوا من الحقد على الشيعة الرافضة اكثر من كل احجار الدومينو في الكون كله , لذا راحوا يلعبون دون خجل او مواربة كاشفين عن عوراتهم التي اصبحت اكبر من ان تغطيها رمال نجد او يغير حقيقتها نباح فضائياتهم وعهر هيئة الامر بالمعروف , فهاهم يعدّون العدّة ويهيئون الامر لأشعال فتيل حرب طائفية في العراق ولبنان عبر سماسرة عهرٍ يتحدثون بأسم الطائفة السنية ولا اخالهم يعرفون من مذهب اهل السنة حتى عناوين صحاحهم بعد ان عاثت آلتهم العسكرية الفساد على ارض البحرين ظناً منهم ان دخان تلك الحرب سوف يغطّي نور الهلال الشيعي بعد ان عجزوا عن خسف ذلك الهلال او تغطيته بغيوم افكارهم المريضة والتي تعشعش في عقولهم المتحجرة دون ان يدركوا ان اكثر من الف عامٍ من القتل والذبح والتهجير وتكميم الافواه لم تجدِ نفعا ولم تثمر الا عن تمسّكٍ وتعمّقٍ في العقيدة لدى الشيعة حتى صاروا اشبه بالمسمار يزداد صلابة ويمسك بخشبته اكثر مع كل ضربة يتلقاها , فبعد ان فشلت كل مخططاتهم في حرف بوصلة الحق بأتجاه افكارهم المريضة رغم المليارات والمفخخات والاجرام عمدوا الى التغلغل في العملية السياسية في العراق مثلما هم في لبنان وبعدة مسميات منها الطائفية او الوطنية او القومية او حتى العلمانية وبواسطة وجوه يحسبهم الجاهل اصحاب فكرٍ او نضالٍ او قادة , ولكنهم في حقيقة الامر ليسوا سوى خُشب مسنّدة او بيادق شطرنج يحركونهم عن بُعد بواسطة الريموت كونترول , اولئك هم النجيقي واعوانه والهاشمي واشباهه وعلاوي واخواته , فبعد ان افتُضح امر النجيفي وسقط في الفتنة الهاشمي ومات الرفيق علاوي كما يموت الـ هب بياض في الدومينو اخذ الامر منحىً اخر , فقد عمدوا الى مجموعة زعران ربما لا يمكنهم ان يجدوا قائداً لهم افضل من المدعو علي حاتم السليمان الذي لا يفقه من الحديث ( حيشه من عندي ) الّا الچذب المخربط والعنتريات الفارغه ليحاولوا خلق البلابل والغربان او التشويش بوضع التواثي في عجلة العملية السياسية في العراق خصوصا بعد الانسحاب الامريكي المرتقب على الابواب .
 لقد حاولت المدرسة الوهابية ومنذ ظهور نعمتهم الحديثة الى المكر الطائفي البغيض وذلك بصنع اقطاب ومحاور في كل الاتجاهات , الّا انهم في كل مرة يتفاجأون بقطبٍ مقابل او محور مماثل اكثر ثبات وأوفر حظ وأعلى شأن , فقد عمدوا الى تحريف معنى المقاومة وحرفها عن مكانها بأن صنعوا اسامة بن لادين وضمن المواصفات الامريكية عالية الجودة الّا انه فشل امام السيد حسن نصر الله المصنوع محليا وان قالوا انه امتياز ايراني , تماما مثلما سخّروا امكاناتهم وماكنتهم الدعائية وفضائياتهم للقرضاوي والبعرور وبن جبرين وأمثالهم ليجعلوا منهم دعاةً وهداةً ومفكرين الّا انهم فوجئوا بالسيد كمال الحيدري وهو يلقي ما في يمينه  ليلقف افكهم ويتركهم يحذرون من المد الصفوي , وكذا الامر في مجال ادارة الدولة فأنه لا يقلّ عجبا عن سابق الامثال حين نراهم بكل ما يحملون من كروشٍ وضخامة يبدون صغارا امام احمدي نجاد بنحافته التي تذكرني ببطل مسلسل عصفور النار بل اصبحوا لا يساوون امامه حتى عفطة عنز , لذا راحوا هذه المرة مولّين وجوههم شطر البيت الابيض ساجدين كعادتهم من اجل أقناع الامريكان بقبول عطاء تحطيم الهلال الشيعي ( كرسته وعمل ) بعد بوار الكرستة من الاسلحة الذكية المتطورة التي استوردوها بمليارات الدولارات لأنشغالهم بالأهم وهو استثمار حبوب الفياگرا للتكاثر الفئراني وتوظيف ذلك ليباهي الامم بهم الرسولُ يوم القيامة , في الوقت الذي عمدوا الى ارسال وفودهم تترى لتناول وجبات الغداء مع الرسول في عليين بعد كل عملية انتحارية تطال الشيعة الرافضة , وكأن الرسول قد استثمر تبليغ الرسالة الالهية السمحاء للحصول على مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر لتحويله الى مطعم خمسة نجوم او دار ضيافة لكل ابن زنا او مأبونٍ من الانتحاريين , ولو اردت الاستمرار في المقارنة لتطلّب الامر اطروحة دكتوراه ولقادني قلمي الى الاعمال الفنية ايضا والمسلسلات التي روجوا لها وابطالها مهند ولميس وكيف اجتاحتهم مسلسلات يوسف الصديق ومريم المقدسة ولكني اردت اختصار القول واتمنى ان يكون لهم اذن واعية وأقول وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ وسيبقى الهلال اعلى وارفع من ان تحجبه غيومهم التي سيُمطرها الله امطارا حمضية على رؤوسهم الناكسين عليها , ولي الى مشابه الحديث عودة قريبة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب