لايكاد يمر يوم على العراقيين، إلا ويحمل في طياته الكثير من المفاجآت المتوقعة, كالانفجارات والإغتيالات والإختطافات، وغير المتوقعة كمحاولة إختطاف وزير دفاع العراق! ، او إختطاف اميركيين من وسط العاصمة شديدة التحصين، أو أن العراق سيعلن إفلاسه خلال الشهرين المقبلين.
العراق معروفٌ منذُ عشراتِ السنين بل مئات أن لم تكن الالاف، بحضارته وعراقته وثرواته الطبيعية والبشرية الهائلة ، وهذا ما جعله محط أطماع العالم أجمع : إيران وامريكا واسرائيل وعددُ أخر من الدول العربية.
هذا البلد الطيب واهله “المساكين”بل اصبحوا مساكين بفضل سياسات مابعد 2003 وما قبلها التي أقصت وتجاوزت على حقوق الشعب وأدخلته في حروبٍ، انهكت إقتصاده ، ودمرت بناه التحتية واعادته “للقرون الوسطى”كما قال وفعل ذلك بوش الأب عندما توعد صدام ابان حرب الخليج 1991.
القتل في بلدنا أصبح لا يعد ولا يحصى وعدد الشهداء تجاوز ما يستوعبه العقل ، فمن لم يمت نتيجة التفجيرات، ماتً تجويعاً، او قصفاً ، او حرقاً.
كل هذا والشعب العراقي صابر ومحتسب لعله يجد من ينقذه ويدفعه لبر الأمان، لكن كيف يرتجى خيراً من شخص جاء مع المحتل ومن باع ارضه واهله للغريب.
الشعب العراقي أصبح اكثر وعياً وبدأ يعلم من معه وهم قلة ، ومن وقف ضدهم وباعهم وجاء على جثث ابناءهم وعلى فقرهم وعوزهم، وانكشف المستور والجميع ايقن ان الطبقة الحاكمة حالياً لا ولن تجدي نفعاً وهذا ما صرحت به المرجعية الدينية في النجف .
العراق الأن يمر بمنعطف تأريخي خطير ، اما عراق الجميع ، او عراقٌ لكل طائفة، وهذا ما صرح به رئيس اعلى سلطة تشريعية في البلد د.سليم الجبوري عندما قال خلال تعقيبه على الاحداث الاخيره التي جرت في محافظته ، “العراق يمر بمرحلة مهمة وحرجة، اما ان يبقى عراقاً موحداً ، او يتجزء “بسبب السياسيات التي تنتهجها المليشيات في ظل صمت الحكومة وقواتها الامنية على حد قوله.
ما يجب فعله الأن والتنبه إليه هو ان من يقتل ويختطف معروف وواضح للحكومة وللعيان على حد سواء ، فأما ان يشيع العدل ويطبق القانون على الجميع ، او اننا سنرى عراقاً لا نود ولا نحب ان نراه وسيشمت بنا القريب والغريب لا قدر الله.