17 نوفمبر، 2024 10:41 م
Search
Close this search box.

النوم في العسل 

مرت بالعراق سنين بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 لم ولن يشهد قبلها من امور لم يكن يتخيلها اي شخص بخياله من تداعيات كل مرحلة من مراحل البلد وكثرت الاحداث السياسية وتعددت اسبابها في العراق واصبح البلد ساحة تجارب لكل من هب ودب من شذاذ الافاق وعتاة الزمن الاغبر ولا من متعظ من ابناءه الذين انكووا هم بكل التاثيرات التي حصلت فيه وهم اليوم (اي ابناء العراق )يلهثون ويركضون وراء اسماء وعناوين اثبتت تجارب الواقع فشلها الذريع في معالجة الوضع العراقي بل زادت هذه العناوين في دمار وخراب العراق ,يلهثون وراءهم بلا وعي ومعرفة وادراك لدورهم في الحياة فقط لمجرد الانتماء الطائفي والمذهبي والعرقي والقومي لان الكل يخشى من تفوق جزء على اخر وكانما الامر سباق للفوز بالغنيمة بحسب التفكير الداني . نحن فعلا اليوم امام مشكلة كبيرة وخطيرة في تداعياتها ونتائجها المستقبلية القريبة علينا حيث الارهاب يفتك بالبلد عسكريا واقتصاديا ويهدد الامن القومي ويؤشر على مدى كفاءة العراقيين في التصدي له ومحاربته بعيدا عن كل الولاءات والانتماءات , وايضا حيث الفساد المستشري في دوائر الدولة باغلبها وهذه الافة فتكت بكل انواع الحماية الغذائية والاقتصادية للفرد العراقي , كذلك تفتت النسيج الاجتماعي والذي كان يضرب المثل به في التماسك والقوة فاصبح اليوم مهلهلا بسبب سطوة الانتماءات الجزئية بحسب المكونات , هذا كله حصل ويحصل واغلب ابناء شعبنا ينام في العسل بعد ان تمكن سياسيي الغفلة في ايهامهم انهم هم وحدهم المدافعون عنهم وعن حقوقهم وهم الاجدر بقيادة العراق ,هنا اتساءل وبمشروعية لاتليق للكثيرين اين نهاية السير الاعمى وراء من استغفلونا وضحكوا علينا وجعلونا مثلا فاشلا امام العالم باجمعه ؟ وهل هناك من نهاية لهذا العبث ؟وهل يلوح في الافق وعيا وادراكا لطرد المتلاعبين بنا , ام نبقى اسيري العقل الجمعي المتهالك ؟ اين وصلت شعوب العالم بدولها بعد نبذها للانتماء الجزئي غير الوطني , وماهو مقياس الحضارة المتطورة لديهم وكيف نجحوا في صراعهم مع الزمن في التفوق عليه ؟ هذه الاسئلة وغيرها الكثير تعبر عن حالة الوهم والغفلة التي نعيش فيها جميعا وتنبئنا بقادم اسود اذا لم نلتفت لاسباب النكوص والانهيار المجتمعي وسنعض اصابعنا ندما بعد فوات الاوان على ماراح من خيرات البلد على يد من هب ودب وحكم واستتب واصبح بحكمه وسطوته مثل ابولهب …واخيرا علينا ان نذكر فعلا لاتنال المطالب بالتمني..ولكن بالعمل والجهد في تخليص العراق من براثم الفساد الاعمى.

أحدث المقالات