19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

لماذا هذا الدفاع عن الهاشمي والاعتراف سيد الادلة ؟ لماذا والرجل ليس ضعيفا فهو ثاني مسؤول في الدولة ولديه عشرات القانونيين ؟ فلو لم يكن الهاشمي متهما بل ومدانا لماذا اذن هرب الى كردستان ؟ . هذه اسئلة نطرحها على من شكك بنزاهة القضاء العراقي وهو قضاء برأ اعضاء كبارا في نظام صدام من بعض التهم الموجهة اليهم في جريمة الدجيل , وتصفية الاحزاب الاسلامية , والانتفاضة الشعبانية وغيرها , وكان صدام نفسه يقول مايشاء في المحكمة امام التلفاز , فلماذا لا يمثل الهاشمي امام القضاء وليقل مايريد امام الشاشة ؟ . لقد سبق للقضاء العراقي ان رد رفع الحصانة عن مثال الالوسي على مجلس النواب وارجعه الى المجلس  وهذا يدل على ان القضاء العراقي حيادي وشفاف وهو افضل قضاء في المنطقة , لانه لم ينثن امام قرار رفع الحصانة على الرغم من التصويت عليه من قبل عشرات النواب , كما سبق للقائمة العراقية ان استشارت القضاء العراقي في كثير من الاشكالات , فهل صار هذا بعيدا عن الحياد لان المتهم الهاشمي ؟ وهل هذا القضاء سيكون مسيسا وغير حيادي بنظر العراقية لو كان المتهم نائبا عن دولة القانون او وزيرا من وزرائها ؟ هل يختلف الهاشمي في تورطه في الارهاب عن الضاري ومشعان والجنابي والدايني و , و , والقائمة تطول . هل تعلمون ان المقبور الزرقاوي كان يحتفظ بارقام هواتف عشرات المسؤولين المحليين والاجانب وقد وجدت هذه الارقام معه عندما تم قتله ومنعت امريكا الحكومة العراقية من تعقب جماعة الزرقاوي انذاك لانها كانت لها اجندة خاصة في ابقائهم بعيدا عن المساءلة القانونية  ؟
يجب ان يفرق السياسيون والمسؤولون في تصريحاتهم بين ملف القانون والقضاء والجرائم وملف الازمات السياسية , فلكل ملف لغته , فلغة الاتهام والقضاء تشبه لغة الرياضيات , فهي تتحدث عن مواد قانونية تنطبق على حالات وافعال محددة ولكل مادة رقم محدد مثل المادة اربعة ارهاب التي اتهم بها الهاشمي . اما لغة السياسة فهي لغة مطاطة لا يخرج المستمع اليها بحقيقة موضوعية لانها لغة تدليس ونفاق وتشويش , فلاهي بيضاء كالثلج ولا هي سوداء كالفحم .
اعتقد ان الاعترافات التي ادلى بها افراد حماية الهاشمي وكشفوا فيها تورطه بدعم الجماعات الارهابية وقيادته لها كان مفاجئا ليس فقط لجماهير القائمة العراقية التي انتخبته بحسن نية , وانما كان مفاجئا لبعض كوادر العراقية من الصف الثاني , لان هؤلاء وغيرهم لايطلعهم الخماسي الذي يقود العراقية على كل الخطط والاجندات , وانما وظيفة الصف الثاني اكثار التصريحات والتشويش على وقائع الاحداث ليس اكثر , وفي مقدمة هذا الصف حيدر الملا والدملوجي وامثالهم , فهؤلاء لا يعرفون حقيقة اجندة القائمة العراقية , وانما الذي يعرفها على حقيقتها رؤساء مخابرات السعودية وقطر والامارات والاردن لان العراقية – ويؤسفنا ذلك – تشكلت وما زالت على اساس انها جزء من المخطط الاقليمي الطامع باضعاف العراق وتجزئته وآن الاوان لتنفيذ هذا المخطط بعد ان تم الانسحاب الامريكي من العراق فكانت الخطوة الاولى للتجزئة اعلان محافظات القائمة العراقية انها اقاليم مستقلة , ان المؤامرة اكبر مما يتصور الذين يدافعون عن ارهاب الهاشمي ورفاقه , المؤامرة في جزء منها اقتطاع اجزاء مهمة ورئيسة من العراق والحاقها بالاردن وسوريا بعد اسقاط بشار الاسد , واحياء حلم تركيا بضم الموصل والاستيلاء على كركوك طمعا في النفط الذي سيصل سعر البرميل الواحد منه الى ( 200 ) دولارا امريكيا .
وفي هذا الجزء من المؤامرة اقتطاع مساحات واسعة من البصرة والحاقها بالكويت . ان لهذا المخطط افاعي وخونة منافقون ومتاجرون يتذرعون بازمات هم يخلقونها ثم يشكون منها ويدعون الى تطويقها , كل ذلك لاشغال العراق والحكومة بدوامة الخلافات السياسية والازمات والابتعاد عن برنامج التنمية والتطوير  .
من فجر قضية المطالبة بالاقاليم عشية الانسحاب الامريكي ؟ من اتهم رئيس الحكومة بانه اسوأ من صدام مع انه يعمل نائبا له ؟ من امتنع عن تقديم وزير دفاع لائق لا تشوبه شائبة البعث الصدامي ؟ من يدعو الى تدخل دولي وعربي في العراق في كل تصريح يدلي به ؟ من وصف شهداء الحركة الاسلامية ومجاهديها باوصاف صدام بانهم خفافيش الظلام ؟ هل يوجد غير القائمة العراقية وقادتها الذين اجتمعت ابدانهم وتفرقت قلوبهم خلف هذه الازمات ؟ .
ان كشف ملفات الارهاب التي كانت واشنطن تتكتم عليها هي بداية الطريق الى عراق مستقر .
[email protected]