7 أبريل، 2024 1:58 م
Search
Close this search box.

الهجره الى الحبشه في زمنٍ اخر..

Facebook
Twitter
LinkedIn

هي ليست دعوه للاستهانه بالجانب النظري في الحياة ولكن ثمرة الجانب النظري هو التطبيق العملي ليتحول الى واقع مثمر يمكن للقاصي والداني قراءته من خلال المشاهده للصورة التي تطرح نفسها، فباتت الحَكٓمْ والمواعض عسيرة الهضم في يومنا هذا لانها استقرت في بُطُون الكتب وأخذ يرددها ويتغنى بها ابطال المنابر هنا وهناك ويروجوا من خلالها كسلعٍ ماأنزل الله بها من سلطان حتى علت اصواتهم منشزةً من مصادر مختلفه لنقل تلك الرساله ليصل الحال بالفرد عند سماعه لذلك النداء بالقرف الذي يضطره الى ان يقلب موجة الراديو او يبحث عن قناة اخرى في جهاز التلفاز او يقلب صفحة الجريدة من اول مشاهدة للصوره التي بدت لاتعنيه ، ودليلنا هنا هذه المره ذلك الانعطاف في بوصلت الهجرة الاخيره لتولد غربيه الهوى على الرغم من تجاذبه الشرقي من حيث الجذور واللغه والدين والعادات والتقاليد وما الى ذلك من القواسم المشتركه نظرياً ولكن تجاوزها هذه المرة لم يكن ركلاً لتلك النعمه التي انعم الله بها عليه ولكن كان بحثاً وتقصياً عن القيم الانسانيه او عن طريقة المعامله ( كون ان الدين هو المعامله ) كما عرفنا وتعلمنا، وأنها وفي زمننا هذا عزَّتْ علينا لتصبح من النوادر التي ضمتها كتب التاريخ بين أحضانها لتحفظ ابطالها من تشوهات العصور.
     وتعليلاً لذلك الانحراف في الاتجاه للبوصله له اسبابه نذكر منها:- حيث يأبى هنا المهندس،الدكتور،أستاذ الجامعه،الصيدلي وغيرهم من أفراد ان يكونوا عبيداً أذلاء لاسقاطات مراهق سعودي  او   ( مراهق في الخليج الكارثي ) يتحكم بهم كونه الكفيل لبقائهم او تسفيرهم متى يشاء ناهياً بذلك خدماتهم ليضعهم امام   منعطف    جديد ، وأبت  كذلك المرأة التي استشهد زوجها لتصبح فجأةً ارملةً معيلةً لأطفالها ان ترى نفسها جاريه تتنقل بين الرجال تحت غطاء الشرع والدين ويأبى هو الاخر من يعمل في المجال الخدمي ان يعمل لسبعة ايامٍ في الأسبوع وعلى مدي ٢٤ ساعة وجوازه يحتفظ به المواطن كما يسمونه، وابى غيرهما لذلك الشرع الذي شرعه الأفراد لأنفسهم ليستعبدوا الأحرار الذي ألمت بهم مصائبُ الدهر ليكون ٓبلدالمؤامره هو من أمن العيش فيه وبلدان الحضارات استفحل الاٍرهاب وفخخ كل زواياها محاولاً طمس هويتها ووطنيتها.
     إذاً فهي الهجرة الى الحبشه لكن غرباً هذه المره لأنهم يقولون ان فيها ملكاً عادلاً لايظلم عنده احد واتفق عليها هؤلاء على اختلاف طوائفهم وخلفياتهم دون ان يلتقوا ليبحثوا عن هدف الانسانيه التي تؤمن تلك الحياة والتي فيها يعاقب الانسان  على أخطاءه لا على انسانيته ولا تزر وازرةٌ وزر اخرى، ولا يظلم على أساس تلك الترجمة الخاطئه والتأويلات المنحرفه للدين الذي هو في الأساس دين يسر لاعسر. وكما ان لكل امرٍ مخاطره فالمأساة هي في مفترق ذلك الطريق الذي يلتهم فيه البحر الجزء الأكبر وتصل الثلة الباقي وهي تحمل في جعبتها احزاناً وشجوناً لفقدان وطن انقضت عليه الفطائس لتمثل دور الأسود وفقدان عزيزاً كان يزحف للبحث عن أمان ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب