22 نوفمبر، 2024 9:58 م
Search
Close this search box.

الهداية أعلى سمات القادة

الهداية أعلى سمات القادة

طرح سؤال على مواقع التواصل الاجتماعي مفاده: انه بماذا تميز رموز الاسلام وماذا قدموا مقارنة بما يقدم علماء اليوم مثل اختراع الكهرباء والاكتشافات الحديثة والعلم الحديث، وخاصة انتم تفضلون اهل البيت فماذا قدم اهل البيت كي تفضلونهم على علماء اليوم، وهم لم يكتشفوا ولم يخترعوا كما فعل نيوتن او اديسون..؟
ولهذا الكلام عدة اجوبة تكون كافية حتى وأن اخذناها منفصل عن بعضها عن البعض الآخر
أولاً: ان الله تعالى رب السماوات والارض هو من شرع هذا الدين وأعتبره كمالاً لامته ونهاية عن شريعته، وهو من فضل ال البيت عليهم السلام على الخلق، وهذا يكفي فالمقياس السماوي اعلى واجل من المقياس الارضي مهما كان.
ثانياً: اهل البيت او غيرهم من رموز الاسلام لم يتصدوا كمخترعين حتى تجري المقارنة بينهم وبين غيرهم.
ثالثاً: ولعل السائل يكون ممن لا يؤمن بالله تعالى ايضا ، فالجواب هنا يؤخذ من جانب اخر، اذ ليس المقياس في تقييم الفاضل والافضل هو النفع المادي البحث والخدمات الكبيرة، إاذ لو كان الامر كذلك لوجدنا ان هناك افضل من هؤلاء المخترعين ولعلهم ابسط منهم حالا ولم يتعلموا حرفا واحدا من القراءة والكتابة فالحلاق والخياط والمضمد والطبيب كل يحتاجه هذا العالم ليقضي حاجته فيكون هو افضل من غيره وهو يحتاج لمن هو ابسط منه في ابسط الاشياء فكيف تكون له الافضلية على الغير.
لكن المقياس الحقيقي ليس هو المقياس المادي البحت بل هو المقياس المعنوي الجليل فهداية الناس وتربيتهم وارشادهم الى الخير اهم من اي جانب اخر، فما فائدة مجتمع ينعم بالكهرباء والاختراعات الحديثة وهو خال من الاخلاق وهو مليء بالامراض الروحية والفكرية كيف نقارن هذا النفع بهداية المجتمع والمجتمع اليوم لولا وجود الدين وحرص بعض القائمين عليه لكانت الناس في فوضى ولتحولت كل التقنيات الموجودة اليوم لقتل بعضنا البعض، ولو رجعنا الى الوراء قليلاً لوجدنا ان المخترعين الذين ذكرهم السائل هم يعيشون في دول أساساً هي اول من قتل الناس وجوع الناس وأرعب الناس حتى انهكت دول بكاملها وحصلت فيها كوارث بيئية وصحية ونفسية بسبب استعباد تلك الدول، فما فائدة الاختراعات والاكتشافات اذا غابت الهداية وغاب الموجه الروحي والتربوي والاخلاقي.
ومعلوم لدى الجميع كم تحمل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من اجل هداية المجتمع وتخليصهم من عبادتهم وذواتهم او اصنامهم او عادات سقيمة بالية احترفوها وضحى رسول الله بكل شيء من اجل ترسيخ دعائم الامة الواحدة المتحابة المؤمنة بربها وبشريعته بعده وكذا صحابته واهل بيته المخلصين فقد أفنوا حياتهم من أجل خدمة وهداية البشرية وهذا ما لا ينساه العاقل ولا يغفل عنه الا مداهن او مجامل للانحراف.
ثم أننا نسال السائل كيف يقبل العقل والمنطق ان تقارن بين شخص عاش في زمن مع شخص عاش في زمن اخر تختلف بينهم مستوى الافكار والتطور والامكانيات ثم تقول ان هذا افضل من هذا فالإنصاف اما ان تقارن ذاك الرجل بعصره او ان تحضره لهذا العصر لمقارنته فان كان مستحيلاً إذن فالاستنتاج ركيك وواهي.
على العكس فقد عرف عنهم في بعض المصادر إنه يملكون علوما جمة لم تكن تتحملها الحالة الفكرية للمجتمع آنذاك فقد قال واحد من ابرز رموز الاسلام بعد رسول الله علي عليه السلام حيث كان جالساً على نهر الفرات وبيده قضيب، فضرب به على صفحة الماء وقال: (لو شئت لجعلت لكم من الماء نوراً وناراً). [تصنيف نهج البلاغة: ٧٨٢]
فالافضلية للمجتمع اولاً هدايتهم الى الخير وقيادتهم نحو الصلاح وليس بالضرورة ان يهتدي الناس او يتفاعلوا مع الهداية، فكثير من الناس يسيئون استخدام الكهرباء او الاكتشافات الحديثة هل نحمل على مكتشف الكهرباء ونقول له ان اكتشافك هذا خاطيء وفاشل، بالقطع لا
وخاصة في زماننا اليوم نحن بحاجة ماسة الى الربانيين المخلصين من اهل الفكر والعلم الذين لايألون جهدا في التحقيق والتدقيق من ناحية ومن ناحية أخرى، فهم لا يتوقفون عن هداية وارشاد الناس الى الخير والى ما ينفعهم، قرأت نصاً لاحد المعاصرين اتصور أنه يستحق ان يكتب بماء الذهب يعطينا الصورة الحقيقية الحية للإسلام المعاصر الاسلام المطلوب اليوم والقائد والموجه كيف يتصرف اهديكم بعضاً منه لاني حفظته عن ظهر قلب((انَّ الْمُهِمَّ كُلُّ الْمُهِمِّ صِيَانَةُ كَرَامَةِ وَشُرفِ وَمَبَادِئِ الْإِنْسَانِ وَالْحفَاظِ عَلَى دِمَائِهِ وَأَرْوَاحِهِ (
فالجانب الانساني في الدين هو اعلى مستويات الهداية التي على قادة الدين الدعوة اليها ومن خلالها نعرف القادة الهداة، لانهم بذاك يحافظون على اصل وجود الانسان والحفاظ على كرامته.

أحدث المقالات