6 أبريل، 2024 10:09 م
Search
Close this search box.

الهروب من حضن الوطن “الدافئ”

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال الوزير البيلاروسي: حاولنا اقناع المهاجرين والعالقين على حدود اوربا من جهتنا ان يعودوا الى اوطانهم وتوسلنا بهم لكن دون جدوى .
قالت الصحفية ترد عليه : لكنهم لايملكون شيئا في اوطانهم يعودون اليه . قال: قد يصدق ذلك على بعضهم ولكن ماقولك في مهاجرين عراقيين تركوا بلادهم الغنية المستقرة والشبع والدفء وناموا في مخيمات مشردين مرضى من البرد!
ياوزير ،، بعيدا عن اوراق الضغط السياسية والاقتصادية التي تلعبون بها ضد بلدان اوربا الغربية انتم وتركيا واخرون ، هل تظن ان الافغاني الفقير هرب من الجوع لتلوم العراقي الغني على هروبه؟ ام ان الحرب وحدها دفعت السوري-الموهوب فطرة-للهرب من وطنه لتعتب على العراقي المتمتع بالسلام؟
ثم ماهو مقياس الحرب والسلام عندك ، ومامعيار الاستقرار والشبع والدفء في حكمك وحكم امثالك ممن لم يروا برد المعتقلات الكيفية في تلك البلدان ، والتعذيب الممنهج والتجويع العمد حتى الموت ، فما نفع عائلة غنية لشاب محبوس لايصل اليه احد وبتهمة مذهبه او رأيه؟
و مانفع بلاد في سلم لرجل يحارب ليل نهار بكل سلاح من اجل حريته وامانه وكرامته ، ومانفع بلاد غنية لرجل لايجد قوت عياله بسبب الفساد او لشاب لايجد الباءة لزواجه ،
ايها الوزير المتفلسف في بلاد الامن والرخاء هل سمعت بالمخبر السري والقتل على الهوية والتهميش والسيطرات والمباغتات الامنية والتشابه في الاسماء والبطالة والوظائف المشتراة بالاف الدولارات، والمدارس الطينية والمحاصصة الطائفية والرواتب الرفحاوية والمصانع المشمعة منذ عقود والجامعات المخصصة لابناء الفاسدين والاغنياء والمراجعات الماراثونية على كل وثيقة او اي معاملة حكومية ،
هل تعرف شيئا عن حر الصيف اللاهب بدون كهرباء او برد الشتاء القارس دون غطاء ، وغرق الشوارع المهشمة في ايام المطر وكرم السماء،
ايها الوزير الحنون،، من اوصل حال بلدان هؤلاء الهاربين من جحيمها الى الحال التي وصلت اليه؟ اليست بلاد الغرب التي راحوا يلجأون اليها من جور اهلها الذين عطفوا على القطط في بلادهم وقتلوا الناس في بلاد الهاربين،
هؤلاء لم يهربوا فقط من حضن الوطن الدافئ مجازا بل انهم ضحوا بحضن الأم الدافئ حقا ، وحضن الجار الذي لن يجدوا مثله لو عاشوا في بلادك قرون ، وخسروا مسامرة الخلان ومساندة الاخوان ومساجد آمنة و أعياد حافلة ومرابع صبا وذكريات شباب وملاعب طفولة لاتنسى ، ولم يفعلوا هذا بطرا ولا اشرا بل هربا من حضن وطن جاد على الفاسدين المفسدين السارقين الفاشلين ، وضن بخيره وأمانه عن الاصلاء الجادين الحالمين بحضن اي وطن في الارض ،،، ولو كان باردا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب