22 نوفمبر، 2024 11:59 ص
Search
Close this search box.

الهجمة الإسرائيلية المركّزة والمرتقبة على لبنان .!

الهجمة الإسرائيلية المركّزة والمرتقبة على لبنان .!

هنالك اكثر من تداخل في الأهداف المزدوجة التي تكمن خلف وأمام هذه الضربة العنيفة القادمة , فإحدى الأهداف الستراتيجية ” غير البائنة ” وراء ذلك , ( والتي  احدى أهم أسسها هي كم ستطول وكم ستستغرق من الأيام وربما اكثر ) , في تصوّرات القيادة العسكرية الإسرائيلية أنّ مشاغلة قوات حزب الله وإلهاءها بالقصف الصاروخي والمدفعي المكثّف من الجو ومن البحر , ومن منطقةٍ محتملة < افتراضياً > داخل الأراضي اللبنانية بعيدةً عن مواقع حزب الله  وتجري فيها عملية إنزال بالمروحيات العسكرية الإسرائيلة وبما قد تحمله من آلياتٍ عسكرية شديدة التسليح وكوماندوس وسواها , بغية تعدّد اتجاهات النيران على مواقع حزب الله , ممّا قد يربك القيادات الميدانية وحتى العليا للحزب , ويمنعها ويحول بينها وبين الشروع بالقصف الصاروخي وارسال المسيّرات المتفجّرة على الأهداف والمناطق في شمال  اسرائيل ” برغم من فتح وتشييد ملاجئ جديدة هناك .! ” …

   منذ لحظة بدء الهجمة الأسرائيلية المقبلة , سوف يتضاعف تركيز عمل الأقمار الصناعية الأسرائيلية المخصصة للتجسس والتنصّت ايضا .! < القمر الصناعي أفق 8 , ريست  , أفق9 , عاموس 4 , وآخرها قمر أفق 10 ” الذي جرى اطلاقه في السنة الماضية ”  وبذات التزامن اللحظوي ستكون ادامة ” ربما على مدار الدقيقة ” لطائرات الإستطلاع الجوي  والتصوير وبالمُسيّرات الخاصة وبمرافقة المروحيات الهجومية والمقاتلات والقاذفات , لكشف أيّ فتحةٍ ينطلق منها صاروخ او مسيّرة فلسطينية من تحت الأرض , كيما يجري دكّها بالقنابل الأمريكية الثقيلة الوزن , المخصصة ضد التحصينات الخرسانية , علماً أنّ القيادة العسكريّة الإسرائيلية على ادراكٍ مسبق بشبكة انفاق حزب الله الأكثر تعقيداً وامتداداً من شبكة الأنفاق في قطّاع غزّة < حيث طبيعة الأرض في الجنوب اللبناني صخرية وصلبة على عكس مما في غزّة > وقد كشفت بعض الصور القليلة المنشورة عمداً , عن مدى سعتها ومجالات سير المركبات العسكرية فيها , وهي مزودة بالكهرباء غير القابلة للإنقطاع , مع لوجستياتٍ حربيةٍ اخرى.

   ما يصدر من تصريحاتٍ من مصادرٍ عسكريةٍ اسرائيلية عُليا , ومعها من وزراءٍ صهاينة لا علاقة لهم بشؤون الحرب والسياسىة الخارجية , فلا يخلو من متطلبات الحرب النفسية المرفقة مع كلّ الحروب ” تأريخياً وفي الماضي والحاضر القريب ” .

   لم يعد يختلف اثنان ” متضادّان ” من أنّ نتنياهو يهدف في استعلال واستثمار هذه الهجمة القادمة وغير المبررّة لإمتصاص ردود الفعل للجمهور الأسرائيلي في الداخل وخصوصاً في المدن والمستعمرات في شمال اسرائيل , الذين اضطرّوا الى ترك منازلهم ومناطقهم جرّاء وازاء عمليات قصف حزب الله وبنحوٍ يومي , وذلك ما يستفيد منه رئيس الوزراء الإسرائيلي في تمديد ولايته , ووأد محاولات المعارضة لإسقاطه وازاحته من قيادة اسرائيل وما حلّ بها من خسائرٍ في القتلى والمعوقين  والخسائر المادية الأخرى .! , ايضاً يستفيد نتنياهو هذا من تحويل اتجاهات رؤى التظاهرات المليونية في مختلف الدول الغربية وسواها ضدّ بشاعة وهمجية الحرب على جموع الآلاف المؤلّفة من المدنيين والطفال في مدن القطّاع ( وقد دخلت تركيا مؤخراً بالضد ” من هذا النهج الذي تتبناه اسرائيل , وهددت بالتدخل عسكرياً – رغم أنّ ذلك لم يصل الى ما ابعد من اتصريحات الأوليّة .! لكنه موقف على الأقل ! ) .

  في ذات السياق , فإنّ ما يؤرّق ويصدّع القيادات الإسرائيلية فإنّما يكمن على الأقل , اذا ما استوعبَ حزب الله في معركته الدفاعية المفترضة , واحتواء عنف الهجوم الأسرائيلي , وحوّلَ المسار الى إنزالِ ضَرَباتٍ ماحقة وموجعة بأشد درجات الأوجاع ” عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ” في العمق الأسرائيلي , وفد تغدو تل ابيب في سُلّم الأولويات .!

< لابدّ ” وفي خلال هذين الأسبوعين الماضيين او نحوها , أن جرت اعادة هيكلة تسليحية ” مُحدّثة ومتطوّرة وسريعة ” ممّا قد يفاجئ ويُدهش القيادات الأسرائيلية ” > , ودونما أيٍ من ادوات الجزم على ما سيعقب هذا الإنتظار الحارّ – الأشدّ سخونةٍ في هذا الصراع الأقليمي – الدولي , الفاقد للعناصر القومية العربية للأسى والأسف .!

أحدث المقالات