على الرغم من أنّي رفعتُ راية الإستسلام البيضاء البرّاقة والخفّاقة أمامَ الجنرال نوم في ساعةٍ متأخّرةٍ من ليلةِ امس , لكنّي فوجئتُ بأستيقاظي المبكّر حتى قبلَ صياح او صراخ الدِيكَة ” ويسمّوها البعض في بيروت بالديوك ” . وبأولى لحظات اليقظة هذه شعرتُ وكأني كنتُ اسيراً لمزيجٍ غير متجانسٍ من احلامٍ سياسية وكوابيسٍ ميليشياوية , معجونةً وممتزجة مع اضطراباتٍ وقلاقلٍ سيكولوجية كأنها تعانق الوضع الراهن في المنطقة وبدت من اولويات الفقه السياسي لِ < ميكيافيللي – Niccolo Machiavelli > انموذجاً
ثمَّ وبعد الصحوةِ من هذه الغفوة وارتشافي لقهوةٍ مركّزة ومكثّفة , استرجعتُ واستعرضتُ كامل الشريط الذي دارت احداثه على مسرح عمليات الوسادة , فكانت خلاصة الخلاصة المستخلصة تتمحور حول تفكيرٍ استباقيٍ ” اثناء النوم العميق وداخل تجاويف العقل الباطن ” لكتابة مقالٍ جديد يتناول اتجاهين متعاكسين في آنٍ واحد عن امكانية منح البرلمان الثقة لحكومة علاّوي , وعن عدم انعقاد جلسة البرلمان اصلاً ” في رفضٍ لكابينة رئيس الوزراء جرّاء وازاء عدم الإطلاع على تفاصيلها مسبقاً ..
في الثواني اللواتي استبقت شروعي بالكتابة المركّبة عن هذه المقالة , فوجئتُ بخبرِ تصريح السيد مقتدى الصدر عن نيّته بشنّ تظاهرة مليونية من حول المنطقة الخضراء اذا لم يستجب البرلمان لشروط عقد الجلسة ومنح الثقة للتشكيلة الوزارية الجديدة , والتي تحوّلت الى ازمةٍ جديدة في بطن الأزمة الدائرة المنتفخة , وعلى الفور أعدتُ القلم ” الماوس ” الى غمدهِ , فالمطبّات الكتابيّة كانت مرتفعة وشاهقة , وكانت منخفضةً بعمقٍ وكأنها خندق .! , ولمْ تكن ليلتي ليلاء فحسب بل كان صباحي كأنه من دونِ اضواء وتتلاعبُ به الأجواء والأنواء .!