16 أبريل، 2024 8:45 ص
Search
Close this search box.

الهاربون من خيمة الدولة

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل أيام كنتً اتابع فلم ( 12 strong ) وهو يتناول فترة من فترات الحرب في أفغانستان ، ومما اثار انتباهي الحوار الذي دار بين زعيم أفغاني مع ضابط امريكي ، وهو يشرح طبيعة الصراع بين الفصائل المسلحة هناك معبرا عن محنة هذا البلد : ( اننا في أفغانستان مقبرة امبراطوريات ) ، حينها عادت بي الذاكرة الاف الكليومترات الى الأوضاع الأمنية والسياسية التي يشهدها العراق ومستوى تصاعد وتيرة التفجيرات الإرهابية وعمليات الحرق التي تطال عددا كبيرا من مؤسسات الدولة ومنها المستشفيات .

تعول الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية على إبقاء العراق في ظل ( مقبرة الامبراطوريات ) من خلال التأثير في الرأي العام العراقي وبث روح اليأس والسلبية تجاه مخرجات الانتخابات النيابية القادمة في العاشر من تشرين الأول ، وبعبارات مؤدلجة ( ماكو حل / ما راح يصير تغيير / نفس الوجوه راح ترجع ) وهذه العبارات واضحة الدلالة لكل ذي لًب بانها تخدم مصالح تلك الدول والأطراف السياسية التي ربطت مصيرها بمصائر تلك الدول وأنظمة الحكم فيها ، ولا تعبر بالضرورة عن مصالح العراق ومستقبل أبنائه ، مع ان الاستحقاق الانتخابي القادم هو مطلب مرجعي وشعبي ودولي وسياسي في ان واحد في ظل الظروف السياسية والأمنية الضاغطة على المشهد العراقي .

الانتخابات القادمة هي الوسيلة الوحيدة لاعادة رسم الواقع السياسي من جديد ، بعيدا عن نزيف الدماء ومظاهرعسكرة المجتمع وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة ، وكل من يرغب بإعادة هيبة الدولة يتحتم عليه المشاركة الواعية في الانتخابات القادمة ، والواجب الوطني والأخلاقي يستدعي ان تكون المشاركة ( واعية ) وليست ساذجة شكلية ، من اجل حقن الدماء وإعادة الحقوق المغتصبة من قبل المافيات السياسية الى اهاليها ، والنأي بالبلاد والعباد عن مفاهيم الطائفية ولغة الحرب وصراع القوميات والمذاهب وتغليب المصالح الوطنية العليا على كل المغانم الانية الاخرى .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب