23 ديسمبر، 2024 7:00 ص

( النَكِرة ) و ( المعرفة )

( النَكِرة ) و ( المعرفة )

في النحو قال (ابن مالك) في ألفِيَتِه :
{ ولا يَصحُّ الإبتدا بالنَكِرة }
فقال بعض ظرفاء (الحوزة الدينية في النجف ) مُتَمِماً البيت :
{ مالَمْ تُعَرِّفْه لنا إنْكلْتَرة} .
وهو تتميم نابض بأعلى درجات السخرية السياسيّة ذلك ان العراق عاش الفترة الممتدة من (1921 – 1958) تحت تأثيرات النفوذ البريطاني ، وان تفاوتت الدرجات قوّة وضعفاً …
ومعنى ذلك :
انه بمقدور اي شخص مغمور ، أنْ يصبح نجماً معروفاً ، اذا ما نجح في إبداء استعداداته الكاملة للسير في ركاب الاستعمار البريطاني وتنفيذ أوامره ومخططاته ، حتى في حالات التقاطع الحاد مع مصلحة الوطن والمواطنين…
والشواهد على صعود (النكرات) ، اجتماعياً وسيّاسيّاً ، في ذلك العهد المباد كثيرة، ولا حاجة لذكرها الآن ، بعد ان أصبحت في طوايا النسيان …
-2-
الا ان الذي لم يغرب عن البال ، وهوماثل في الذاكرة العراقية ، صعود نكرات أخرى في (العراق الجديد) بفعل الاحتلال ، ودعمه المباشر واللامباشر ….
والسؤال الآن :
هل يكفي الدعم الخارجي سواء كان (أقليمياً) أو (دوليّاً) لتمرير من يرسو عليهم الرهان من النكرات ؟
والجواب
من الصعب الآن ، وبعد أنْ تمرّس الناخب العراقي بمعرفة أسرار اللعبة الانتخابية ، ان يسمح (للنكرات) المجردة من كل المؤهلات المطلوبة في ممثلي الشعب ، ان يفوزوا في الاقتراع الانتخابي ، ويحتلوا مقاعدهم تحت قبة البرلمان .
نعم ، قد تلعب الأموال الضخمة الممنوحة لتلك النكرات ، دورها الخبيث في شراء بعض الذمم والضمائر الميّتة ، الا أنها لن تُفلح في نهاية المطاف بالفوز الكبير المطلوب .
-3-
وعلى ذكر الظرف والظرفاء في الحوزة ، اليكم هذه الحكاية :
قال أحدهم لصديقه :
هلّم معي ، فلنذهب للصلاة خلف مولانا (فلان) – وهو من علماء البلد –
فأجابه قائلاً :
لن اذهب معك للصلاة خَلْفَهُ إطلاقاً ..!!
أتدري لماذا ؟
انه يُطيل الصلاة ، وأنا لا أطيق ذلك ..!!
وعليك الآن – ايها الصديق العزيز – أنْ تذهب معي للصلاة خلف فلان ، وهو إمام جماعة أيضاً ، وسترى أننا سننتهي من الصلاة قبل الظهر بنصف ساعة ..!!
لقد ذكرتّني هذه القصة باولئك الذين أعلنوا من الآن نتائج الانتخابات القادمة التي ستجري في 30/نسيان/2014 من خلال كتاباتهم وأحاديثهم عن أسيادهم وأولياء نعمتهم .
إنهم مثل ذلك الذي يُنهي صلاة الظهر قبل الظهر بنصف ساعة …
انهم يريدون التزلف الى الأسياد ، لكنْ بهذه الصيغة المتخلفة الرخيصة ، المملوءة بالنفاق والتضليل والدجل …
انه ضَحِكٌ على الذقون …
ولابُدَّ ان ترتد عليهم سلبياتُ هذه الأساليب الرهيبة …
-4-
ومادمنا نتحدث عما يتمتع به الحوزويون من ظرف ، فلنذكر ما قاله أحدهم في حق ابن أخيه ، مدّعي العلم ، :
قال :
وابنُ أخي عَلاّمةُ الزمانِ
                   أفتى بأنَّ الصَومَ ركعتانِ
بهذه السخرية المتناهية ، وصف الشاعر ابن أخيه،الذي لا يُميّز بين ركعات الصلاة وأيام الصيام ..!!
انه أفتى : بان الصوم ركعتان ..!!
فباي آلاء ربمكا تكذبان ..!!
ان فتاوى من يُعلن نتائج الانتخابات من الآن لاتختلف عن فتاوى المفتي بان الصوم ركعتان …
وهكذا تبرز أعاجيب الزمان ..!!

[email protected]