النووي الايراني: الاتفاق على الابواب

النووي الايراني: الاتفاق على الابواب

تتواصل المحادثات بين ايران والولايات المتحدة الامريكية؛ حول برنامج ايران النووي. فقد انتهت الجولة الثانية من المحادثات، فيما اتفق الجانبان على الجولة الثالثة في السبت المقبل. رئيس الوفد الامريكي في المفاوضات ستيف وتكيف، قال عنها من انها مفاوضات جيدة جدا. وايضا الجانب الايراني اشاد بها، اي وزير خارجية ايران السيد عراقجي، وقال عراقجي ايضا بان هناك مفاوضات فنية بين الجانبين الامريكي والايراني، في الاربعاء المقبل من هذا الاسبوع. في الوقت ذاته اتهمت الخارجية الايرانية، اسرائيل بالعمل على افشال المفاوضات الامريكية الايرانية. الى الآن المفاوضات الايرانية الامريكية الغير مباشرة والمباشرة تجري بسلاسة، كما تقول الخارجية الايرانية عنها. يبدوا المفاوضات من خلال تلك التصريحات سابقة الاشارة لها في هذه السطور المتواضعة؛ تتقدم على طريق النجاح في الوصول الى اتفاق يلبي قدر معقول من مطالب الجانبين؛ في اتفاق وسط. ان السياسة الايرانية تمتاز ب 5 خصال اساسية في سياستها سواء في الداخل الايراني او على مستوى الاقليم او على مستوى العالم؛ الاولى هو انها دولة براغماتية وبامتياز، والثانية لاتضع كل بيضها في سلة واحدة. والثالثة، عدم الوضوح، اي انها ضبابية قصدية، اذ تختار لها مكان في المنطقة الرمادية، التي تحمل تفسيرات واوجه متعددة، بقصد مدروس، وبغائية. الرابعة، المهارة في إدارة الصراع يشقيه الخفي والمعلن، على قاعدة الاستقراء الاستباقي للتحولات سواء الاوضاع الاقليمية او الدولية. الخامسة، تتقدم المصلحة القومية على المباديء؛ حين تتعرض للضغط الوجودي؛ تفضل المصلحة القومية على المباديء، عند الاختيار بينهما في لحظة المواجهة. المفاوضات استغرقت في الجولتين، 6ساعات، واذا ما اخذنا في الحساب الزمني من انها مفاوضات غير مباشرة، عبر تبادل الرسائل؛ يكون ربما الزمن عند ذلك اقل من النصف المعلن. السؤال هنا كيف تم الاتفاق على اجراء مفاوضات فنية، تقودها لجان فنية من كلا الجانبين، اذا لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين على الخطوط الاساسية، وهذا الامر مرجح جدا، بل هو اليقين، وهل الزمن المفاوضات البالغ 6ساعات، كاف للتفاهم والاتفاق على رسم الخطوط العريضة للاتفاق المرجو؟. المرجح ان هناك قد جرت مفاوضات سرية غير معلنة بين الجانبين الامريكي والايراني حول اتفاق جديد لمعالجة برنامج ايران النووي. نائب ايراني صرح مؤخرا، قبل يوم من الآن؛ ان ايران كانت قد تواصلت مع فريق ترامب في حملته الانتخابية، قبل سنتين اشدد هنا قبل سنتين، وبموافقة المرشد الايراني، وهذا هو غير المفاوضات السرية التي ربما قد جرت قبل هذه المفاوضات التي تجري الآن، حتى وصلت الى الجولة الثالثة والتي سوف تجري في السبت المقبل من هذا الاسبوع. ثلاث زيارات حدثت الى طهران وموسكوا وبكين في تزامن مع بدء المفاوضات الامريكية الايرانية. فقد زار وزير دفاع المملكة العربية السعودية طهران قبل ايام، هذه الزيارة ومن وجهة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة لا يمكن باي حال من الاحوال او باي شكل وصورة فصلها عن مجريات مفاوضات النووي الايراني، بل انها تقع تماما في صلبه. في ذات الوقت؛ زار وزير خارجية ايران موسكو في وقت سابق، بعد انتهاء الجولة الاولى. المسؤولون الروس صرحوا من ان روسيا بإمكانها ان تلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. اليوم اي بعد انتهاء الجولة الثانية، بدأ وزير الخارجية الايراني زيارة الى بكين. هنا من المفيد في التحليل الاشارة الى ان كلا من روسيا والصين وقعا مؤخرا مع ايران؛ اتفاقية شراكة استراتيجية. هذه الشراكة الاستراتيجية بين ايران وكل من روسيا والصين؛ هي تخطيط ايراني لاحتواء تحولات وتغيرات العالم لصالحها؛ في استقراء وحركة استباقية لتلك التحولات المرتقبة. هناك اثنان من السيناريوهات للاتفاق النووي حسب المصادر الصحفية؛ الاول، ان يتم الاتفاق النووي على اساس الرجوع الى نسبة التخصيب والبالغة 67،3 وهي النسبة الكافية لتشغيل المحطات النووية، مع نقل الخزين من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% الى روسيا وهي الارجح او الصين باحتمال ضعيف، مع، ربما تعهد في حالة انسحبت امريكا من الاتفاق تكون روسيا او الصين ملزمة بإرجاع الى ايران مخزونها من اليورانيوم المخصب بالنسبة اعلاه. الثاني، ان تشترك دولة خليجية مجاورة لايران في عملية دورة الوقود النووي، وهنا تضمن امريكا، رقابتها غير المباشرة على المشروع الايراني النووي، هذا السيناريو الاخير ايران هي من طرحته حسب التسريبات الصحفية. أما، وربما كبيرة جدا، ان الاتفاق لسوف يبرم بين ايران وامريكا على القاعدة التالية؛ احتفاظ ايران بدروة الوقود النووي وبالنسبة 67،3 مع نقل مخزونها من المخصب بنسبة 60% الى روسيا على الارجح وليس الى الصين، مع تعهد روسي بإرجاعه الى ايران عندما تنسحب امريكا من الاتفاق.. وايضا ربما كبيرة جدا، ان يتم الاتفاق بين ايران وامريكا على الموافقة الامريكية على الطرح الايراني في الذي يخص مشاركة دولة خليجية مع الجانب الايراني في دورة الوقود النووي. ان هذه المخارج تناسب تماما امريكا وايران معا. امريكا ترامب لسوف تقول انها ابرمت اتفاق نووي هو غير اتفاق 2015. ايران ايضا هي الأخرى تحقق ثلاث اهداف معا؛ الاول، مد جسور الانفتاح والتفاهم مع دول الخليج العربي، عبر السعودية. ثانيا، تحتفظ بدورة الوقود النووي اي العتبة النووية. ثالثا، رفع العقوبات الاقتصادية التي اثقلت كاهل الشعوب الايرانية. هذه القراءة قد تكون صائبة، وقد لا تكون..