في بلداننا العربية، اعتاد المواطن البسيط أن يجد الاتصال بأي مسؤول في الدولة أمرًا صعبًا، إذ يجب أن يمر بعدة مراحل، لأن البعض يعتقد أن المسؤول مشغول دائمًا ولا يستطيع الرد على الاتصالات. لكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالمسؤول لديه أوقات يمكنه خلالها الرد على اتصالات معارفه وأهله وأصدقائه. إلا أن داء العظمة والكبرياء والغرور هو ما يدفع هذا الإنسان إلى عدم الرد على كل الاتصالات التي تصله من أشخاص ربما ينظر إليهم من باب التفاخر بالمنصب، ناسيًا ومتجاهلًا أن هذا الكرسي الدوار اللعين سيعيده يومًا إلى ما كان عليه سابقًا، ليصبح مواطنًا عاديًا، وربما حينها يجد نفسه منبوذًا من قبل كل طبقات المجتمع. فنحن نعيش في مجتمعات ما زالت محافظة على عاداتها وتقاليدها، وما زلنا ننبذ كل إنسان متكبر ومتعجرف، سواء كان في منصبه الوظيفي أو غير ذلك. فالكبرياء مرض خطير لا يمكن علاجه إلا بعزل صاحبه بعيدًا عن أبناء مجتمعه. نعم، إن غلق هواتفكم لا يعني أنكم أصبحتم من الطبقات العليا، بل العكس، فالحياة تؤخذ بموازينها الطبيعية وقياساتها التي تعلمناها من آبائنا وأجدادنا. والتعالي على غيرك يعني التعالي على نفسك، وأنت لست بمعزل بعيد عن هؤلاء الذين لا تجيب على رسائلهم أو اتصالاتهم. وللشهادة والتاريخ، لابد أن أذكرها وأذكرها دائمًا، أنني عندما أقوم بالاتصال بالسيدة النائب رحيمة الحسن، وهي من أهالي منطقة جنوب الموصل، وهي الممثلة الحقيقية لكل أبناء محافظة نينوى، أجد الجواب على الاتصال مباشرة. وربما في بعض الأحيان تكون مشغولة بعض الشيء ولا تستطيع الرد، لكن ما يمضي الوقت نصف ساعة لا أكثر حتى يأتيني الاتصال منها شخصيًا وبدون أي تأخير، ولا تقبل أن تنظر إلى غيرها من باب العلو والاستعباد الوظيفي، بل تنظر للجميع من باب الأخ والابن والأخت والأب. هكذا هي رحيمة الحسن، اعتاد عليها جميع معارفها وأقاربها، فتجدها بينهم في كل المناسبات الاجتماعية، وتجدها تلبي كل ما تستطيع أن تلبيه في دوائر الدولة. وربما يظن البعض أن هذا المديح مقابل خدمات خاصة، فأقول له أنت واهم، فأنا والحمد لله لست بحاجة إلا لله رب العالمين. ولكن من باب الحق ومن باب عدم المجاملة، لابد لنا أن نبين الحقائق لأهلنا وأحبائنا وأصدقائنا الأعزاء.
 نعم، ربما لا تستطيع السيدة النائب تلبية كل احتياجات المجتمع، لأنها أيضًا الامور الرسمية تتعلق بوزارات وأنظمة وقوانين نعرفها جميعًا. لكن كل ما أستطيع قوله أن كلماتها وترحابها وجوابها على الاتصالات والرسائل، هذا بحد ذاته يضعها في خانة المسؤولين الصادقين، وأنها أهل للمسؤولية.
 فبارك الله بها وشكرنا وتقديرنا لها ولكل مسؤول هاتفه مفتوح أمام الجميع ويعتبر نفسه خادمًا للشعب وليس متسلطًا أو ديكتاتوريًا عليهم. فالحياة تمضي ولا يدوم إلا وجه الكريم، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فاتعظوا يا أولي الألباب،
 وسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته.

أحدث المقالات

أحدث المقالات