18 أبريل، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

الهجوم المحرج و المربك

Facebook
Twitter
LinkedIn

الهجوم الأمريكي الذي استهدف و نجح في اغتيال قائد فيلق القدس الايراني “قاسم سليماني” ضمن اخرين علي رأسهم نائب قائد مليشيا الحشد الشعبي؛ هو بلا شك عمل محرج و مقلق و مربك لكل الاطراف، محرج لأمريكا لأنه بمثابة إعلان حرب علي دولة لها نفوذ و تأثير كبير في الشرق الاوسط و العالم الاسلامي “الذي لا تنقصه المهيجات”، ثم هجوم علي اراضي دولة “حليفة” دون تنسيق!
فهو محرج للعراق الذي يحكمه تحالف احزاب “طائفية” حليفة لأمريكا و موالية لايران!
ثم انه تم دون اخطار و موافقة الكونغرس؛ بمعني وضع امريكا في ما يسبق حالة إعلان الحرب دون اتباع ترتيبات إعلان الحرب!
كما انه “الهجوم” يمثل تهديد لمجمل دول الخليج “الخزان العالمي للوقود” بما يهدد سعره العالمي في أيام الشتاء هذه بعد ان يهدد استقرار و امن شعوب و حكومات الدول الخليجية “الحليفة لأمريكا”!
هذا الهجوم الذي اعطي اشارته الرئيس الأمريكي الذي يقود الفترة و المرحلة الاكثر ارتباكاً في تاريخ امريكا! اكثر ارتباكاً بسبب صعود شخص غير سياسي الي المنصب الاول أو (الموظف رقم واحد) كما يحلو للصحافة الأمريكية تسميته؛ في البيت الأبيض..
و يبدو ان الرئيس ترامب قرر ان يعمم ارتباكه و هو علي اعتاب موسم اعادة الانتخاب؛ علي الجميع بما فيهم منافسيه و خصومه الديمقراطيين!
و نقل ارتباكه الي العالم كله! لكن هناك من سبب لهم بهذه الخطوة ارتباكا اشد من ارتباكه!
فقطر مثلاً الدولة الخليجية الصغيرة ظلت تحتفظ دوماً بعلاقة قوية بأمريكا و علاقات مميزة بايران في نفس الوقت، و هذا الهجوم اصابها بشلل دبلوماسي كبير قبل ان تستفيق بعد انقضاء أربع و عشرون ساعة علي الهجوم المحرج و المربك لتبعث بوزير خارجيتها للتعزية في وفاة الجنرال و “تنقل رسائل امريكا لايران” و تحاول لعب دور وسيط تهدئة و تفاهم! فأي رد قوي أو متهور من جانب ايران يعني تفجير برميل المنطقة الذي تجلس قطر علي فوهته!
الجيد في الامر انه في وسط متاهة الاحراج و الارباك هذه تجلس ايران و هي اكثر المرتبكين و المحرجين، فجنرالها كان بمثابة مبعوثها السامي الي مناطق نفوذها في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و الباحث عن تقوية نقاط قوة ايران في سائر مناطق تواجد الشيعة (في البحرين و السعودية و الكويت و عمان) و بمثابة متصرف في شؤون تلك الاقاليم نيابة عن الولي الفقيه! و هي و إن كانت تستقوي و تتنفذ و تتدخل في شؤون بلدان المنطقة فهي عاجزة عن التصدي الفعلي للدور و الوجود الأمريكي!
حديث بعض الايرانيين و حلفاءهم عن انهاء الوجود الأمريكي في العراق لا يعدو كونه (تهويشا) و غاية دونها ما دونها.. لذا فان غاية ايران الفعلية حالياً هي ان تنقضي هذة المرحلة دون ان تخسر هي نفوذها و تأثيرها علي حلفاءها في المنطقة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب