23 ديسمبر، 2024 12:11 ص

كَالْهُدْهُدِ المَذْعُوْرِ،
مِنْ بَطْشِ العِقَابْ.
إذْ صَدَّهُ الغُرُوْرُ يَوْمِاً وَالهَوَى،
عَنْ مَجْلِسِ الوَلَاءِ وَالطَّاعَةِ،
فَاخْتَفَى وَغَابْ.

مَثَّلْتُ فِيْ مَذَلَّةٍ بَيْنَ يَدَيْكَ،
وَالهَوَانُ لِلْكَرِيْمِ أَبْلَغُ الخِطَابْ.

لَقَدْ وَجَدْتُ أَنَّنِي،
كَيْفَ وَأَيْنَمَا أَكُوْنُ،
يَنْتَهِي إِلَيْكَ بِي،
 دَرْبُ المَآبْ.

وَأَنْتَ دَوْمَاً مَلْجَأي،
مِنَ الظُّنُوْنِ وَالصِعَابْ.

قَبْلَ يَدِيْ،
مَدَدْتُ قَلْبِي،
طَالِبَاً عَفْوِكَ عَنِّي،
 وَالمَتآبْ.

لَكِنَّنِي لّمْ أَتَلَقَّ،
مِنْكَ رَدَّاً أَوْ جَوَابْ.

تَرَكْتَنِي فِيْ حِيْرَتِي،
يَأْكُلُ بَعْضِيْ بَعْضَهُ،
بَيْنَ الرَجَا وَالإِرْتِيَابْ.

 مَاذَا جَرَى يَا سَيِّدِيْ؟،
وَبَيْنَنَا لِلْحُبِّ عَهْدٌ وَكِتَابْ.

حُرُوْفُهُ مَنْثُوْرَةٌ،
 بَيْنَ الضُلُوْعِ وَالْحِجَابْ.

وَحَبْلُهُ يَمْتَدُّ،
بَيْنَ مَشْرِقِ الشَّمْسِ،
إِلَى سِتْرِ الغِيَابْ.

مَاذَا جَرَى يَا سَيِّدِيْ؟،
وَبَيْنَنَا،
مَا بَيْنَ مُرْسَلِ الرِّيَاحِ،
وَالسَّحَابْ.

فَكَيْفَ إِنْ رَدَدْتَنِي،
يَأتِيْ المَطَرْ؟.
وَكَيْفَ تَخْضَرُّ السُهُوْلُ،
 وَالهِضَابْ

وَكَيْفَ يَنْضُجُ الثَّمَرْ؟.
وَكَيْفَ تَلْمَعُ العَوَالِيْ،
 وَالقِبَابْ؟.

وَكَيْفَ يَضْحَكُ القَمَرْ؟.

تَرَكتَنِي فِيْ ذُلَّتِيْ،
بَخَلْتَ حَتَّى بِالعِتَابْ.

فَأيُّ ثَأْرٍ تَبْتَغِيْ،أَيُّ عَذَابْ.

مَاذَا جَرَى يَا سيِّدِيْ؟
وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ لِيْ،
عِنْدَكَ أَمْرٌ مُسْتَجَابْ.

وَأَنَّ حُظوَتِي عِنْدَكَ،
لَا تَفْتُرُ يَوْمَاً أَوْ تُعَابْ.

وَأَنَّنِيْ طِفْلُكَ،
مَهْمَا كَانَ جُرْمِي،
وَالمُصَابْ.

فَهَلْ تَرُدُّ طِفْلَكَ الَّذِيْ،
تَمَادَى فِيْ الحِسَابْ؟.

أَلَسْتَ مَنْ قَدْ قُلْتَ:
لَا يَفْرَقُنَا،
إلَّا التُّرَابْ.

وَأَنَّ فِيْ ِحُضْنِكَ لِيْ،
بَيْتٌ إِذَا دَارَ الزَّمَانُ مَرَّةً،
وَلِيْ إِلَى صَدْرِكَ بَابْ.

وَأَنَّ ذُخْرِيْ مَنْ هَوَاكَ،
عُنْفُ أَمْوَاجِ العُبَابْ.

فَكَيْفَ جَفَّ،
ذَلِكَ السَّيْلُ العُجَابْ؟.

تَرَكْتَنِي خَلْفَكَ،
دُوْنَ أَنْ يَرُفَّ مِنْكَ،
 جَفْنُ نَاعِسٌ،
كَأَنَّنِيْ مَحْض سَرَابْ.