هنالك اكثر من تداخل في الأهداف المزدوجة التي تكمن خلف وأمام هذه الضربة العنيفة القادمة , فإحدى الأهداف الستراتيجية ” غير البائنة ” وراء ذلك , ( والتي احدى أهم أسسها هي كم ستطول وكم ستستغرق من الأيام وربما اكثر ) , في تصوّرات القيادة العسكرية الإسرائيلية أنّ مشاغلة قوات حزب الله وإلهاءها بالقصف الصاروخي والمدفعي المكثّف من الجو ومن البحر , ومن منطقةٍ محتملة < افتراضياً > داخل الأراضي اللبنانية بعيدةً عن مواقع حزب الله وتجري فيها عملية إنزال بالمروحيات العسكرية الإسرائيلة وبما قد تحمله من آلياتٍ عسكرية شديدة التسليح وكوماندوس وسواها , بغية تعدّد اتجاهات النيران على مواقع حزب الله , ممّا قد يربك القيادات الميدانية وحتى العليا للحزب , ويمنعها ويحول بينها وبين الشروع بالقصف الصاروخي وارسال المسيّرات المتفجّرة على الأهداف والمناطق في شمال اسرائيل ” برغم من فتح وتشييد ملاجئ جديدة هناك .! ” …
منذ لحظة بدء الهجمة الأسرائيلية المقبلة , سوف يتضاعف تركيز عمل الأقمار الصناعية الأسرائيلية المخصصة للتجسس والتنصّت ايضا .! < القمر الصناعي أفق 8 , ريست , أفق9 , عاموس 4 , وآخرها قمر أفق 10 ” الذي جرى اطلاقه في السنة الماضية ” وبذات التزامن اللحظوي ستكون ادامة ” ربما على مدار الدقيقة ” لطائرات الإستطلاع الجوي والتصوير وبالمُسيّرات الخاصة وبمرافقة المروحيات الهجومية والمقاتلات والقاذفات , لكشف أيّ فتحةٍ ينطلق منها صاروخ او مسيّرة فلسطينية من تحت الأرض , كيما يجري دكّها بالقنابل الأمريكية الثقيلة الوزن , المخصصة ضد التحصينات الخرسانية , علماً أنّ القيادة العسكريّة الإسرائيلية على ادراكٍ مسبق بشبكة انفاق حزب الله الأكثر تعقيداً وامتداداً من شبكة الأنفاق في قطّاع غزّة < حيث طبيعة الأرض في الجنوب اللبناني صخرية وصلبة على عكس مما في غزّة > وقد كشفت بعض الصور القليلة المنشورة عمداً , عن مدى سعتها ومجالات سير المركبات العسكرية فيها , وهي مزودة بالكهرباء غير القابلة للإنقطاع , مع لوجستياتٍ حربيةٍ اخرى.
ما يصدر من تصريحاتٍ من مصادرٍ عسكريةٍ اسرائيلية عُليا , ومعها من وزراءٍ صهاينة لا علاقة لهم بشؤون الحرب والسياسىة الخارجية , فلا يخلو من متطلبات الحرب النفسية المرفقة مع كلّ الحروب ” تأريخياً وفي الماضي والحاضر القريب ” .
لم يعد يختلف اثنان ” متضادّان ” من أنّ نتنياهو يهدف في استعلال واستثمار هذه الهجمة القادمة وغير المبررّة لإمتصاص ردود الفعل للجمهور الأسرائيلي في الداخل وخصوصاً في المدن والمستعمرات في شمال اسرائيل , الذين اضطرّوا الى ترك منازلهم ومناطقهم جرّاء وازاء عمليات قصف حزب الله وبنحوٍ يومي , وذلك ما يستفيد منه رئيس الوزراء الإسرائيلي في تمديد ولايته , ووأد محاولات المعارضة لإسقاطه وازاحته من قيادة اسرائيل وما حلّ بها من خسائرٍ في القتلى والمعوقين والخسائر المادية الأخرى .! , ايضاً يستفيد نتنياهو هذا من تحويل اتجاهات رؤى التظاهرات المليونية في مختلف الدول الغربية وسواها ضدّ بشاعة وهمجية الحرب على جموع الآلاف المؤلّفة من المدنيين والطفال في مدن القطّاع ( وقد دخلت تركيا مؤخراً بالضد ” من هذا النهج الذي تتبناه اسرائيل , وهددت بالتدخل عسكرياً – رغم أنّ ذلك لم يصل الى ما ابعد من اتصريحات الأوليّة .! لكنه موقف على الأقل ! ) .
في ذات السياق , فإنّ ما يؤرّق ويصدّع القيادات الإسرائيلية فإنّما يكمن على الأقل , اذا ما استوعبَ حزب الله في معركته الدفاعية المفترضة , واحتواء عنف الهجوم الأسرائيلي , وحوّلَ المسار الى إنزالِ ضَرَباتٍ ماحقة وموجعة بأشد درجات الأوجاع ” عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ” في العمق الأسرائيلي , وفد تغدو تل ابيب في سُلّم الأولويات .!
< لابدّ ” وفي خلال هذين الأسبوعين الماضيين او نحوها , أن جرت اعادة هيكلة تسليحية ” مُحدّثة ومتطوّرة وسريعة ” ممّا قد يفاجئ ويُدهش القيادات الأسرائيلية ” > , ودونما أيٍ من ادوات الجزم على ما سيعقب هذا الإنتظار الحارّ – الأشدّ سخونةٍ في هذا الصراع الأقليمي – الدولي , الفاقد للعناصر القومية العربية للأسى والأسف .!