لا يعلم إلا الله سبحانه إلى متى ستدوم وستستمر هذه البدع والمغالاة والخرافات والتطرف الذي يرافق احياء ذكرى استشهاد سيدنا الامام الحسين وآل بيته وثلة من أصحابه الأبرار .
للأسف الشديد عام بعد عام يتفنن أعداء الله وأعداء الإسلام وأعداء النبي محمد و آل بيته وصحبه الأبرار بادخال عادات وتقاليد وطقوس وثنية كهنوتية جديدة ,لا تنتمي ولا تمت لهذا الدين الحنيف العظيم ولا لسنة نبيه الأكرم محمد ( ص ), أو للإنسانية بأي صلة , بات الهدف والغرض من وراءها واضحاً وضوح الشمس , ألا وهو افراغ هذه الرسالة العظيمة التي جسدها أبا الشهداء في واقعة الطف من محتواها ومعانيها الإنسانية القيمة والسامية , وإلهاء الناس المساكين والمغفلين والجهلة بممارسة وخرافات وطقوس ما أنزل الله بها من سلطان , حذر ومازال يحذر من الإنزلاق في أتونها بعض الأخيار والعلماء الأجلاء من أبناء هذه الأمة , كالشيخ المرحوم ” أحمد الوائلي ” والسيد علي الأمين , وغيرهم من العلماء والمشايخ رغم قلتهم , من أن احياء هذه الواقعة الأليمة بهذه الطرق المبتدعة تضر وتسيء أيما إساءة لرسالة وثورة الحسين ع على الظلم والطغيان والفساد , وان هذه الوقعة فاجعة كبرى وأليمة على قلوب جميع بني البشر وليس على الشيعة فقط !؟, لهول وقعها وبشاعتها والكارثة التي ألمت بآل بيت النبي الأطهار ع مع ثلة من أصحابهم الأبرار .
فبالرغم من مناشدة هؤلاء العقلاء والمنصفين الذين مازالوا ينصحون ويحذرون بعدم احياء هذه الفاجعة الأليمة بهذه الطرق الوحشية والسادية التي لا تأتي على أصحابها وحتى على آل بين النبي ع إلا بنتائج عكسية وسلبة على سمعة وثورة ورسالة الحسين الإنسانية .
بل ومازالوا يحذرون من الوقوع في فخ هذه الممارسات الشيطانية , لكن على ما يبدو هنالك دوائر ماسونية صهيونية فارسية تغذيها وتسخر لها ومازالت تسخّر لها أموال طائلة , وخاصة أموال الخمس وأموال النذور التي يدفعها فقراء الشيعة من عرق جبينهم وتعاستهم , بما فيها تلك الأموال التي ترمى في صناديق عملاقة مزخرفة ومطعمة بالذهب والفضة والأحجار الكريمة تسر وترهب الزائرين !, شيدة خصيصاً على رفات آل بيت النبي كبنوك ريعية واستثمارية يستثمر فيها عرق وتعب وشقاء أبناء المذهب الشيعي خاصة , والذين يراد لهم أن يبقوا أسرى لهذه العادات والتقاليد الدخيلة , كي يرزحوا تحت نير التخلف والفقر إلى ما شاء الله ؟, ناهيك عن هدر وسرقة وتبديد ثروات وطاقات أبناء هذا الشعب الذي فقد البوصلة تماماً , وأصبح وأمسى لا يحرك ساكناً من أجل المطالبة بأبسط حقوقه واستحقاقاته المكفولة أصلاً , ويكتفي اليوم بالدعاء في حضرة مراقد الأئمة الأطهار فقط , على من سلبهم ثروتهم وأموالهم وأرواحهم وسفك دماء أبنائهم في الحروب العبثية الطائفية المشتعلة منذ سنوات باسم وحجة وتحت يافطة محاربة الإرهاب والنواصب وقوم معاوية ويزيد !؟.
مستغفلين هؤلاء المساكين ومستخفين بعقولهم بشكل وقح لم يسبق له مثيل , ولم يسألهم أحد للأسف حتى يومنا هذا , بأن العراق كان حتى عام 2003 خالي من القاعدة وداعش والسيارات المفخخة والخطف والقتل والذبح على الهوية والأسم والمذهب !, وأن هذا الإرهاب والفساد والظلم هم من جلبوه معهم إلى العراق من كافة أنحاء العالم مع دخول أول دبابة أمريكية وعمامة وفتوى إيرانية .
الحرية والديمقراطية لدى هؤلاء المساكين الذين تقودهم حفنة من المارقين الأفاكين والمنافقين والشياطين , أي شياطين إيران وأمريكا أصبحت تعني لهم هذه الحرية … حرية ممارسة الطقوس والمناسبات المذهبية فقط , والسماح لهم بعد جهد جهيد ووساطات ودفع رشى خيالية الانخراط في جيوش وعصابات المليشيات الطائفية , أو بما يسمى الجيش والشرطة والحرس الوطني من أجل تأمين لقمة العيش بشق الأنفس , وازهاق الأرواح بعد بيعهم في سوق النخاسة الطائفي كما حدث بعد تسليم مدينة الموصل وغيرها من المناطق التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء الوسط والجنوب , ناهيك عن ممارستهم لهذه الشعائر والطقوس العبثية على مدار السنة حتى خلال قيامهم بتأدية الواجبات الوطنية في الجيش والشرطة والجامعات والدوائر الرسمية , من أجل إلهائهم وتحويل أنظارهم بعيداً عن حقيقة ما يجري على أرض الواقع , من سلب ونهب منظم على مدى اثنا عشرعاماً , سُرقت خلاله أموال طائلة تكفي لبناء العراق بأحسن المواصفات العالمية أثنا عشرة مرة أو أكثر .. إن لم نقل تكفي لإعادة إعمار الشرق الأوسط برمته .
الوضع مؤلم ومزري وخطير وينذر بكوارث إنسانية لا يعلم إلا الله بها والراسخون في مؤامرة تحطيم وتقسيم العراق , والوطن والشعب يسيران بخطى حثيثة نحو الهاوية لا قدر الله , إن لم ينتبه العقلاء والمخلصين في هذا البلد , ويتحركوا بجد واخلاص واضعين الله بين أعينهم ومحنة هذا الشعب المنكوب أمامهم , ليوقفوا فصول هذه المهزلة والمسرحية التراجيدية التي تدور فصولها ورحاها التدميرية في العراق منذ عام 2003 , خلاف ذلك لا يوجد أي بصيص أمل على الاطلاق من الخروج من هذه المحنة بسلام , خاصة ونحن نلمس ساعة بعد ساعة بأن لا أمل باحداث تغير حقيقي يردع ويحاسب المقصرين ويجتث الفساد والمفسدين من جذورهم , وإن كل ما جرى ويجري ماهو إلا عبارة عن عمليات ترقيعية وتجميل لوجوه قبيحة لضباع وكواسر وحيتان لم ولن يردعهم رادع أو وازع ديني أو أخلاقي أو حتى عرف عشائري , يتبادلون الأدوار فيما بينهم , وتتغير المناصب تحت أسماء وعناوين جديدة قديمة ليس إلا , الهدف من وراءها إيهام الناس بأن الخير قادم , عن طريق شحنهم ببطاريات الأمل والصبر والسلوان وتقديم المواساة !, والإنتظار على قارعة طرق اللطم والبكاء والعويل لسنوات قادمة قد تطول وتطول ولا يعلم إلا الله مداها … إلى متى !؟؟؟.
إن ما يزيد الطين بلّة هو طامة وحرية ممارسة الشعائر ( الدينية ) بطرق وحشية وسادية , ومن لم يمارسها أو ليس لديه موكب مشكوك بأمره !؟, بالرغم من أنها لا تمت للدين بصلة كما أسلفنا , وهذا هو الإنجاز الوحيد الذي تحقق بفضل الديمقراطية الجديدة والحقوق والحريات التي كفلها الدستور الجديد !؟, وعلى رأسها حرية اللطم والسير العبثي على مدار الساعة منذ عام 2003 وحتى أن يمن الله على الذين استضعفوا في العراق بمنقذ وفرج قريب , ليخرجهم من الضلالة وينور عقولهم .
ما يجري خاصة في سنوات ما بعد احتلال وتدمير العراق هو مشروع متكامل وعمل مبرمج ومعد سلفاً , وعملية مدروسة تقودها الصهيونية والماسونية العالمية بالتعاون والتناغم الوثيق مع أحبار الفرس حتى قبل مجيء الإسلام ومقتل الأمام الحسن بآلاف السنين , لكنهم اليوم باسم الدين والمذهب والولاء يديرون من سراديبهم المظلمة والظلامية أكبر وأبشع جريمة بحق الشعوب العربية وخاصة الشعب العراقي , لإيهام هؤلاء المساكين بأن ممارسة هذه الأمور والطقوس الغيبية والعبثية ستنجيهم من النار حتى ولو مارسوا جميع الكبائر والموبقات وارتكبوا المعاصي والذنوب , وبأن زيارة قبر الإمام الحسين ع تعادل 70 حجة , وغيرها من الخزعبلات والأكاذيب والإساءة والتمادي حتى على الذات الإلهية ,عندما يخرج علينا أحد المنافقين والدجالين المعممين مخاطباً جموع من الهمج والرعاع وهو يشرح لهم كرامات الحسين , عندما يصف عرش الرحمن سبحانه بأنه عبارة عن رقعة أو قطعة صغيرة في نعل الحسين ع , لا حول ولا قوة إلا بالله , أي كفر وأي إلحاد هذا , وأي استخفاف بالعقل البشري الذي كرمه الله على جميع المخلوقات , وأي إساءة للنبي محمد ( ص ) وآل بيته , الذي يخاطبه رب العزة في آخر سورة الكهف الأية 109. ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ )
تابعوا معي ما ذكره أحد المنصفين والتنويريين , والذي جاء على لسان الشيخ ” حسن العلي “عن الشعائر والممارسات العبثية التي يمارسها البعض . حيث يقول :
نحن نعلم ان من اهم وظائف المنبر الحسيني خاصة هو احياء اهداف ثورة الامام الحسين عليه السلام ومنها احياء وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجل الخطباء ينبهون الناس على بعض المنكرات ولكنهم يتغافلون عن الكثير منها وخاصة فيما يرتبط بما يسميه الناس بشعائر الحسين عليه السلام , وهي ليست بشعائر الا ان يقام الدليل عليها؟ ومن ذلك
. المشي على الجمر
. التقلب عريانا على الشوك
مايسمى بكلاب (الزهراء او العباس او زينب او رقية…)عليهم السلام وحاشاهم ان يكون لهم مثل هذه المسميات
. من يطيل اظافره ثم يلطم بها ليجرح نفسه او يخمش وجنتيه
. من يلطم على عينيه ليفقأهما تأسيا بأبي الفضل العباس عليه السلام
. التطبير وخاصة المؤدي الى ازهاق النفس وهلاكها
. تغطية الجسد بالطين!!! ولا باس بوضع الشئ القليل
. تطبير النساء والاطفال
. الرقص او التمايل بحركات راقصة اثناء اللطم والعزاء
. لبس الحجاب من قبل بعض الرجال تشبها بنساء الحسين عليه السلام واقامة العزاء بهذه الصورة
. قراءة اللطمية على اطوار غنائية او على ايقاع مطرب ومثير للاشخاص بالقيام بحركات تدل على الخفة والنزق
. دخول المطبرين الى المشاهد المشرفة وتنجيسها بالدم ، خاصة وان اغلب فقهائنا يفتون بان المشاهد المشرفة لها حكم المساجد
تبديلهم لاسم الامام الحسين عليه السلام ب (سين) او (سي) وقد سماه الله تعالى ب(حسين) خاصة وانهم عرب وليس عجم وبامكانهم لفظ اسمه عليه السلام كاملا
. ترك انفسهم شعثا وبلا اغتسال ولا استعمال الماء لتنظيف ابدانهم وملابسهم بحجة المواساة
البدء بالتطبير في يوم عاشوراء ويوم الاربعين من قبل صلاة الفجر وابقاء الدم ملتصقا على البدن حتى انتهاء وقت الفريضة وقد يستمر الى مابعد الظهر بهذا الشكل
والله العالم بما سياتون به في مستقبل الدهر وماعشت اراك الدهر عجبا؟