في 14ايلول تم مهاجمة منشآت النفط لشركة ارامكو السعودية، مما ادى الى توقف نصف انتاج النفط السعودي. وقد تبنى الحوثيون في اليمن هذه العملية. الا ان شكوكا قوية قد جاءت من مصادر سياسية واستراتيجية اقليمية وعالمية استبعدت اي احتمال من ان هذه الضربة قد جاءت من اليمن، لعدة اسباب لعل اهمها بعد المسافة، والتقنيات العالية لمثل هذا الهجوم . وبالتالي حامت الشبهات على ايران بانها هي التي نفذت هذه الضربات. في وقت نفى فيه الجانب الايراني تورطه فيها
يلاحظ المراقبون ان ايران هي التي تسعى للتصعيد العسكري، حيث انها ليست المرة الاولى التي تقوم فيها بمثل هذه الاعمال، فقد شهدنا عدة تحرشات ايرانية في مضيق هرمز عبر مهاجمة السفن، او اسقاط طائرة الدرون الامريكية ذات التقنيات العالية، وكذلك احتجاز ناقلة النفط البريطانية وغيرها من الناقلات في الخليج العربي.. ولذلك يبدو ان ايران تحاول من هذا التصعيد التخلص من العقوبات الامريكية التي ارهقتها. وهي بذلك لاتريد اعادة تجربة العراق عليها.. ويتوقع خبراء ان يستمر النظام الايراني بهذه التحرشات بل ويعززها على السعودية و غيرها في المنطقة، طالما استمرت العقوبات الامريكية عليها. ويؤيد ذلك ماصرح به وزير خارجيتها جواد ظريف بان العقوبات اقسى من الحرب
ان مصلحة الولايات المتحدة لاتكمن في مساعدة السعودية او الوقوف معها عسكريا في هذا الظرف، وهي تنتظر مفعول العقوبات الاقتصادية على ايران. كما انها لاتريد ابعاد ايران نهائيا كلاعب اساسي في المنطقة لكونها مازالت تحقق التوازن والاستقرار على حسب وجهة النظر الامريكية. اضافة الى انها قد جعلت من ايران العدو الاول للعرب بدل العدو الاسرائيلي.. ولذلك فان الولايات المتحدة سعت للحصول على مساندة دولية لجهودها تجاه ايران لتحقيق اكبر ضغط عليها، وقد حققت بعض النجاح في هذا الصدد بعد ان اعلن كل من الرئيس الفرنسي ماكرون. والمستشارة الالمانية ميركل ورئيس الوزراء البريطاني جونسون مسؤولية ايران عن هجمات ارامكو السعودية خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة . وهذا يعد تحولا كبيرا في السياسة الاوروبية من مسالة المواجهة مع ايران. وقد دعوا بهذه المناسبة كافة الاطراف للتهدئة والجلوس على طاولة المفاوضات لحل المسائل العالقة. كما جرت الدعوة لمفاوضات جديدة للاتفاق النووي الذي الغته الولايات المتحدة الامريكية من طرف واحد
ان ضرب ارامكو رسالة ايرانية من ان منعها من تصدير وبيع نفطها لن يقتصر على ايران وحدها، وان دول اخرى ستتضرر من هذا القرار، ويتوجب الحاق افدح الاضرار بامدادات النفط العالمية، والغربية منها على وجه الخصوص ، اضافة الى مواجهة امريكا وحلفائها بقوة، في محاولة لرفع العقوبات النفطية التي اثقلت كاهها
امريكا تعلم جيدا ان خياراتها محدودة جدا في مواجهة ايران. بعد ضرب منشآت ارامكو السعودية. كما ان السعودية لاتريد الدخول لوحدها في مواجهة مع ايران رغم ترسانتها العسكرية من الطائرات الحديثة والمعدات العسكرية المتطورة الاخرى
والسعودية تدرك ان اي رد عسكري على ايران حتى لو كان جزئيا سيشعل المنطقة في حرب اقليمية مدمرة. فايران لديها اذرع عسكرية ممتدة من لبنان وسوريا الى العراق واليمن..كما ان تدخل السعودية في حرب اليمن لايمكنها من فتح جبهة اقليمية جديدة وواسعة
هذا بالاضافة الى ان المملكة العربية السعودية تعلم جيدا انها ستكون المرشحة القادمة لتطويقها وتهديدها، بعد انتهاء الربيع العربي وبدء الصراع الامريكي الايراني ( وقد سبق واكدنا ذلك في مقالة سابقة) ، ولذلك فهي حذرة جدا من اي مواجهة عسكرية، وانها تفضل مثل امريكا الابقاء على العقوبات الاقتصادية، ومن ثم حل النزاع الامريكي الايراني وكل المسائل الاقليمية المعلقة بالطرق الدبلوماسية وعدم التورط في اي حرب قد تبدأ بخطأ ما ولكنها لاتنتهي الا بالخراب والدمار وهذا لايصب في مصلحة اي دولة من دول المنطقة، ولا في العالم