23 ديسمبر، 2024 12:19 ص

الهدوء يصنع الامل

الهدوء يصنع الامل

لا اعلم لماذا استذكر بشدة الفترة التي كان فيها نوري المالكي سيد العراق والمتحكم بمقدرات الشعب وكيف كانت تدار الامور بعهده المليئ بالمغالطات والكوارث التي حلت علينا الواحدة تلو الاخرى وقد يكون افضعها ضياع ثلث العراق بيد ارهاب خلف لنا تداعيات جعلتنا جميعاً عاجزين عن المضي الى الامام الا اللمم.
والسبب وراء حديثي عن المالكي هي عنترياته التي كانت تتجلى كل اربعاء في كلمة عصماء يكيل بها الاتهامات ويتوعد بها من يتوعد، قد تكون احداها تلك التي تحدث بها عن موازنة 2014 والتي تاخر اقرارها بسبب الخلافات والنزاعات التي استفحلت حينها بينه وبين البرلمان ورئيسه انذاك اسامة النجيفي، وعند مقارنتها بما حصل في الدورة الحالية للبرلمان والحكومة فهو
امر يحسب لها لا عليها بالرغم من الانتقادات التي طالت الجميع الا انهم استطاعوا ان يتغلبوا على العديد من العقبات التي لازالت تقف امام تقدمهم
بسبب السياسات الخاطئة للمالكي التي جعلت الجميع امام محن لن تنتهي الايمعجزة الهية.
ولعل ما يبعث الامل فينا ما حصل قبل يومين عندما استطاع البرلمان وبجهود من رئيسه، اقرار ميزانية العام 2016، بالرغم من الازمة الاقتصادية الخانقة ومتطلبات المرحلة التي تعيشها البلاد وهي تخوض حرباً شرسة ضد الارهاب تستنزف معها كل الجهود والموارد والارواح، ناهيل عن مشكلة النازحين التي باتت تؤرق الجميع وتضعنا امام مأزق انساني يشعرنا بالخجل
امام عجزنا من حل مشكلة نحو اربعة ملايين نازح اجبروا على ترك مدنهم بسبب رعونة من كان يتحمل زمام الامور.
ان مرونة وهدوء الجبوري اثبتت مرة اخرى انها الطريق الامثل لتذليل العقبات وتوحيد الرؤى بالرغم من الاختلافات التي تطرأ من قبل بعض الاطراف التي ادركت بنهاية المطاف حجم المأساة التي نعيشها وان التعنت لن يفضي الا الى مزيد من التشظي في وقت نحتاج فيه للحكمة وراجة العقل اكثر مما نحتاج للمواجهة التي سلبتنا ارواحاً ومدناً وتركتنا نستجدي العون من الغير في انقاذنا من محتنا التي صنعناها بانفسنا عندما انتخبنا اناساً لم يكونوا على مستوى مسؤولية العراق الكبير.