23 ديسمبر، 2024 10:57 ص

الهروب الى أمريكا ؟!

الهروب الى أمريكا ؟!

تقول الحكمةُ الشعبية: قيل لفرعون: يا فرعون مَن فرعنك؟ قال: لم أجد مَن يرُدُّني ( يعني من يردعني).
في اسلوب رتيب وفي عشية الزيارة نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 30-10-2013 مقالة لرئيس الحكومه السيد المالكي معنونة بعنوان : “أصبروا علينا”. ومن عنوانها وفحواها تتجه نحو الهروب الى الجانب الأمريكي رغم المغالطات التي فيها .
السيد المالكي حاول في معرض مقالته ان يمهد الطريق الى ان زيارته على انها تأتي في إطار التنسيق الاقتصادي والعسكري التي تجعله يميل إلى أولوية طلب السلاح. فحسب تصوره إن من بين ما يتطلبه مواجهة الإرهاب وجود قوة جوية، وإن العراق في واقع الحال لا يملك طائرة مقاتلة واحدة يحمي بها سماءه”. ومن المؤكد إن إدارة أوباما تعلم يقيناً إن المالكي يريد المقاتلات أف 16 ومروحيات الأباتشي لمكافحة الإرهاب، بل ان الوضع السياسي والأمني لا يستقروا بأف ١٦ لو الأباتشي ، بل يحتاج الى أراده سياسيه قادره على بناء دوله المؤسسات ، وكذلك ليستمر تفرده  بالسلطة لأطول فترة ممكنة. خصوصاً وإن السنوات الثمان الماضية لم يتحرك فيها بمد صلات الثقة والأمان بين الحكومة والشعب، بل بقى يستخدم سياسة ابعاد الخصوم  والتصفيات السياسية للشركاء .
ومما تتطرق إليه المالكي في معرض كلامه في الصحيفة ، كلامه عن نمو الإقتصاد العراقي. حيث اكتفى بذكر الأرقام نظرياً دون ربطها على أرض الواقع عملياً. إذ يقول: “فنحن نمتلك واحداً من أسرع الإقتصادات نموّاً في العالم. إذ إستطاع التوسّع بنسبة 9،6% في العام 2011. و 10،5% في العام 2012. كذلك إزداد إنتاجنا من النفط بمقدار 50% منذ العام 2005.
وهنا طرح السؤال على السيد المالكي: أين ذهبت ميزانيات الدولة للسنوات العشر الماضية التي فاقت 700 مليار دولار؟ ولماذا يرزح أكثر من 25% من الشعب العراقي تحت خط الفقر؟ وكيف بلغت نسبة الأمية 30% بين العراقيين؟ بعد أن أعترف اليونيسكو عام 1977 بقضاء العراق على الأمية. ناهيك عن الواقع المرير في مجالات التعليم والصحة والزراعة والصناعة والإعمار والخدمات وغيرها، فكلها مفقودة بسبب إستشراء الفساد المالي والإداري، الذي أحتل بها العراق المرتبة الثالثه عالمياً. وما زالت سرقات قوت الشعب جارية على قدم وساق، وكذلك إستمرار تبديد ثروات البلاد دونما أن يقدم المالكي مسؤولاً واحداً للمحاسبة. فأين الحقيقة من قوله: “ونحن نستثمر عائدات الطاقة في إعادة إعمار بنانا التحتية وإنعاش نظامي التعليم والصحة عندنا”!
بدا الرئيس الامريكي غير مقتنع بما يقوله ويطرحه السيد المالكي ،،، واكتفى بالقول ان ندعم الديمقراطيه في العراق ، كما اننا ندعم العراق في مقارعه الارهاب ، ولم يتطرق الى اي دعم سياسي في المرحله ، ولم يفت أوباما أن يؤكد على ضرورة أن يتخذ العراق مزيداً من الخطوات نحو بناء نظام ديموقراطي شاملاً مثل الموافقة على قانون للإنتخابات، وإجراء إنتخابات حرة ونزيه العام المقبل،في إشارة واضحة يؤيد فيها موقف بعض أعضاء مجلس الشيوخ المتشددين تجاه سلوكية المالكي المتناقضة مع معايير الديموقراطية الحقة.
من المفترض أن تستمر زيارة المالكي لخمسة أيام تنتهي الأحد الموافق 3-11-2013، ولكن بصوره مفاجئ ولأمر طارىءٍ أجبر المالكي أن يقطع زيارته السبت ويعود مسرعاً صوب بغداد. فتم إلغاء الفقرات المقررة خلال الزيارة، ومنها لقائه بالجالية العراقية.
على كل حال سواءً بقى المالكي في السلطة لدورة ثالثة، ام لا ؟! ، فإن الوضع العام في العراق لن يتغير طالما أسأت الدوله لم تقم ، اذ ليس هناك اي بوادر لقياد دوله ذات أساسات رصيده تعتمد العمل المؤسساتي ، ومحاربه الفساد والمفسدين ، وإن زيارة المالكي للبيت الأبيض قد تجلت في تشبثه بالحصول على السلاح الأمريكي. مما يعني عدم إهتمامه بالنواحي الملحة والضرورية التي يحتاجها الشعب العراقي في المرحله القادمه ، فلا نعرف هل الزيارة كانت للعراق ام للولايه الثالثه ؟