لم يكن حزب البعث العربي الإشتراكي ، حزب إعتيادي تقليدي عابر في تأريخالعراق الحديث ، بل كان له الدور الأبرز في تغيير مسار الأحداث وصنعالثورات والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد العراق والإمة العربية .كان البعثيون ومازالوا أصحاب مشروع تنويري وحدوي حضاري كبير ينطلق نحوالإنسان ومجتمعه ويعمل على بنائه بنمط يتسم بالثقافة والرقي .لقد تعرض البعث ومنذ تأسيسه في أربعينات القرن الماضي إلى الكثير منالهجمات والزلازل التي كان الهدف منها القضاء عليه وإجتثاثه من جذوره لأنبقاء البعث شكل عقبة كبيرة أمام العديد من المشاريع الطائفية والرجعيةالظلامية والقطرية التي كانت تستهدف العراق بالتحديد كقاعدة إنطلاق نحوكل الأقطار العربية وهذا ماحدث لاحقا بعد الغزو الأمريكي عام 2003 لتفتحأبواب الجحيم الطائفي والإرهابي ليس في العراق بل في كل المنطقة .إن إستهداف البعث ليس بالجديد كما ذكرنا ، لكن تنوع هذا الإستهداف وتعددتأساليبه القذرة منذ 13 سنة وإلى اليوم بعد أن جندت أمريكا العالم خلفهالفرض مشروعها الفوضوي الإجرامي في العراق وكان في مقدمة هذا المشروع(إجتثاث البعث) كطليعة خيره مباركة لكل العراقيين فتكفل الفرس بالجزءالأعظم من هذا الأمر ، فكانت حملات تصفية عشرات الألاف من الكفاءاتوالضباط والأطباء والطيارين والعلماء ووجهاء القوم لا لسبب سوى إنهمبعثيين متمسكين بالعراق ، وزج الألاف في السجون وتشريد ومطاردة مئاتالألاف داخل وخارج العراق بعد سياسة قطع الأرزاق والأعناق التي أقرهاالحاكم الأمريكي “بول بريمر” كأول خنجر في خاصرة العراق وهو القرار رقمواحد (إجتثاث البعث) .بفضل صمود البعثيين أصاب الفشل كل المؤامرات والدسائس وحملات الشيطنهضدهم وضد حزبهم ، وهو بالتأكيد ما سيصيب الحملة الجديدة ضد البعث والتييقودها بعض ضعاف النفوس وهدفها ضرب البعث من داخله (وهذا محال) عن طريقالطعن بقيادته وتشويه وتزوير مواقفة الثابتة عبر جملة من الأكاذيب والقصصالخرافية التي توجه للعراقيين في هذا الظرف بالذات بعد أن إنكشف زيف كلشيء وبان للقاصي والداني حجم المؤامرة الكونية ضد البعث والعراق وبعدسقوط كذبة الإحتلال بالديمقراطية والحرية وفشل مشروعه البغيض “العمليةالسياسية” وصراع حكامها اللصوص فيما بينهم .إن المستفيد الوحيد من أي حملة معادية ضد البعث هو المشروع الأمريكيالفارسي وأذنابه حكام المنطقة الخضراء لأن البعث يشكل لهؤلاء كابوس لايفارقهم ويقض مضاجعهم ، فمن يهاجم البعث ورفاقه هو مجند ضمن هذا المشروعسواء كان يعلم أم لا ، فالعدو واحد والهدف واحد …