أستهلال : في أغلب الأحيان ، أن غنم الفهد بفريسته – بعد جهد ، يكون الغزال على الأغلب ، قد قضي أمره من شدة الخوف والرعب .. فقدر الفهد أن يفترس جثة ، ولكنها جثة غزال ، وأن نجا الغزال من محاولة الفهد ، فسيبقى الفهد فهدا والغزال غزالا ! .
الموضوع : 1 . منذ عمر الشباب ، بل حتى ونحن بمرحلة الطفولة ، ونحن نحلم / لو كنا متواضعون – كنا نحلم بمستقبل أفضل ، والبعض الأكثر طموحا يحلم بمستقبل واعد مزدهر ، والبعض الأخر يفوق بأحلامه كل الموازين فيحلم بأمتلاك الأبهة والمكانة الرفيعة المناصب ، بل حتى يحلم أن يحكم ! ، ولكن حياتيا ، الكل يبتعدون عما يحلمون به ، وما يتحقق من أحلامهم سوى ما كان مقدرا لهم ، و البعض يسعى ويحقق جزءا مما سعى أليه . ويظل السؤال والتساؤل – بذات الوقت ، هل التخطيط و الهرولة ، تحقق لنا ، ما نسعى أليه أو ما نطمح أن نكون عليه في المستقبل ، أم أن الأقدار هي التي تحقق مما قدر لنا .
2 . هل كانت كاميلا تحلم في مخيلتها أن تكون الملكة القرينة لملك أنكلترا تشارلز الثالث ! – وهي المتواضعة الجمال والاكبر سنا منه ، و التي تزوجت قبله وتطلقت ! من المؤكد لا ! ولكن حياة الأميرة ديانا العبثية / زوجة الأمير السابقة ، وتعدد علاقاتها ! ، قادت بكل الأقدار أن تنهي كاميلا روزماري / تولد 1947 ، زواجها من أندرو باركر بشكل نهائي في عام 1995 ، وانتهى أيضا زواج الأميرتشارلز / تولد 1948 ، من الأميرة ديانا رسميًا في عام 1996 . فكل هذه الأقدار أدت الى رجوع علاقة الأمير تشارلز بكاميلا ، التي لم تكن الملكة الراحلة أليزابث مقبولة لديها بداية الأمر .. أنه القدر .
3 . سياسيا من كان يتصور أو يتنبأ ، أن يشنق الرئيس الأسبق صدام حسين / 2006 فجر عيد الأضحى ، بتوقيع / وكما يقال بجرة قلم ، من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي ، الذي أستلم الحكم من أبراهيم الجعفري / وبمباركة أميريكية أيرانية . وصدام الذي حكم العراق لمدة 35 عاما ، يعدم من قبل المالكي – الذي ترأس الحكومة العراقية لدورتين من 2006 لغاية 2014 – وأسس مقولة ” ما ننطيها ” أي بعد ما نتنازل عن الحكم الشيعي للعراق ! ، ولا زال المالكي لحد الأن ، هو الرقم الأقوى والمؤثر سياسيا ، والتساؤل أن المالكي لم يكن معروفا كغيره في النضال ضد صدام حسين ، مثل : آل الصدر وآل الحكيم وجلال الطالباني ومسعود البارزاني وأياد علاوي وغيرهم .. ولكن هكذا هي الأقدار . صدام يعدم والمالكي للواجهة .
4 . رجوعا لما يسمى بالربيع العربي ، ونتناول سوريا كمثال ، فمنذ أذار 2011 – عند خروج مظاهرات في مدن سورية عدة مطالبة بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ ، ثم مع الوقت ازداد سقف المطالب تدريجياً حتى وصل إلى إسقاط نظام بشار الأسد بالكامل .. ولكن نظام الأسد لا زال قائما ويرجع رويدا رويدا للحضن العربي ! ، تمام أنه مدعوم أيرانيا وروسيا ، ومن قبل المليشيات الشيعية اللبنانية / حزب الله ، والعراقية أيضا ! ، ولكن ألم تكن الأقدار لها دورا محوريا في هذا الدعم ، التي تتلقاه سوريا في صمودها ضد المد الجهادي الأسلامي المتطرف داعش والنصرة والعشرات من المنظات الأرهابية الأسلامية ، التي تريد أعادة سوريا الى عهد الخلافة الأسلامية . أنه الدعم القدري الذي منح لسوريا للبقاء في المشهد لغاية الأن .
كلمة : أن الأقدار هي التي توجه حياتنا وتحدد مستقبلنا وتنظم أوراقنا وفق الأوليات ، نعم نسعى نعم نجتهد نعم نحاول نعم نخطط ، ولكن القدر هو اللاعب الرئيسي في توجيه دفة المركب الذي نبحر فيه في معترك الحياة ، حياة أتينا على خضامها بقدر ، لا دورا لنا فيه ، وسنذهب بقدر أيضا لا خيار لنا بتعجيله أو بتأخيره .. لأنه القدر .