23 ديسمبر، 2024 7:13 ص

اسألُ بإستمرار متى سنستفيق من النوم في الجهل والغرق في أحلام التخلف دون التنوير بالمعرفة وتوجيه الأنفس إلى إلى طبيعتها الإنسانية .. وهل ذهبت الإنسانية ؟ نعم بل ذابت وسالت من بين أيدينا ونحن نتنقل مابين السوشال ميديا و القهوة الشعبية والألعاب الإلكترونية ودخان النركيلة والمقاطع الإباحية القصيرة، فهذه نشاطات يومية يعتاد عملها غالبية الناس … وهنا يجب أن نفهم دون أن نستفهم تلوث برنامجنا الحياتي اليومي الذي تحول إلى ملل وعِلل من دون أجل وذلك لأننا نائمون في الجهل وليس في العسل مثل ما يقول الفنان الكبير المصري عادل إمام.

ويشهد لهذا قصة قصيرة الزمن طويلة التكرار تُبيَّن قبح عقولنا ونفوسنا.. رواها أحد الأصدقاء قائلاً : كنت جالساً بإنتظار الأصدقاء فدخل طفل يحمل مناديل وعلكة للبيع لإستجداء العطف والمساعدة وتفاجأت بأن أحد الجالسين يناديه مازحاً “بأبن المتعة ” فعدت إليه لأسأله لماذا ناديته هكذا ؟ وهل من الإنسانية و الأخلاق أن تقول له هذا الكلام أمام الناس ؟ الغريب إجابة ذلك الشاب: نناديه هكذا دائماً لأنه إبن زنا وجاء للدنيا بطريقة غير شريعة !!!! ، فعدت لسؤال ثاني وأنت؟ ألستَ أيضاً إبن متعة ؟ فرد غاضباً: أنا لست إبن زنا ، فقلت: والداك تزوجا ومارسا المتعة وأنت حصيلة تلك المتعة ولولا ذلك لما تزوجا . الفكرة التي أريد ذكرها في مقالتي هنا هي تساؤل.. هل الشرع والدين يرضى بالتجريح والإساءة؟ كلا ..فأي تناقض هذا يعيشه الجهلاء أمثال هكذا أشخاص قد يصحون وينامون في الذنوب والأخطاء وفجأة تجدهم يُنَّقصون وينتقدون غيرهم!!.

من هنا نستطيع أن نفهم جيداً أننا فقدنا الرحمة في قلوبنا والسلوكيات السليمة في أنفسنا والمعرفة في عقولنا لأن أمثال ذلك الولد المسكين يحتاج منا الإهتمام والعطف وليس الإنتهاك فهو ضحية الوالدين من جانب والمجتمع من جانب آخر.

يتعرض مثل هؤلاء الأولاد إلى الإعتداء النفسي والمجتمعي وننعتهم بأبشع العبارات وكأننا ننتقم منهم ونعاقبهم لفعلة والديهم.

الحل أن نرتقي بتفكيرنا وأخلاقنا ولا نحاسب هذا الولد المظلوم المنحوس الحظ على على ذنب لم يقترفه، فهو لن يختر والديه أو قَدَره أو حياته بهذه الصورة وعلينا أن نعي هذه الحقيقة، أما الحقيقة الثانية إن المتعة هي أساس الحياة وضرورة لإستمراريتها فلماذا نجعلها صفة للتحقير والتنقيص رغم أن الجميع لايستغني عنها !!؟ والحقيقة الثالثة المتعة للجميع وليس من المعيب أن نكون أولاد متعة فجميع بني آدم جاءوا من المتعة، أما الزنا فهو إختيار لكنه ليس إختيار بعض الأبناء لكي نحكم عليهم بالإعدام في الحياة.