تقتضي اشارةٌ خاصّة ” اولاً ” أن طيلة الحرب او المعارك الدائرة بين روسيا واوكرانيا منذ شباط – فبراير لعام 2022 والى غاية الآن , فلم يجرِ اطلاق رشقةٍ مكثّفة بالمسيّرات والصواريخ دفعةً واحدة , كما حصلَ في الضربة الإيرانية على اسرائيل .. والتساؤل شبه المبهم عن هذه الأعداد من الوسائل الجوية الأيرانية ” خارج نطاق الحسابات العسكرية ” , فأغلب الظّنون أنّ القيادة العسكرية الإيرانية قد تحسّبت مسبقاً وافتراضاً أنّ اعداداً ما من هذه الصواريخ والدرونز لابدّ من اسقاطها من طائرات الأمريكان والأنكليز والفرنسيين اضافةً الى اسرائيل , وبالتالي فالرهان الأيراني على ما يتبقّى من المسيّرات والصواريخ التي قد ” تفلت ” وتصل الى اهدافها المرسومة مسبقاً , وهذا ما حصلَ فعلاً رغم قلّة اعدادها .! , كما جليّاً بدو او يترآى أنّ الأيرانيين لم يتحسّبوا بأنّ الأمريكان سيوقفون نظام GPS – < وهو نظام التموضع العالمي للملاحة اللاسلكيّة ويتخذ من الفضاء قاعدة له > وقد جرى ايقافه لساعةٍ كاملة , ممّا ادّى الى افتقاد القدرة على توجيه الدرونز والصواريخ الأيرانية التي برفقتها , وقد ساعد ذلك بحيوية على التشويش على هذه ” الأسلحة الجوية الفارسية ” وتسهيل اصطيادها .!
في ذات الشأن ومن زاويةٍ اخرى , فمنَ المفارقات السياسية – Political Paradox or Contradictory ,
والتي لم تحدث احداثها في الحروب , فإنّ كلا الطرفين الإسرائيلي والأيراني < بشكلٍ خاصّ > كانا يتبادلان الرسائل مع الإدارة الأمريكية مسبقاً حول طبيعة الضربات ! وامكنة سقوطها المختارة والمنتخبة ممّا لا تسبب اية اضرارٍ للمدنيين الأسرائيليين , وهذا ما اكدّته كبريات وكالات الأنباء العالمية والشبكات والقنوات الفضائية .!
بإبتعادٍ ” سوقيٍّ وفق التعبير العسكري ” وستراتيجيٍّ من زواياً سياسيةٍ منفرجة , فقد تحوّلت معاداة الرأي العام العالمي والتظاهرات الإحتجاجية المتضادة لإسرائيل ونتنياهو على المجازر الفظيعة التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة وما خلّفته من آلافٍ مؤلفة من الضحايا , الى فتورٍ يدنو من البرود الدافئ لهذه الهجمات الأيرانية الأخيرة وكتحصيل حاصل لا يخلو من أبعادٍ سيكولوجية – سوسيولوجية مشتركة .! وربما بتأثيراتٍ مرسومة من خبراءٍ في علم النفس وفنّ الدعاية والإعلام . وبناءً ” غيرَ مُشيّدٍ على ذلك ” فلو اكتفت القيادة الأيرانية بإطلاق طائرةٍ مسيّرةٍ ومحمّلة بالمتفجرات على ايّ سفارةٍ اسرائيليةٍ في أيٍّ من دول العالم ( عبرَ وكلائها وأذرعها المنتشرة ) فما كان لتصل الأمور الى الحدّ الذي لم تتضح بعد لما قد تصل اليه الأمور المتضادة القادمة , رغم الإدراك المسبق اعلامياً بأنها ستغدو تحت السيطرة شبه المطلقة .!