17 نوفمبر، 2024 5:41 م
Search
Close this search box.

النوم في المقابر والکرتون والحافلات وفي نفايات البناء!

النوم في المقابر والکرتون والحافلات وفي نفايات البناء!

الوعود المعسولة التي أطلقها ابراهيم رئيسي عشية الانتخابات الرئاسية، والتي تجاوزت ال50 وعدا، والتي يبدو إن الشعب الايراني کان يعلم بأنها مجرد وعود واهية وکلام أطلق جزافا وليس في النتيجة سوى مجرد هواء في شبك. ويبدو واضحا بأنه وبعد مرور 4 أشهر على توليه لمنصبه، فإن الاوضاع المختلفة في إيران قد أصبحت أسوأ من السابق بکثير، وإن إنتفاضتي إصفهان والمعلمين بوجه النظام قد جاءتا لتجسدا حقيقة الاوضاع المزرية التي يواجهها الشعب الايراني والتي وصلت الى حد لايطاق، وأثبتتا في نفس الوقت کذب وزيف وخواء الوعود الواهية لرئيسي.
معاناة الشعب الايراني بسبب من السياسات المشبوهة للنظام والتي لاتخدم إلا مصالحه وأهدافه المشٶومة والتي جعلت أغلبية هذا الشعب يعيش تحت خط الفقر، وبعد أن تزايدت نسب البطالة والتضخم والادمان، فإنه وبعد أن کان أبناء الشعب الايراني خلال الاعوام الماضية وبسبب من الفقر والحرمان يعيشون في المقابر وفي داخل الکراتين، فقد أضيفت لهذه الظاهرة مجالين آخرين وهما النوم في حافلات النقل والنوم نفايات البناء أو نفايات البدية!
الظاهرة الجديدة أي النوم في نفايات البناء أو نفايات البدية، والتي جاءت بعد فترة قليلة نسبيا من ظاهرة النوم في حافلات النقل، فإنها ظاهرة ناجمة عن الفقر المدقع والتشرد، وهذه الظاهرة قد أجبرت حسين يزدي، المدير الحكومي لموقع إخباري يسمى مبين 24، على الاعتراف بوجود النوم في نفايات البناء وقال “ظهور هذه الظاهرة في أصفهان أمر محزن جدا”. کما أعرب رضا صالحي، رئيس تحرير صحيفة ياقوت وطن الحكومية، عن أسفه قائلا: “لمرور 36 ساعة بالضبط منذ نشر صور شاب يعيش مع ابنه المراهق تحت أنقاض البناء واتصل نحو 12 من الخيرين لمساعدتهما ولكنه يا ليت كان هناك اتصال من المسؤولين حتى يعرفوا المكان الذي ينام هؤلاء فيه”، ولاريب من إن هذه المظاهر وغيرها من المظاهر السلبية الاخرى التي تفاقمت وبشکل ملفت للنظر منذ تنصيب ابراهيم رئيسي تشير الى أين تتجه الاوضاع ومن إنه ليس هناك من أي أمل لتحسين الاوضاع وإنما وکما عود هذا النظام الشعب دائما يجب إنتظار الأسوأ!
من المهم والمفيد جدا التذکير بما کان قد صرح به وزير الطرقات في حكومة حسن روحاني في عام 2017، من إن عدد الأشخاص الذين ذكرهم تحت عنوان “الأشخاص الذين لا يملكون سكنا ملائما” ومأوى مناسب أو آمن أو صحي، ويعيشون في المناطق المهمشة والمتهالكة في إيران بنحو 19 مليون نسمة. وفي ظل هکذا أوضاع، وعندما تقوم وحدات المقاومة بإضرام النار في نصب للإرهابي المقتول قاسم سليماني في مدينة “شهر کرد”، فإن ذلك بمثابة تجسيد لموقف الشعب الايراني من هذا النظام ومن حقيقة إنه لايمثل الشعب الايراني لامن قريب ولامن بعيد!

أحدث المقالات