يظهر ومن خلال تصريحات المسؤولون الايرانيون والامريكيون في الايام الأخيرة، اضافة الى الاجراءات العسكرية الامريكية، وتصريحات الاسرائيليون؛ ان الوضع بين الدولتين في الطريق الى الصدام، او ان امريكا سوف تهاجم المنشئات النووية الايرانية، او الكيان الاسرائيلي؛ لسوف يقوم بهذه المهمة مع امريكا او منفردا وبضوء اخضر امريكي، او حتى بدونه. امريكا قبل يوم قامت؛ بسحب عوائل العسكريين من قواعدها في البحرين وفي الكويت، كما قامت بسحب آلف من عناصر سفارتها في بغداد. كما ان هناك وفي التوازي الزمني؛ تأكيد بان اسرائيل باتت جاهزة لتوجه ضربات الى المنشئات النووية الايرانية. ايران من جانبها وعلى لسان قائد الحرس الثوري الايراني، حسين سلامي؛ من انها او ان قواتها جاهزة للرد على اي اعتداء سواء امريكي او اسرائيلي او هما معا. هل فعلا امريكا سوف تدخل في حرب مع ايران سواء لوحدها او مع اسرائيل؟ باختصار شديد؛ ان لا أمريكا ولا اسرائيل، او هما معا بتوجيه ضربات على النووي الايراني، سواء ضربات منتخبة او شاملة. ربما اسرائيل تقوم بضربات محدودة على ارض الواقع ومسيطر عليها تماما؛ لغرض اعلامي ليس الا.. لماذا؟ للأسباب التالية:
اولا، لا يمكن لها ان تنهي النووي الايراني مهما كانت قوتها.. لأسباب لا حاجة للخوض فيها فهي معروفة..
ثانيا، سياسة امريكا ترامب في قارة العرب؛ تتقاطع تماما مع هذا التوجه..
ثالثا، ان هذه الضربات لا تنهي كما قلنا برنامج ايران النووي؛ لكنها لسوف تجعل او تمنح ايران حجة شرعية في الدفاع عن نفسها؛ بصناعة السلاح النووي وبسرعة.. حسب رأي خبراء هذا المجال؛ ان التخصيب 60% يمكن لإيران صناعة قنابل نووية منها، إنما بعدد اقل، لو كانت نسبة التخصيب 90%
ان هذه التطورات الأخيرة او هذا التسخين للأوضاع في المنطقة، الى الحد الذي يجعل المتابع يفهم ان الحرب على الأبواب. والاهم والاخطر هو جعل صانع السياسة في ايران يفهم ان امريكا اذا لم توافق ايران على مقترحاتها الأخيرة فأنها سوف تتعرض الى ضربات عسكرية ساحقة، في اطار الضغط الاقصى، والترهيب والتخويف والذي تستظهر كل هذا؛ وكأنه واقع لا محال؛ تصريحات ترامب، والاجراءات العسكرية الامريكية، إنما الحقيقة تختلف تماما.. الايرانيون يدركون هدف هذه الرسائل ادراكا كليا. لكنهم وفي الوقت ذاته سوف يقدمون تنازلات تقود الى الاتفاق في الجولات القادمة وليس في الجولة السابعة المفترض انعقادها في الاحد المقبل من الاسبوع القادم. المسؤولون الايرانيون قادرون على تدوير الزوايا، وبالذات وزير الخارجية، عباس عراقجي، وتوجيهات المرشد الذي عرف بالدهاء والمرونة الفائقة، لطاقم التفاوض. وزير خارجية ايران وفي التزامن مع هذا التوتر، صرح في اتون كل هذه التوترات؛ ان بإمكان امريكا التأكد او التحقق من ان ايران لاتصنع السلاح النووي؛ بتشديد رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على برنامج التخصيب. هذا الاقتراح قابل للنقاش بين الدولتين؛ على سبيل المثال، ربما يقود النقاش الى اشراك خبراء امريكيين في الرقابة المشددة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هنا رأي لابد منه؛ ان ملف ايران، يرتبط بكل ملفات المنطقة، تلك هي الحقيقة، مهما قيل بخلاف هذا..