18 ديسمبر، 2024 8:16 م

النوارس تحلّق عالياً بإدارتها

النوارس تحلّق عالياً بإدارتها

أكثر ما أبهرني هذا الموسم، هو ما وجدته من حالة إستقرار وتألّق طبعت على عشّ النوارس الذين أمتعونا بعروضٍ كروية راقيةٍ تجبر الجميع على رفع القبعات لهم ولإدارتهم المتفهّمة لأصول العمل الإداري المتقن، حيث لم ترضخ الإدارة للطلبات التي رغب عدد من اللاعبين تحقيقها، فكان الرد الحاسم للإدارة الزورائية هو.. من يرتدي الزي الأبيض عليه أن يفتخر ويجزل العطاء لأن من يلعب للزوراء سيمتلك كل شيء وهو ما كان ورأيناه ليس اليوم وإنما من أعوامٍ خلت..

يحسب للكابتن فلاح حسن مركزيته وقراراته الحاسمة التي يتخدها بالتشاور مع بقية الأعضاء الذين توحّدت قلوبهم وأفكارهم لصناعة إنجازٍ للأمة الزورائية التي تعيش اليوم في أوج عظمتها التي أعادتنا للزمن الجميل، يوم كانت مدرسة النوارس تخرّج المواهب وهو ما شهد به الجميع وهم يتابعون العناصر الشبابية التي أحكمت قبضتها على صدارة الدوري متخطّية الصعوبات الجمّة والإصابات الكثيرة التي لاحقت كتيبة أيوب أديشو وكادره المساعد ليزداد حلم الجميع وطموحهم بخطف درع الدوري إذا إستمر الحال على ما هو عليه اليوم..

نسجّل للكابتن أيوب أديشو حلّه لجميع الطلاسم الكروية وصعوباتها التي واجهته وخصوصاً في الأشواط الثانية من أعمار اللقاءات التي خاضها الفريق وقلب من خلالها النتائج لتصب بصالحه وسط رضا جماهيري طاغٍ عرف عن جماهير البيت الأبيض الذين غالباً ما يبقون مع فريقهم في السرّاء والضرّاء مؤكدين أنّ من عشقوا النوارس لا يمكن لهم أن يتخلون عن عشقهم وكان ردّهم في المدرجات محفّزاً لعناصر فريقهم الذين وجدوا فيهم اللاعب رقم 12 بحقٍ وحقيقٍ..

الإستقرار الإداري والتدريبي وإتخاذ القرارات المدروسة بالإجماع ومن دون منغّصات أو تقاطع، يفضي إلى ما نراه اليوم في نادي الزوراء الذي لا يمتلك أموالاً أو لاعبين (سوبر) كما هو حال منافسيه، لكن شجرة الحب التي زرعتها إدارة أبو تيسير أينعت وراحت تطرح ثمارها التي ستبقى مفخرة على مرّ الأجيال..

لو عدت معكم إلى ما رأيناه جميعاً في لقاء المدينة الرياضية في البصرة وجمالية العرض الذي قدّمه السفانة والنوارس اللذين يتبعان مؤسسة واحدة وهي وزارة النقل، لعرفنا أن الكرة العراقية ستبقى بخير، لأنّها تستمد قوتها من أندية تطرب بعطائها وهو ما سجّل للفريقين المذكورين وليكون حسم النقاط للأبيض الذي أراه الأجدر لكسب الدرع إن واصلت إدارته نهجها الذي إختطّته وهو ما ميّزها عن كل إدارات الأندية العراقية.. تحيّة للنوارس وجمهورهم وكادرهم التدريبي والإداري وهيئتهم الإدارية التي عملت بالممكن وحصدت ما لم يتوقعه أحد.. كما أنّها قدّمت دروساً مجانية لبقية الإدارات العاملة ومفاده أن ليس بالأموال وحدها تتحقق النتائج.. وأنت يا جمهور الزوراء تبقى الكلمات عاجزة عن إعطائك حقّك، لأنك أثبت لنا ولكل متابعيك، بأنّك الجمهور المتزن تشجيعاً وإنضباطاً وموآزرة لناديك الذي نراه هو الآخر يفاخر بك ويعتمد عليك.. ونحن إذ نشيد اليوم بالبيت الأبيض، فلن نغفل مستقبلاً أن نشيد بغيره من الأندية التي تحقق ذات النجاحات والله ولي التوفيق..