قبل خمسة اعوام عندما أجريت لي عملية توسيع للشرايين القلبية ،
إفترضت إنه تم إستبدال تلك الشرايين بأوردة من الساقين ، وإنها لن تكون
مثل الشرايين وإن أحاسيس هذا القلب سوف تتغير وخصوصاً محبته للعراق !!
بعدخمسة أعوام تم إستبدال تلك الشرايين المتعبة فعلاً بأوردة من الساقين !!
لكن القلب لم يتغير وظل يخفق بمحبة العراق وبشكل أقوى !!
***
النجومُ .. تغيّرَ مواقِعَها عَبْرَ الفُصولْ
كما الطيور المهاجرة..!!
بين الشمالِ والجنوبْ
برحلةِ الشتاءِ والصيفْ
والقلبُ يستبدلُ شرايينَهْ
إذا ما تهرّأتْ..
بأوردةٍ من أعضاءٍ أُخَـــــرْ
غيــــر القلــــــبِ..!!
فهل ستنبضُ هذه الأوردةُ
كما تنبض الشرايينُ القلبيةِ..؟
وهل ستحمل هذه الرقعُ الغذاءَ والهواءَ
إلى تلك العضلةِ الخاصةِ جداً
مثلما كانت الشرايينُ المستبدلةْ..!!؟
الحبُّ يستوطنُ القلبَ
هكذا تغنى العشاق والشعراءْ
لكنهم لم يذكروا أين يسكن الحبُّ !!؟
في نياطِ القلبِ ؟ أم في شرايينهْ ؟
أو يسبح داخل تجاويفهُ
متعلقاً بخضابه الأحمرَ ؟
كنت أتمنى أن يكون هذا الحبُّ
يلتحف إكليلاته المتفرِّعةْ
ولا فرق بين الأيمن أو الأيسرْ
فذلك يجعل إستبدالها بأوردةٍ لا تنبضُ ..
حريّاً بتخليص القلبِ المتعبِ
من نبضاتِ الحبِّ الحَرّى..
التي يكنها لهذا العراقْ
تلك التي ألمَّتْ بهِ منذُ صِباهْ..!!
وأوْجَعَتْ لهُ شرايينَهْ ..!!
لكنَّ القلبَ ظلَّ ينبُضُ بِحُبِّهِ للعراقْ
وتسارَعَتْ أكثرَ نبضاتُهُ الحَرّى
لأنَّ الأوردةَ ليستْ أقلَّ شأناً
مِنَ الشرايينِ حتّى وإنْ كانتْ رقيقةً
فحُبُّ العراقِ وثيقةٌ بين أعضاءِ جَسَدي
” إذا إشتكى منه عضوٌ “
تداعتْ له سائرُ الأعضاءِ
وإنْتَخى كُلُّ عضوٍ بالمددِ
لتَسْتَقيمَ له الحياةْ !!