23 ديسمبر، 2024 12:36 ص

الهاشمي..شهيد الصوت الوطني العراقي والكلمة الاصيلة!!

الهاشمي..شهيد الصوت الوطني العراقي والكلمة الاصيلة!!

لم يكن الشهيد د. هشام الهاشمي باحثا وكاتبا وصحفيا مرموقا فحسب، بل كان فيلسوفا وقامة شاهقة في مضمار الكلمة المعبرة عن الاصالة العراقية في أبلغ معانيها، ورفض أن تخضع هامة العراق للانحدار الى ما لايرتضيه أي عراقي شريف، في أن يكون تابعا للغير أو ينفذ أجندة غير عراقية، لا تنتمي الى تاريخ هذا البلد المشرف وعطائه الإنساني الثر!!

واغتيال الدكتور هشام الهاشمي، ليست خسارة كبيرة فحسب ، بل صدمة مروعة ، أقدم عليها جبناء العصر ومرتزقة الدول، ومن خانوا شعبهم ووطنهم، وان ارتضوا ان يعتاشوا على فتات من ارتضوا ان يكونوا أدوات قذرة للعمالة وللسحت الحرام، دون وازع من ضمير أو رادع أخلاقي!!

قتلة الدكتور هشام الهاشمي، واضحون ومعروفون، ويكون بمقدور أجهزة الأمن إكتشاف القتلة ، والسلاح المنفلت ، الذي راح كثير ممن ارتضوا ان يكونوا أدوات ماجورة للغير، أن يحملوه، وعلى مرأى ومسمع مناطقهم وجمهورهم، لاستهداف من يكون أحد اهداف تلك العصابات الماجورة ، لإسكات كل صوت وطني عراقي أبى ان تنحني رقاب العراقيين لدول مارقة ومأجورة ، وهي نفسها من تقتل القتيل وتمشي في جنازته!!

ولو تابعت مضامين ومقولات الشهيد، ومن كان يستهدف جسده وروحه ، وهو الذي كان يروم التحدث عنها لاحدى الفضائيات العربية في تلك الليلة..والقضية لاتحتاج حتى الى شاهد أثبات ، لكي يكشف عن الجناة، وهم أقرب اليه من بيته، ومن منطقته، ولن يكونوا من خارجها، وكل معطيات الجريمة يمكن ان تتوفر مشاهدها من خلال تتبع حركة الكاميرات على طول الطريق الذي سلكوه، وجمع المعلومات من خلال سكنة المنطقة ومن تابعوا فصول الجريمة، لو كانت هناك إرادة حقيقة للكشف عن الجريمة وتقديم الجناة الى العدالة، وعدم المراوغة في إعطاء المعلومات الحقيقية عمن شارك في تلك الجريمة ومن يقف وراءها، وتكاد اكثر الجرائم وضوحا، واختصارا للزمن في البحث بين مضامينها ودلالاتها، إن كانت هناك جدية فعلا في كشف القتلة ، والتي نفذها شباب مراهقون، على دراجات نارية ، ما ان يمكن تتبع مسارها عبر الكاميرات، حتى يتوصل المحققون الى ملامح تقربهم الى كشف الحقيقة ، بصورة أكثر يسرا مما يتصورون!!

القاتل ، بل القتلة جوقة خارجة عن القانون، وهي تعرف نفسها على أنها ستلقن كل صوت وطني عراقي رصاصة الرحمة ، ما ان يريد ان يقول كلمة تنصف هذا الشعب المظلوم كي تنتشله من براثن السقوط في مهاوي الضياع الى إشراقة شمس تفتح امام العراقيين فجرا مضيئا ، بأن عهد الاجرام والقتل ومسلسل الترويع لابد وان يتوقف، وان الصوت الوطني العراقي الأصيل ، هو من ينتصر في خاتمة المطاف، طال الزمان أم قصر!!

ومن حق عشيرة الرجل ان يكون لها صوت مسموع، حتى وان اخذ القانون دوره ومجراه ، ليس لأننا ضد القانون وما يقرره القضاء، ولكن لان عشيرة الهاشميين المعروفة برجالاتها المليئين ثقافة موسوعية ووطنية عراقية متأصلة في عروقهم، ولديهم قامات من الرجل محل فخر العراقيين، فانهم لابد وان يثأروا لابنهم البار وصوتهم العراقي الهادر، لكي لايذهب دم أبنائهم هدرا بين القبائل!!

إن كل نخب العراق ومثقفيه وقطاعاته المختلفة تدين تلك الجريمة الشنعاء وتشجب فعلة القتلة الجبناء التي إمتدت الى تلك القامة الشاهقة التي تشكل فخر العراق ونخيله الشامخ وثمره الطيب، اما الحثالات والساقطون في مهاوي الجريمة ، ويعانون من عقد النقص والسلوك المنحط ، فمصيرهم مزبلة التاريخ بكل تأكيد!!

رحم الله الفقيد الدكتور هشام الهاشمي الباحث الاكايمي والإعلامي القدير، والذي كانت لها اسهامات لاحدود لها في منهج البحث عن الحقيقة وفي مجابهة الإرهاب بكل صنوفه، سواء جاء من غرب العراق او من شرقه، ومن شماله الى جنوبه، وسعى الفقيد في كل كلمة نطقها او صدح بها الى رفع مكانة العراق واعلاء شأنه، بين الأمم!!

وحين تتعرض الكلمة الحرة الى الوأد على ايدي عناصر ضالة ومنحرفة وذات ولاءات رضيت بالعمالة للاجنبي، فأن صوت الحق سيبقى هادرا وسيعلوا سيفها البتار، ولابد من ان ينتصر دعاة الحق وأهل الفضيلة، ويخسر المجرمون سمعتهم في الدنيا والاخرة، بمحاولاتهم إسكات كل صوت وطني عراقي أصيل، برصاصهم الغادر الجبان!!

ألا شلت ايادي القتلة والمجرمين واذاقهم الله عار الدنيا وخزي الآخرة..ولأهل وذوي الفقيد ومحبيه من كل النخب العراقية وقاماتها الشاهقة الدعوات بأن يسكنه الباري فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه وعشيرته الصبر والسلوان..وانا لله وانا اليه راجعون!!