نقل لي أحد الأصدقاء منظراً من مطار بغداد الدولي وتحديداً في ساحة عباس بن فرناس،إذ وصفه بالمنظر المأساوي حين قال أن الشباب كلهم يهاجرون وسط صيحات وبكاء الأمهات وكأننا في منظر تشييع جنائزي مع بكاء خجول من الشقيقات وهناك من الشباب من ترك زوجته ( لاأعلم ) لمن تركها دون أن يفكر ولو لوهلة بإمكانية وسوسة الشيطان لها مع أولاد الحرام حيث تذهب مرغمة ومتلهفة ومجبرة وعاشقة لفراش العشق الذي يكاد يكون أجمل كثيراً من فراش الزوجية مع توابل إبليس، وحين يعلم الزوج ( الفاشل المهاجر ) بأنها خانت العهد يكاد يقول هكذا هن ( النساء ) غادرات وهو من ذهب بغباء بحثا عن اوربية بيضاء شقراء بعطر ( الثوم ) ورائحة العرق الجاف الذي يكاد أن يكون افضل وسيلة لهروب الرجال حيث قذارة (الأبط ) ورائحته النتنة .
اختلفت الأجيال فهذا الشاب لو عدنا لجيل واحد فقط واقصد لوالده لوجدته مثالا للوطنية فالمعارك في العراق استمرت سنوات اخذت معها خيرة شبابنا ولكن لم يهرب منها إلا جبناء اليوم ( ساسة ما بعد الغيرة ) والكل من الشمال إلى الجنوب شارك بها بشجاعة العراقي الأصيل.
جيل اليوم جيل (النستلة) أو جيل الفشل الإجتماعي، المهم فايبر وفيسبوك ونساء وبعض المشروبات الروحية التي تضمن له بعض النشنشة دون احترام لتاريخ بلد ولا لعرض نساء ولا لقيم دين ولا لأخلاقيات العرب .
لنذهب أبعد في كلامنا ونقول ماهي المهنة التي سيحصل عليها هذا الشاب أو ذاك، في أفضل الأحوال سيكون عاملاً ذليلاً إن لم تتلقفه مافيات الفساد ويكون كبشا لهم، نعم عامل في اماكن لا يتحمل جهدها حتى ( الحيوان ) فأفضل ما يكون هو أن يكون عاملا في مجزرة خنازير أو ديك رومي أو عامل خدمة في مطعم أو في معمل لصنع المشروبات الروحية يعمل أكثر من ثمان ساعات دون صوت يخرج من فمه لأن الحديث في العمل ممنوع وله مرة واحدة أن يذهب إلى الحمام ( عفوا ) .
يبقى عامل ليوم الدين ولا تغر الشباب اللغة التي يتعملها أو يرسل كذا صورة وهو واقف ضمن ( كروب ) نساء يخدع بها الشباب من الأصدقاء وهي محاولة منه لمداراة الفشل الإجتماعي والخطة التي سار عليها هذا الشاب .
من يقول أن بعضهم ذهب بشهادة بكالوريوس طب أو هندسة أو غيرها وهنا نقول لا تنفع شهاداتنا خارج العراق وهي عبارة عن ( ورقة ) عليهم أن يعلقوها في شققهم المزرية فحسب، فهناك من تخرج من الطب وعمل طبيباً في العراق وها هو بعد 5 سنوات يعمل في اميركا ( بائع كارتات ) دخول للمستشفى، وهناك من انهى الصيدلة وذهب للخارج وهو الأن يعمل ( كاشير ) في اسواق حاله حال العامل ( الهندي ) الذي جاء من الهند بدون تحصيل علمي .
مشكلتنا نحن العراقيون نندفع عاطفيا مع كل حدث ، فإن وصل كذا شاب لالمانيا ( البلد الاكثر تخلفا عرقيا ) فهذا لا يعني أن الشاب دخل في كابية الإنسانية التي يعتقدها الجالس في العراق ، لا اخوان فهو تحول من شاب محترم في وطنه لذليل غير محترم خارج وطنه .
أكرر يبقى العراقي عامل خارج العراق ولو كان بشهادة عليا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص :
1.عندما تضعف الغيرة في شبابنا ترى مطار بغداد يعج بهم تاركين الأهل والنساء دون معيل ولو بالأسم .