9 أبريل، 2024 3:17 ص
Search
Close this search box.

الهاربون من أوطانهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

نبدأ بحلم وننتهي بفاجعة جسم جميل مسجى بملائكة الرحمان على ساحل شاطئ البحر بنومه هادئة يداعب شعره الموج ويدغدغ جسده الغض لعله يستيقظ من رقدته الأبدية..حلم أبواه بحياة أجمل في هجرة فيها أمن وأمان .. ولكن القدر أقوى في سلب الحياة في رحيل مؤلم فالصغار تموت والكبار تسقط !! قلوب حزينة ترنو إلى أمل في هجرة من اجل حياة أأمن وأفضل من وطن أصبح العيش فيه بلا طعم ولا لون ..الى ملاذ اكثر دفأ ..الى الغرب الكافر البعيد نصير الإنسانية ..وأرض الإسلام والحج القريبة منك تزيدك أذى بتصدير الانتحاريين ونصيرة للقتلة .. الحزن الكبير ليس لوحدي بل هو حزن وطن أن نرى صورة هذا الطفل بملابسه الزاهية الجميلة يرقد على رمال الشاطيء.. وصور أخرى باكية على أحوال ناس من هويات مختلفة شقت طريقا في البحر وهي تخوض تجربة الانتحار الجماعي والهجرة للخلاص من معاناة مستمرة من العيش في ظروف شديدة القسوة لنيل الحماية الدولية والسكن بسلام افتقدوه في عالم عربي يعج في ثقافة الكره والإقصاء وقيم البداوة زاده العنف والتطرف وفتاوى مرضى من انتحلت الإسلام دينا وهوية وأوصلنا الى هذه المنزلة الهاوية.

دموعنا تسيل ..ودروبنا تضيع ..وقضى عمرنا بتحقيق خيال الحقيقة التي رافقتنا طول حياتنا ولم نحصد في زمن غير مألوف سوى صور غير مألوفة قطعا نحب أن لا نراها ممن غرقوا بالآلاف في البحر ومن قتلوا على أديم وجه الأرض ..وهي تعكس مواقفنا مما يدور حولنا في جزء هام من الحقيقة التي سلبها واستولى عليها أعداء الحياة من نظم استبدادية تقليدية ضخمت الكراهية وأشعلت الحرائق…..في العراق يستقر الغزاة والأغراب ….وفي سوريا قوافل تموت وأخرى تهاجر ….وفي اليمن تهجم الوحوش من الأعراب بصواريخها وقنابلها لتخطف الحياة وتحصد من الفقراء أطفالها وشيوخها ونسائها…..وفي البحرين سلبوها الحياة واستوطنت شهوة درع الخنزيرة في القتل والقمع والترويع……وفي لبنان سيد مقاوم وفارس يمنع الأشرار من الاقتراب .. لنصحوا بعدها أن الدين ليس الذي نعرف ..!! مما اخرس لساني تتبعت آثار الدماء التي شربتها الرمال مختلطة بزبد البحر من ان طفل ألقت به الأقدار ليحفر قبره على ساحل شاطيء البحر..ليكون شاهدا على وحشية الإنسان في هذا العصــــــــــر..!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب